November 2019 - Page 4 of 11 - 180Post

Bring to the table win-win survival strategies to ensure proactive domination. At the end of the day, going forward, a new normal that has evolved from generation.
DSC_9101-1280x1650.jpg

 ليست أول مرة ترفع صوتها وتهتف وتقود مظاهرة وتعبر عن رأيها السياسي التام والواضح. كما أنها ليست أول مرة تركل السلطة في صدرها.

اكثر من ذلك، فإن الفعل السياسي الوحيد في لبنان في السنوات الأخيرة حرّكته نساء يدافعن عن حقوق المرأة ضد العنف القاتل وبالحضانة وباعطاء أبنائها جنسيتها. وقد تحدين في سبيل هذه القضايا خليطا من سلطات كثيرة متداخلة قائمة، دينية وطائفية وسياسية واجتماعية وعنصرية. وهو خليط اتفق أعضاء نادي السلطة اللبناني في أعرافهم خلسة على عدم تحديها مذ قام البلد نفسه.

تحدين النظام برمته، برؤوسه المتعددة، زعامات كانت أو رجال دين أو تابوهات ومحرمات. وفي نزولهن إلى الشارع في مواجهة  كل موروثات الذكورة، لم يأبهن بعدد ولم يهبن ولم يهادن في مطالبهن، واستخدمن الوضوح والسخرية في الهجوم على السلطات. كانت تحركاتهن بلا قائدة أو قائد، تامة الديموقراطية، وتامة الانفتاح على التنوع، شكلاً ومضموناً.

كان الصوت عالياً حينها وكان المطلب وما زال محقاً. وقصدن ذلك أم لا، صنعن نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه الحركة المطلبية، كما رسخن صورة للمرأة العادية، وليست الأيقونة، التي تعرف بديهيات حقوقها والتي تتعرض لما تتعرض له النساء حول الكوكب، بدرجات تختلف بحسب تخلف قوانين البلاد أو تقدمها، وتصلّب المجتمعات أو تحررها.

المرأة العادية أو التي تريد أن تكون عادية. التي لا يسائلها معتوهون في أخلاقها كلما شعروا بتهديد في حجم رجولتهم نتيجة نقاش. التي ليست مضطرة لأن تبرر ماذا ترتدي وماذا تقول ومع من تنام لأنها صحافية تسأل سياسياً أو نائبة تعارض حزباً. العادية التي إذا شاركت في تظاهرة لا يقف أحد عند جمالها أو عكسه، رقتها أو شراستها، خجلها أو وقاحتها، حجابها أو عدمه. أخلاقها أو قلة أخلاقها. العادية التي ليست من شأن أحد قط، بل من شأن نفسها فقط.

لم تولد المرأة في لبنان في 17 تشرين.

هي موجودة منذ ما شاء الله بالطبع. فاعلة في الجامعات والوظائف العامة والخاصة وفي المنظمات الحقوقية والأحزاب والإعلام وحتى في الطوائف. وهي مشاركة أبدية في تظاهرات لبنان “العظمى” التي لم ترق واحدة منها لتصير ثورة، كما هذه الثورة التي يشهدها لبنان الآن.

الثقة بالنفس هي ما اكتشفه لبنانيو ولبنانيات الساحات في الأيام الماضية. الثقة العارمة هذه هي التي أذهلت المكبوتين وهم يرون النساء يشتمن ويركلن ويسحلن في الطرق، ويتقدمن المسيرات ويحطمن الأصنام على أنواعها

كلّ ما في الأمر أن الأفراد هم الذين نزلوا إلى الشارع هذه المرة. نزلوا بدون خطاب مبرمج مسبقاً، معممٍ عليهم. نزلوا بدون خط زمني للتحرك ينتهي بمسك ختام قائد صارخٍ، كلّ همه تجيير الرقم الذي يقبع أسفل أنفه متطلعاً إلى نوره… ونور القادة اللبنانيين بخاصة ساطع دائماً، يمحي أول ما يمحي، ملامح وجوه جماهيره، ويوحّد صوتها خلفه، خلف عباراته وخلف ما يزيده منها.

17 تشرين هي ثورة الفردية على الجماعات. ولأنها كذلك، ولأن المُطالب بحقه في الشارع يعرف هذه المرة أنه ليس رقماً مضافاً في عداد القطيع، أعطت هذه الثورة الثقة لكل واحد بالصوت الخاص به وحده، بالرأي الذي يجب ألا يعجب الآخرين، كل الآخرين، وهذا سبب كاف لإعلانه وليس لإخفائه. الثقة بالنفس هي ما اكتشفه لبنانيو ولبنانيات الساحات في الأيام الماضية. الثقة العارمة هذه هي التي أذهلت المكبوتين، وهم يرون النساء يشتمن ويركلن ويسحلن في الطرق، ويتقدمن المسيرات ويحطمن الأصنام على أنواعها، وفي أولها تلك المحفوظة بعناية في الرؤوس، تنوء تحتها أجسام حامليها لثقلها وتورمها.

لم تحطم اللبنانية في 17 تشرين صورتها كجميلة صامتة. من يؤمن بخرافة كهذه، كمن يؤمن بأن الأرض مسطحة، لا سبب لإهدار الوقت في نقاشه. لم تحطم أيضاً صورتها كندٍ للرجل يمكنها أن تفعل ما يفعل. هي ليست نداً له، ولا أقل منه ولا أكثر. مثلها مثله. كلاهما يطالب بجامعة لبنانية أفضل، بوظيفة بناءً على كفاءة، بقوانين عصرية، بسياسيين بلا فساد، بسياسيين من لحم ودم وليس أنصاف آلهة. كلاهما يطالب ببلدٍ عاديٍ. كلاهما يُحبُ بلده وكلاهما حين ينزلُ إلى الشارع لمطلبٍ لا يعود الفارق الجندري واضحاً أو مهماً ما دام المطلب محقاً.

لم تبرهن المرأة اللبنانية شيئاً مذ شاركت في 17 تشرين ولم تشارك لتبرهن. قامت بواجبها العادي. ومع ذلك، فإن صوت الشارع اللبناني يبدو صوتاً أنثوياً فاقعاً هذه المرة. صوت أنثوي ثاقب بنقائه ووضوحه وذكائه وحريته وحسُ سخريته. من هذا الصوت بالتحديد، تخاف طبقة برمتها من ذكور السلطة الذين حتى إذا لجأوا إلى الشتيمة كأدنى ما يستطيعون الوصول إليه حين يُحشرون، سيواجَهون بشتيمةٍ أعلى.. وأحلى.

أنثويٌ فاقعٌ صوتُ الثورة، وعليه، فإن بياناً جديداً ومختلفاً وفيه الكثير من نون النسوة، قد حُرر هذه المرة.

benjamin-netanyahu-israel-2019-yuri-kozyrev-1-1280x853.jpg

لا تزال اسرائيل غارقة في مستنقع حياتها السياسية المأزومة. منذ قيامها، لم يسبق أن شهدت الدولة العبرية جولتين انتخابيتين مبكرتين في عام واحد،  ولكنها تمضي الآن نحو جولة ثالثة محتملة، بعد فشل بيني غانتس، وقبله بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة جديدة، غداة انتخابات نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر الماضيين، وفي ظل بروز متغيّر خطير يتمثل في توجيه الاتهام إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته في قضايا الفساد التي تحاصره منذ أشهر.

ناجي-6.jpg

كالجمر تحت الرماد، تلتهب الأزمة الإقتصادية والإجتماعية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، منذرة بانتفاضة كبيرة على غرار تلك التي يشهدها المجتمع اللبناني. كيف لا وأوكسجين المخيمات تحمله رئة هذا الجوار المأزوم في الإقتصاد والسيولة النقدية وفرص العمل.

us-troops-syria-1280x960.jpg

وضعت القمة الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في سوتشي خارطة طريق مبدئية تبعد شبح الحرب التي أعلنتها تركيا ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، وذلك بعد تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، وذلك عبر مجموعة إجراءات ميدانية وسياسية تحت رقابة وضمانة روسية.

DSC_7985-1280x854.jpg

مفاجأة. فوجئوا. فوجئنا. فجأة تعلو الكرامة الإنسانية ومطالب العيش الكريم فوق الطائفية. الخبز يوحد. صار يوحد. صحيح القول إنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، لكن الحياة مستحيلة دون الخبز. أخذ من الانسان كل شيء حتى الخبز ذاته. لم يبق بيده إلا للابتزاز. الخبز يوحد. لا يعيش الانسان بالخبز وحده. لكن سلب كل مقومات الحياة من شعب بكامله جعله يقول نريد الخبز ونريد غيره من لوازم الكرامة.

WhatsAppImage2019-11-20at24501PM_544769-1.jpeg

تراوح الأزمة السياسية في لبنان مكانها حتى الآن، وباتت الخيارات محدودة في ما يخص تسمية رئيس جديد للحكومة خلفا لرئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، وكل واحد منها يحمل في طياته أما فرصا أو تحديات..    

rocket-attack-on-israel-1280x960.jpg

في خضمّ تحولات الشمال السوري التي تجري على وقع تحركات أربعة جيوش (الروسي والتركي والأميركي والسوري)، وفي ظل تطورات المنطقة والاقليم من إيران إلى العراق مروراً ببيروت وغزة، لم يكن ينقص المشهد إلا أن يدمغ بالبصمة الاسرائيلية حتى تكتمل أجزاؤه وتأخذ أبعادُه امتداداتِها القصوى استراتيجياً وسياسياً.

وسام-باشا-1280x855.jpg

برغم كارثية الوضع الإقتصادي والإجتماعي منذ سنوات طويلة، إلا أن الناس لم تشعر به إلا عندما لامس النقد و"الواتساب"، في حين ان من يدقّق بالمسار الاقتصادي والمالي منذ أكثر من ربع قرن من الزمن والسياسات، يجد نفسه أمام تراكمات سلبية، وضعت "النموذج" على خط الزلازل.