الثورة الفرنسية Archives - 180Post

slider-6.jpg

في خضمّ الأزمة السّياسيّة والثّقافيّة والهويّاتيّة والاجتماعيّة (والانعزاليّة) الحاليّة.. قد يعتقد البعض أنّ بلداً كفرنسا، وأنّ ثقافةً كالثّقافة الفرنسيّة: لا يمكن أن يكونا قد حافظا على بُعدٍ روحيّ أو "روحانيّ" ذي عُمق أو ذي فعاليّة حقيقيّة في الواقع المُعاش بعد كلّ هذا التّاريخ الظّاهريّ أو المادّيّ أو اللّاييكيّ-العلمانيّ المُبين (إن صحّت هذه التّعابير كلّها وما يشبهها مقصداً، ضمن الاطار العامّ نفسه).

6352693599_8d0b48c542_c.jpg

في زمان الضّجّة السّنيمائيّة والإعلاميّة حول قصّة تصنيع القنبلة النّوويّة الغربيّة "الظّاهريّة".. لا بدّ من البحث عن القنبلة النّوويّة الغربيّة "الباطنيّة" الكُبرى. إنّها بالتّأكيد، وبرأيي: الفلسفة أو العقيدة الفرديّة، التي أحاولُ في هذا المقال إعادة توصيفها وبنائها من خلال مصطلح "الشّعور الفردي (ضمن الحضارة الغربيّة ذات الهيمنة الأميركيّة)".

104220662_153250-.jpg

يُروى، أنّ سفيراً عربيّاً قال للجنرال شارل ديغول، يوماً: "فرنسا دولةٌ عظيمة لأنَّ الثورة الفرنسيّة صنعتها". فأجابه ديغول: "لا، لم تصنعها الثورة، بل صنعها ديكارت". وكان الرئيس الفرنسي يريد أن يلفت، بالتأكيد، إلى أنَّ الثورة الفرنسيّة (1789-1799)، إنّما كانت نتاجاً وتتويجاً لعصر الأنوار وثورته الثقافيّة. ومَن أوقد شعلة تلك الثورة التنويريّة، هو رينيه ديكارت الفيلسوف والعالم الفيزيائي الشهير الملقَّب بـ"أبو الفلسفة الحديثة".