
مرة أخری يستفيق المجتمع الدولي علی أحداث كان شهد مثيلاً لها قبيل الحرب العالمية الثانية؛ لكأن التطورات الراهنة أرادت دقّ ناقوس الخطر وإدخال المجتمع الدولي في حالة انذارٍ قصوی ربطاً باللحظة الجيوسياسية التي تلف العالم بأسره.
مرة أخری يستفيق المجتمع الدولي علی أحداث كان شهد مثيلاً لها قبيل الحرب العالمية الثانية؛ لكأن التطورات الراهنة أرادت دقّ ناقوس الخطر وإدخال المجتمع الدولي في حالة انذارٍ قصوی ربطاً باللحظة الجيوسياسية التي تلف العالم بأسره.
سواء إندلعت الحرب في أوكرانيا أم نجحت الديبلوماسية في تفاديها قبل ساعة الصفر، فإن العالم يقف على عتبة بركان جيوسياسي كبير لا يقل في تأثيراته عن ذاك الذي هز العالم قبل ثلاثين عاماً بزوال الإتحاد السوفياتي وتربع الولايات المتحدة على عرش الأحادية العالمية.
قد تكون الجسور الجوية التي أقامها الغرب مع كييف أكبر من طاقة أوكرانيا على إستيعابها. ربما يحتاج الجيش الأوكراني إلى أشهر أو سنوات عدة للتدرب على الأسلحة الحديثة التي تتقاطر عليه من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأوستراليا. وعلى رغم ذلك، عيون الروس شاخصة أبداً إلى مسيرات "بيرقدار" التركية التي قلبت المعادلات الميدانية في ليبيا وفي أذربيجان في الأعوام الأخيرة.
دبلوماسى روسى يعمل فى سفارة بلاده بواشنطن قال لى إن «المعضلة الحقيقية فى علاقتنا بالولايات المتحدة محورها اعتقادهم أن الحرب الباردة انتهت بانتصارهم وهزيمتنا، وعليه يتبنون سلوك المنتصر ويتوقعون منا سلوك المنهزم». وأضاف الدبلوماسى «نحن نرى أن الحرب الباردة انتهت دون إطلاق نار، ودون منتصر ولا مهزوم»، وهذا هو جوهر الخلافات بين موسكو وواشنطن فى العديد من القضايا العالمية، وعلى رأسها مصير أوكرانيا، الدولة المجاورة لروسيا والتى لا يعرف أغلب الأمريكيين موقعها على الخريطة.
أما وقد إنتهى الأسبوع الديبلوماسي بين روسيا والغرب إلى لا شيء، وتصاعدت لغة الإنذارات المتبادلة في ضوء تباعد مواقف الجانبين من الأزمة الأوكرانية، صار لزاماً طرح السؤال التاريخي للينين والآن.. ما العمل؟
سؤال واحد يُربك أوروبا والولايات المتحدة: هل يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا فعلاً؟ أم أن الحشد الحدودي لا يعدو كونه رقصاً على حافة الهاوية من أجل تحقيق مطلب واحد، ألا وهو منع كييف من الإنضمام رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي؟
من الغابات التي تفصل بيلاروسيا عن بولندا ولاتفيا وليتوانيا إلى الحدود الروسية - الأوكرانية وإلى مياه البحر الأسود وصولاً إلى القوقاز، يدور سباق جيوسياسي بين روسيا والغرب، قد يكون الأخطر منذ إنتهاء الحرب الباردة قبل 30 عاماً.
ما نشهده من توتر متصاعد في هذه الأيام بين واشنطن وبكين، بشأن "قضية تايوان"، لا يحجب المسار المتوتر والمتصاعد على خط العلاقات الأميركية ـ الروسية.
يأتي تقاعد أنغيلا ميركل من الحياة السياسية في ألمانيا، في لحظة تباعد غير مسبوقة بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعزّز فرص إيمانويل ماكرون لتبوء دور قيادي في القارة الأوروبية في زمن الإضطرابات الدولية المترتبة عن الحرب الأميركية ـ الصينية الباردة، فهل يستطيع؟
مع شعار "أمريكا عادت" طار الرئيس جوزيف بايدين إلى أوروبا. حمل في حقائب سفره حلماً، أو وهماً كبيراً صنعه هو وأعوانه الأصغر سناً خلال الحملة الانتخابية. وصل وفي ذهنه وأذهانهم أنهم ومن خلال سلسلة قمم متتالية سوف يقنعون الحلفاء من قادة دول الغرب أن أمريكا التي هم في انتظار عودتها عادت.