لم تنجح ثورة في دولة عربية منذ اندلاع موجات "الربيع العربي" الا بدعم الجيش. هذا حصل في تونس ومصر والجزائر والسودان لاسباب كثيرة أبرزها ان خيار الجيوش هو بديل خيار الفوضى.
لم تنجح ثورة في دولة عربية منذ اندلاع موجات "الربيع العربي" الا بدعم الجيش. هذا حصل في تونس ومصر والجزائر والسودان لاسباب كثيرة أبرزها ان خيار الجيوش هو بديل خيار الفوضى.
إستبشر اللبنانيون خيرًا بإنطلاق المفاوضات الحدودية البحرية غير المباشرة مع العدو الإسرائيلي بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، كون المهمة سُلّمت لجيشهم الوطني الذي يثقون به ويعتبرونه المؤسسة الأكثر قدرة على استعادة الحقوق الوطنية التي قد تساهم في انتشال لبنان من أزمته المالية الخانقة.
بينما توحّدت كل المستويات السياسية والعسكرية والمدنية الاسرائيلية خلف وفد العدو الإسرائيلي الى المفاوضات غير المباشرة مع لبنان برعاية الامم المتحدة وبوساطة الولايات المتحدة الاميركية، كما العادة فان لبنان الرسمي والجهوي منقسم حول الحقوق اللبنانية.
فيما كان الجميع ينتظر تحديد موعد جديد للجلسة الخامسة من مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي، دخلت الولايات المتحدة مجدّدًا على خط المفاوضات، برغم التقديرات القائلة بأن المفاوضات مؤجلة إلى ما بعد تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها..
تبلّغ لبنان رسمياً اليوم (الإثنين) من الجانب الأميركي تأجيل جولة التفاوض الخامسة التي كانت مقررة مع الجانب الإسرائيلي في الثاني من كانون الأول/ديسمبر حتى مطلع السنة الجديدة. كالعادة، يلجأ العدو الإسرائيلي قبل كل جولة مفاوضات بشأن الترسيم البحري إلى إطلاق بعض الشائعات والأكاذيب الإعلامية بهدف التأثير على معنويات الفريق اللبناني المفاوض.
يخوض الوفد اللبناني جولة هي الرابعة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بعد أن حقّق خرقًا واضحًا في الجولات الثلاث الأولى بعرضِه خطّه الجديد وشرحه بالتفصيل المواد القانونية التي استند إليها في رسم هذا الخط وتأكيده احترامه الكامل للقانون الدولي وتحديدًا قانون البحار ومتمّماته.
تعقد في الأسبوع المقبل الجولة الثانية من المفاوضات بين لبنان والعدو الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، فيما اقتصرت الجولة الاولى على الشكليات ووضع اللوجستية اللازمة لاجراء المفاوضات مثل موقع كل وفد وموقع الراعي الدولي والوسيط الاميركي وكلمات افتتاحية.
وسط هذا الضجيج السياسي والإعلامي الذي بدأ من لحظة إعلان رئيس مجلس النواب الاتفاق الإطار حول مفاوضات ترسيم الحدود، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا، وانطلاقاً من خبرتي الميدانية وأبحاثي حول هذا الموضوع، وجدت أن من واجبي أن أشرح للشعب اللبناني حقيقة الأمر بشكل صادق ودقيق لأني أعتبر أن الجيش اللبناني يخوض معركة حقيقية مع العدو الإسرائيلي وعلينا جميعًا الإلتفاف حوله وعدم التشويش على مهمته.
تبدأ يوم الاربعاء 14 تشرين الاول/أكتوبر مفاوضات غير مباشرة بين وفد لبناني ووفد من العدو الاسرائيلي في مقر الامم المتحدة في الناقورة بحضور ممثل عن الامم المتحدة وتحت علمها بحضور وسيط اميركي. جاء ذلك تنفيذا لاتفاق اطار Frame work agreement تم التوصل اليه بين لبنان واسرائيل والامم المتحدة والولايات المتحدة واعلنه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في 1 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
يأتي إعلان لبنان وإسرائيل عن إتفاق إطار للتفاوض على ترسيم الحدود بعد سلسلة تطورات منها إنفجار مرفأ بيروت وفشل المبادرة الفرنسية وسجال حزب الله-إسرائيل حول مخابئ السلاح والإنتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة. وبالتالي هناك تساؤلات حول التوقيت والدوافع والاحتمالات لهذا الاختراق في التفاوض حول قضية سيادية لها تداعيات على الداخل اللبناني والدينامية الاميركية-الايرانية في المنطقة وعلى التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.