
من بعيد تبدو العلاقات بين أبو ظبي والرياض متينة ووثيقة، فهما ينخرطان في حلف إستراتيجي واحد ويخوضان معاً حروباً مشتركةً على أكثر من جبهة، أكان ضد إيران أو الأخوان المسلمين أو تركيا رجب طيب اردوغان. لكن من قريب تبدو الصورة مختلفة.
من بعيد تبدو العلاقات بين أبو ظبي والرياض متينة ووثيقة، فهما ينخرطان في حلف إستراتيجي واحد ويخوضان معاً حروباً مشتركةً على أكثر من جبهة، أكان ضد إيران أو الأخوان المسلمين أو تركيا رجب طيب اردوغان. لكن من قريب تبدو الصورة مختلفة.
عندما تأخرت الرياض في تهنئة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى ما بعد أكثر من 24 ساعة على إعلان فوز الأخير، أبدى البعض خشية من عودة الفتور إلى العلاقات الخليجية الأميركية، كما كان الحال أثناء فترتي حكم الرئيس الديموقراطي باراك أوباما (2009-2017).
مرحلة ما بعد الإنتخابات الأميركية وفوز الديموقراطي جو بايدن، تطرح أسئلة كثيرة في منطقة الشرق الأوسط. منطقة يتعدد فيها اللاعبون الإقليميون والدوليون ومنهم روسيا التي يتميز حضورها بسمات مختلفة عن الآخرين. ما هي هذه السمات؟
قدم فيصل جلول الباحث اللبناني في اكاديمية باريس للجيوبوليتيك، قراءة لأوجه التغيير الخارجية المرتقبة في ضوء فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية، وقال في حوار مع صحيفة "المغرب" التونسية أجرته الزميلة روعة قاسم إن الأوروبيين كانوا الأكثر ابتهاجا بانتخاب بايدن، ورأى أن الرئيس الفرنسي لن يحزن اذا ما نفذ بايدن وعده باسقاط رجب طيب اردوغان عبر الانتخابات في تركيا.
نشرت مجلة "معراخوت" العبرية في عدد شهر آب/أغسطس دراسة أعدها شاوول شاي، محاضر في "مركز هرتسليا للدراسات الاستراتيجية"، وكان شغل سابقاً منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تتمحور حول البعد الإستراتيجي للحرب الدائرة في اليمن، من وجهة نظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
تحت عنوان "رأس محمد بن سلمان في سحاب السلام وقدماه غارقتان في الوحل اليمني"، كتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل تحليلاً تضمن قراءة للموقف السعودي من قضية التطبيع ومن يملك سلطة إتخاذ القرار في مملكة الصمت. ماذا تضمن المقال الذي ترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية من العبرية إلى العربية؟
وجدت السعودية في دعوة الأمم المتحدة إلى وقف النار في اليمن لمواجهة التفشي المحتمل لوباء كورونا في هذا البلد المنكوب، فرصة مؤاتية للتخفّف من أعباء الحرب التي أثقلت كاهلها مادياً ومعنوياً وسياسياً، للسنة الخامسة على التوالي، وجاءت نتائجها، حتى الآن، على عكس ما كانت تشتهي سفنها.
كانت المملكة العربية السعودية تعتقد في العام 2015 انها قادرة على الانتصار في الحرب على اليمن خلال خمسة اسابيع أو خمسة اشهر في ابعد تقدير، فاذا بها تتأهب للدخول سريعاً في العام الخامس، في حين ينفتح افق الحرب على احتمالات لا تتيح للرياض خروجاً مشرفاً منها وان كان الافق نفسه لا ينطوي على انهيار النظام السعودي او حتى على خلع ولي العهد من منصبه، كما توقع كثيرون، ناهيك عن انهيار اقتصادي او ثورة داخلية على غرار ثورات الربيع العربي.
لزائر السعودية في هذه الايام، أن يرى مملكة جديدة وشابة قيد التكون. مهرجانات وحفلات غنائية وفنية كل اسبوع لكبار الفنانين العرب والأجانب من ذوي الشهرة العالمية. مطاعم تقدم الموسيقى والغناء والطرب وليس فقط وجبات الطعام، والأهم أنها تشهد اختلاطاً بات امراً عادياً. دور السينما تعرض احدث افلام السينما العالمية. لا تشدد في اللباس والاغاني والموسيقى في المطاعم والمقاهي التي اصبحت مختلطة.
هل تلقى المبادرة الإيرانية المتعلقة بأمن مضيق هرمز تجاوبا من الدول الخليجية المعنية؟ وماذا يمكن لإيران أن تفعله لتبديد المخاوف؟ وهل يرد الخليجيون بمبادرة مماثلة؟ وهل يصح القول أن العلاقات المتوازنة تفتح الباب أمام سياسات أكثر إعتدالاً في الإتجاهين؟