
تواجه الحكومة الإيرانية خمس تحديات أساسية واستراتيجية خلال العام 2023. أنا أعني في التوصيف عندما أقول "الحكومة الإيرانية" ولم أقل "إيران" أو "النظام السياسي" أو "الجمهورية الإسلامية".
تواجه الحكومة الإيرانية خمس تحديات أساسية واستراتيجية خلال العام 2023. أنا أعني في التوصيف عندما أقول "الحكومة الإيرانية" ولم أقل "إيران" أو "النظام السياسي" أو "الجمهورية الإسلامية".
هناك اعتقاد راسخ في إيران بأن الأزمة الإيرانية الداخلية ستؤثر حتمًا على سياسة إيران الخارجية وتُضعفها وتُعزز سياسة العقوبات الدولية ضدها؛ لذا وجب مقاربة الأزمة بلغة عقلانية وحلول وسطية لا بالمعالجات الأمنية.
تصيغ واشنطن ردها على الملاحظات الإيرانية بلا ضجيج. المطلوب التوصل لاتفاق نووي متوازن، يحفظ ماء وجه الجميع، هنا المعضلة الكبرى لأن التفاصيل بيتٌ للشياطين، وهذا ما قد يعقد الحل المنتظر ويمدد التفاوض ردحا أخر من الزمن حتى حل المسائل العالقة.
لم يعد "الاتفاق النووي" المُوّقع عام 2015 حياً يُرزق.. الأصح أنه يرقد حالياً في غرفة العناية المركزة؛ وكل محاولات إعادة إحياء هذا الاتفاق، سواء من خلال مسار فيينا أو مسارات أخرى، باءت بالفشل حتى الآن، لأسباب تتعلق بالاتفاق النووي نفسه وبالقدرات النووية التي توصلت اليها ايران، فضلاً عن تداعيات الأزمة الاوكرانية، إقليمياً ودولياً.
يتبادل الأميركيون والإيرانيون في هذه الأيام جملة واحدة: "الكرة في ملعب الطرف الآخر". تشي هذه الجملة أن مفاوضات فيينا النووية لم تنته ولكنها، كما يقول مصدر موثوق في طهران، "بلغت مراحلها الأخيرة".
هل بدأ الإتحاد الأوروبي بترجمة التحذيرات الأميركية الموجهة إلى إيران، وإذا كان ذلك صحيحاً لماذا يجلس الإيرانيون مع الوكيل بينما الأصيل أي الولايات المتحدة هو السبب الرئيسي للعقوبات ويجب حل المشكلة معه؟
بخلاف ما يعتقد كثيرون، رتّبت طهران أوراقها. رؤيتها واضحة ولا تقبل الأخذ والرد. على واشنطن أن تعود إلى الإتفاق النووي، قبل مطالبة إيران بأن تلتزم بتعهداتها، فمن إنقلب على الإتفاق هو المطالب بالعودة إليه لا من إلتزم به.
كل العالم مهتم، وليس فقط دول المنطقة، بالتغيير الذي حصل في البيت الأبيض. ربما كان الأمر أكثر أهمية وحساسية بالنسبة لإيران لأن إدارة دونالد ترامب السابقة خرجت من الإتفاق النووي وفرضت عقوبات مشددة على ايران، هي ـ بزعم الإدارة الأميركية ـ "الأقسى والأشد في التاريخ".
تحظى قضيتان بإهتمام الإعلام الإيراني والعالمي، وهما وضع قرار البرلمان الإيراني موضع التنفيذ بالبدء بتخصيب اليورانيوم بدرجة عشرين بالمئة في منشأة فوردو؛ الذكرى السنوية لإغتيال قائد "قوة القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
بعد عشرين عاماً من المطاردات ومحاولات الإغتيال، نجحت إسرائيل في إغتيال أكبر علماء إيران النوويين، محسن فخري زاده مهابادي أحد الأعمدة الأساسية للبرنامج النووي الإيراني.