
أكتب هنا عن قمم الجبال في حياتى؛ قممٌ صادفتنى وقممٌ سعيت إليها، قممٌ تأثرت بها وقممٌ علمتني الكثير، وكلها، على عكس قمم البشر، لم تتأثر بوجودي سواء كنت مقيما عند سفحها أو صاعدا نحوها أو مستقرا في حضنها.
أكتب هنا عن قمم الجبال في حياتى؛ قممٌ صادفتنى وقممٌ سعيت إليها، قممٌ تأثرت بها وقممٌ علمتني الكثير، وكلها، على عكس قمم البشر، لم تتأثر بوجودي سواء كنت مقيما عند سفحها أو صاعدا نحوها أو مستقرا في حضنها.
أحن إلى موقع نشأتي وأيامي هناك. ولدت بعيداً عن الجبل وقضيت بعض سنوات طفولتي ومراهقتي في أرجاء سفحه. الجبل هو المقطم أما السفح فهو حي الحسين وما وراء المسجد وصولاً إلى الحسينية ومروراً ببيت القاضي وحارة قصر الشوق والجمالية وضمنها حارة الورّاق التي هي مسقط رؤوس عدد من العائلات التي اشتغلت بصناعة الورق والكتب والمكتبات.
معظم إن لم يكن كل ما يرد في السطور التالية منقول عن رواة لاعتبار هام وهو أنني كنت خلال الأيام الحاسمة في هذه المحطة من حياتي غائباً عن الوعي أو مُغيباً عنه!
في حياتي كما في حياة كل إنسان أيام لا تنسى. من أيامي العديدة التي لا تنسى مائة يوم قضيتها في سنتياجو عاصمة دولة شيلي. ليست بالمهمة البسيطة التعريف بدولة من الدول ولكنها في حالات معينة تصبح من أحلى المهام وأقربها إلى مزاجي وعواطفي. من هذه الحالات حالة دولة شيلي. غير خاف على من يعرفونني أن إيطاليا والنمسا والأرجنتين ولبنان والصين وتونس هي أيضا من تلك الحالات، ففي كل منها بشر ومدن وقرى وشوارع وأزقة نشأت علاقة قوية ربطت بيني وبينها مخلفة ذكريات لأيام لا تنسى أو صعب أن تنسى.