
يقف العالم مترقباً حذراً وجلاً مما يمكن أن يحصل في منطقة غرب آسيا، خشية اندلاع الحرائق الكبرى المؤجلة منذ عام 1948، في إثر نجاح النظام الغربي بتعزيز تحطيم المنطقة والهيمنة عليها بإنشاء الكيان الصهيوني الوظيفي كقاعدة عسكرية متقدمة للغرب.
يقف العالم مترقباً حذراً وجلاً مما يمكن أن يحصل في منطقة غرب آسيا، خشية اندلاع الحرائق الكبرى المؤجلة منذ عام 1948، في إثر نجاح النظام الغربي بتعزيز تحطيم المنطقة والهيمنة عليها بإنشاء الكيان الصهيوني الوظيفي كقاعدة عسكرية متقدمة للغرب.
وقف بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي ليُلقي خطاباً وكأنه معلم مدرسة، وكأنهم تلامذة في هذه المدرسة. كان ينقصهم أن ينشدوا نشيد دولة إسرائيل؛ لم تتوقف أيديهم عن التصفيق، وأقفيتهم عن القيام والقعود لدى كل دورة تصفيق. فالمعلم يحتاج أن يكون مبهراً في الكونغرس الأميركي، إذ لا يستطيع الالتذاذ بكل ذلك في برلمان دولته. لقد كانت متعة له كما للمشاركين في مهرجان كوميديا الدعم لإسرائيل. فكلما ازدادت إسرائيل قسوة في حرب الإبادة وارتكاب جرائم الحرب ضد فلسطين، وكلما إزداد الشقاء والعذاب في فلسطين، ازداد تمتّع الكونغرس الأميركي. فالتراجيديا التي تصيب العرب كوميديا بالنسبة إليهم.
إذا اتسع نطاق الصراع، ستجد إسرائيل نفسها عرضة لاضطرابات وتهديدات جمَّة لم يسبق لها أن تعرضت لمثلها، وستختبر تحديات صعبة لا تشبه كل ما مرّت به منذ عقود، بما في ذلك الهجوم الذي تعرضت له في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب "فورين بوليسي"(*).
يُحدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الساعات المقبلة موقف الحزب السياسي والميداني من "الجريمة الكبرى" (حسب بيان الحزب) المتمثلة باستهداف القيادي العسكري الكبير في الحزب الشهيد فؤاد شكر المعروف بـ"السيد محسن".. إلا أن ذلك لا يمنع من طرح بعض الأسئلة والاستنتاجات حول ما جرى بين لبنان وإيران وبينهما العراق في الساعات الماضية.
كان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أرض طهران قراراً إسرائيلياً مُحدّداً، بالزمان والمكان، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.. والهدف ليس الانتقام من "طوفان الأقصى" فحسب بل القول إن قادة إيران الجُدد "في متناول اليد، وإن إسرائيل قادرة على أن تصل إليهم بسهولة.. ومتى أرادت".
لليوم الثاني على التوالي، استحوذ اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران والقيادي العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر (السيد محسن) على اهتمام الصحافة العبرية.
بموازاة الحروب المتتالية التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر فعلياً منذ تحريره في العام 2005، ثمة حرب مالية تستهدف محلّات الصيرفة وأصحابها وكل المتبرعين وسلاسل توريد المال إلى غزة وحتى إلى الضفة الغربية، فضلاً عن السرقات الموصوفة التي نفّذها الجيش الإسرائيلي في وضح النهار منذ بدء حربه على غزة قبل عشرة أشهر!
كيف يمكن لإسرائيل أن تقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى غرفة نومه فى أحد المبانى شمال طهران بهذه السهولة؟
عرفتُ عن الحضارة الغربية ما يكفي ليجعلني قادراً على احترامها والدفاع عنها وفي الوقت نفسه مدركاً لتجاوزات القائمين عليها وحسّاساً لمبالغات كهنتها وسقطات المبشرين بها.