ما جديد التحرك الفرنسي حيال الملف اللبناني وهل من خطة جديدة لدى باريس بعد خيبتها العميقة والمريرة بفعل "التصرف اللا مسؤول" للسياسيين اللبنانيين مع مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون؟
ما جديد التحرك الفرنسي حيال الملف اللبناني وهل من خطة جديدة لدى باريس بعد خيبتها العميقة والمريرة بفعل "التصرف اللا مسؤول" للسياسيين اللبنانيين مع مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون؟
لم يعد إعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هو القضية. كتاب الإعتذار بات جاهزاً. المسألة تتصل بالتوقيت.. والتوقيت له عناصره المحلية والخارجية. تظهير القرار يتبدى خلال الأيام القليلة المقبلة.
كان لافتاً للإنتباه في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في "يوم القدس العالمي" أن تنأى المقاومة بنفسها عن ملف ترسيم الحدود البحرية مع "إسرائيل"، تاركةً للدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في الحفاظ على حقوق لبنان في الأرض والمياه والغاز والنفط.
في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، أعطى جبران باسيل إشارة واضحة إلى أن لا حكومة جديدة في المدى المنظور. تطرق إلى قضايا عديدة، لا بأس بتشريحها لأهمية الخطاب ومضامينه. البداية من الحدود البحرية.
أمرُ محزن جدّا أن نرى اللبنانيين منقسمين حول كل شيء بسبب أنانية بعض السياسيين الذين لم يعتادوا الترفّع إلى المستوى الوطني ويحاولون استغلال كل موضوع لتحقيق مكاسب سياسية شخصية حتى ولو أدى ذلك إلى خسارة حقوقنا الوطنية.
المواسم اللبنانية كثيرة ولكن حصادها قليلٌ جداً. بين زيارة ديفيد هيل إلى بيروت وزيارة سعد الحريري إلى موسكو، حلّق الفراغ الحكومي وطار تعديل مرسوم الحدود البحرية وأعيد تعويم رياض سلامة وتقدمت أسئلة دور الجيش اللبناني ما بعد "الإرتطام الكبير"!
إنتهت عملياً زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل. الطابع الوداعي لا ينفي أن الزيارة كانت مبطنة بالعديد من الرسائل، حكومة ومبادرة فرنسية وغازاً وحدوداً ودعماً للمؤسسة العسكرية.
بالأمس، بدا الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله مُثقلاً بالمخاوف الجدّية من التفلت الأمني والفوضى، فكان خطابه إستثنائياً بكل معنى الكلمة.
من خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون إلى كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مروراً بإجتماع بعبدا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري.. يمكن القول للبنانيين: لا حكومة يوم الإثنين المقبل!
من يقرأ هذا التقرير سيقول إن السياسيين في وادٍ والناس في وادٍ آخر. هذا الأمر صحيح. الدليل هو إنشداد الطبقة السياسية إلى جداول أعمال لا تأخذ في الحسبان صرخة الناس ووجعهم وإنهيار قيمة رواتبهم وسرقة ودائعهم ومدخراتهم.