الصراع بين الغرب المتسلطّ وضحاياه ليس بجديد. إنّه صراع تاريخي، تأصّل منذ عصر الإكتشافات في أواخر القرن الخامس عشر. مزيج من الدين والعرق والتجربة التاريخية، وهو ما تعكسه عقلية الطبقة المهيمنة في الغرب، بما فيها الأكاديميّة.
الصراع بين الغرب المتسلطّ وضحاياه ليس بجديد. إنّه صراع تاريخي، تأصّل منذ عصر الإكتشافات في أواخر القرن الخامس عشر. مزيج من الدين والعرق والتجربة التاريخية، وهو ما تعكسه عقلية الطبقة المهيمنة في الغرب، بما فيها الأكاديميّة.
يقول إبن خلدون في مقدمته أن "التأريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتم فائدة الإقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا".
عندما ننظر إلى التاريخ الإسلامي كمؤرخين (وهذا مختلف عن النظرة الإيمانية للتاريخ)، علينا طرح أسئلة محرجة، ليس بهدف التشكيك في الدين بل لأجل تقييم قدرتنا كمؤرّخين على فهم الأسس الاجتماعية والمعرفية (بما في ذلك الثقافة والفكر واللغة والسياسة) التي بُني عليها الدين ومساهمة البشر في ذلك ودور العلماء في بناء الإسلام وتأسيس سرديات أصبح المسّ بها من المحرمات.
في الأديان الخلاصية تحتل السماء أولوية على الأرض. يقود ذلك الى احتقار المكان. ولا يقلّ الأمر خطورة عن احتقار التاريخ والحقد عليه.
يكفي أن يشتم أحدهم من طائفة أخرى، أو مذهب مغاير، مقدساتنا حتى نظهر اهتياجنا. ربما وصلت بنا الإثارة حد استخدام العنف. نعتقد أن الآخر المغاير لنا عليه أن يحترم مقدساتنا، أو على الأقل أن لا يبدي عدم احترامه. في الأمر موقف منطقي خاطىء وآخر أخلاقي خاطئ. لو كان الآخر يحترم مقدساتنا احتراماً حقيقيا، لكان عليه أن ينضم الى مذهبنا أو الى ديننا. لكنه مختلف في معتقده، مغاير في ايمانه، طبيعي أن يتعلق بمقدسات أخرى وأن يمارس الطقوس التي تؤكد ذلك.
لا بدّ من السياسة لإدارة المجتمع. لا بدّ من العلم لتلبية الفضول عند البشر لمعرفة العالم الذي نعيش فيه. لا بدّ من التقنيات كي نستخدم نظريات العلم في صنع أشياء تنفعنا. لا بدّ من الإيمان كي نرتاح الى صلة مع كائن أعلى نعتقد أنه أصل الخليقة.