مع تعيين زعيم جديد لتنظيم "داعش" هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خلفاً لأبي بكر البغدادي، تعمل مجموعات هذا التنظيم الإرهابي، وفق صيغة "الذئاب المنفردة" للوصول الى اي هدف، ومحاولة بث الروح في ما تبقى من "خلايا نائمة".
مع تعيين زعيم جديد لتنظيم "داعش" هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خلفاً لأبي بكر البغدادي، تعمل مجموعات هذا التنظيم الإرهابي، وفق صيغة "الذئاب المنفردة" للوصول الى اي هدف، ومحاولة بث الروح في ما تبقى من "خلايا نائمة".
كان تنظيم "الدولة الاسلامية" مرتعاً للاختراقات التي قادت معظمَها أطرافٌ جهاديّة وأجهزة استخبارات عربية وغربية. وتناغمَ بعضُ هذه الاختراقات مع خلافاتٍ منهجية كبرى عصفت في بنية التنظيم وزعزعت هيكلته التنظيمية. وقد بلغ الصراع على الامساك بناصية التنظيم ذروته أواخر عام 2018 عندما تدخل الحجي عبدالله وأجهض محاولة "رجل قطر" الانقلابية معيداً التنظيم إلى قبضة "الحجاج" العراقيين، فهل أن الحديث يدور عن خلافات منهجية أم انقلابات؟
قارب الباحث الفرنسي ومؤلف كتاب "تاريخ سوريا في القرنين التاسع عشر والعشرين" ماتيو راي المشهد المتأزم بين طهران وواشنطن في الأسابيع الأخيرة، في مقالة له نشرها موقع "أورينت 21"، بوصفه فصلاً من فصول الصراع الأمريكي الإيراني المفتوح منذ أربعين سنة، تاريخ إنتصار الثورة الإيرانية. وتضمنت المقالة الآتي:
"حاول لمّا تقرأ الكتاب أن تُبعد كل المشاغل عنك .. لا تنشغل بغير القراءة". لكن صاحب هذه المقولة سرعان ما قاده "تركيزه في القراءة" إلى أحضان تنظيم "الدولة الاسلامية" حتى أصبح من كبار قادته. إنه شفاء علي بشير النعمة "أبو عبدالباري" الذي عُرف بعد القبض عليه يوم الخميس الماضي بلقب "مفتي داعش البدين".
"إدلب بخير ونحن أمام مسار طويل من الهدن ووقف إطلاق النار قد يستمر لعدة سنوات .. فالتقطوا أنفاسكم". هذه خلاصة اجتماع استثنائي عُقد مؤخراً بين قيادة "هيئة تحرير الشام" وقيادات فصائل أخرى لمناقشة الأوضاع في إدلب.
تزامنَ اغتيال قاسم سليماني مع إعلان "داعش" انتهاء عمليّات غزوة الثأر لمقتل زعيمه أبي بكر البغدادي. صدفةٌ لم يكن يحلم بها أشد المتفائلين في صفوف التنظيم الذي لم تكن غزوته على قدر المصاب الجلل الذي أصابه، فجاء مقتل قائد "فيلق القدس" ليعطي عمليات الثأر أبعاداً جديدةً ودلالات أعمق، تتراوح بين التشفّي لمقتل أبرز أعدائه، وترقّب لما يمكن أن يترتب عليه من فرص لعلّها تقود إلى وضع بصمة التنظيم على المشهد وتداعياته.
"فيلق القدس" هو جزء لا يتجزأ من الحرس الثوري الإيراني. له قيادته وتراتبيته، ولو أن قائده قاسم سليماني يمتلك "كاريزما" قيادية تحول معها إلى "أيقونة" تتجاوز بحضورها جمهور الساحة الإيرانية. القائد الجديد لفيلق القدس هو نائب سليماني الجنرال إسماعيل قاآني. الأخير وجد نفسه فجأة واقفاً عند مجموعة تقاطعات وخطوط إشتباك وتماس دولية، فإذا إستطاع أن ينجح في مواجهتها، سيكون هو سليماني العام 2020.
ضمن استراتيجية "الاستنزاف العام" التي أرسى قواعدها زعيم "داعش" السابق قبل مقتله بعدة أسابيع، أطلق التنظيم يوم الأحد سلسلة عمليات تحت عنوان "غزوة الثأر لمقتل الشيخين أبو بكر البغدادي وأبي الحسن المهاجر"، من أبرز أبرز أهداف هذه الاستراتيجية إنهاك العدو وإبقائه في حالة "الاستنفار المجهد".
اعتبر تنظيم "داعش" أن لحظة انسحاب ما أسماه "الجيش النصيري"، في إشارة إلى الجيش السوري، من إدلب، ودخول فصائل "الصحوات" إليها (عام 2015) مثّل نقطة النهاية في حرب هذه الفصائل لإسقاط النظام، وصنّف المعارك التي جرت بعد ذلك على إنها إما معارك يغلب عليها الجانب الإعلامي الاستعراضي، أو السياسي التحريكي، أو الاقتصادي التمويلي.
على الرغم من مقتل زعيم تنظيم "داعش" السابق أبي بكر البغدادي في بلدة باريشا في ريف إدلب الشمالي، لا تزال منطقة خفض التصعيد الإدلبية تشكل وجهة رئيسية لتوافد قيادات ومقاتلي التنظيم المتشدد، ما يعكس مدى تلاشي الاعتبارات الأمنية في استراتيجية قيادته الجديدة أمام أهمية الأهداف التي تطمح إلى تحقيقها عبر اختراق لهذه المنطقة.