برغم أهمية الإقتصاد في حياة الأميركيين، لم يكن وحده العامل المؤثر في انتخابات نصف الولاية عام 2022. قلق الأميركي الأول هو الخوف على الديمقراطية نهجاً ورسالة ونظاماً في ضوء تفشي ظاهرة العنف السياسي والشكوك بعدم انتظام عمل الدولة الأميركية وآلياتها.
برغم أهمية الإقتصاد في حياة الأميركيين، لم يكن وحده العامل المؤثر في انتخابات نصف الولاية عام 2022. قلق الأميركي الأول هو الخوف على الديمقراطية نهجاً ورسالة ونظاماً في ضوء تفشي ظاهرة العنف السياسي والشكوك بعدم انتظام عمل الدولة الأميركية وآلياتها.
عند ظهور دونالد ترامب على مسرح السياسة الأمريكية عام 2015 مرشحا للرئاسة، هاجمته نخبة المراكز البحثية الجمهورية المحافظة فى واشنطن وخارجها. اصطف خبراء وباحثو تلك المراكز أمثال "مؤسسة هيريتيج"، "معهد أمريكان إنتربرايز"، "معهد هادسون"، "معهد هووفر" وراء المرشحين التقليديين أمثال السيناتور تيد كروز أو حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش. وشارك الكثير من هؤلاء الخبراء فى التوقيع على عرائض تؤكد أن المرشح ترامب لا يملك مقومات أساسية ليصبح رئيسا وقائدا أعلى للقوات المسلحة الأمريكية.
جرت انتخابات 2020 الرئاسية بين رجلين فى السبعينيات من العمر، أحدهما الرئيس السابق دونالد ترامب (يبلغ اليوم 76 عاما) والآخر الرئيس الحالى جو بايدن (يبلغ 80 عاما بعد شهرين)، ويبدو أن انتخابات 2024 ستجرى بينهما إلا إذا توفى أحدهما أو كلاهما، وهكذا وكأن أمريكا والعالم لا ينقصهما إلا تكرار مشاهد انتخابات 2020 مرة أخرى.
منذ اللحظة التى بدأ فيها الهجوم على مبنى الكابيتول فى 6 يناير/كانون الثاني 2021، كان ذنب الرئيس السابق دونالد ترامب الأخلاقى واضحا. وبداية لم يكن لأنصاره التجمع بالقرب من البيت الأبيض لولا قرار ترامب بالكذب بلا هوادة بشأن نتائج انتخابات عام 2020، وتكرار أن الانتخابات قد سُرقت منه.
لا يمر يوم إلا وتصلنى عدة رسائل إلكترونية من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، أو أولاده، أو كبار مستشاريه، ولا تختلف هذه الرسائل عن تلك التى كانت تصلنى قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وسط الحملة الانتخابية الرئاسية.
أحيت واشنطن الذكرى السنوية الاولى للهجمات التي تعرض لها مبنى الكونغرس الاميركي (الكابيتول هيل) في السادس من كانون الثاني/يناير 2021 احتجاجا على خسارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب ووصول الرئيس الحالي جو بايدن الى البيت الابيض.
قبل عام، استمعت لخطاب الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى سبق عملية اقتحام مبنى الكابيتول، وسط أتباع الرئيس ومناصريه الذين احتشدوا بالآلاف تلبية لدعوته. وبعد انتهاء الخطاب، غادر ترامب عائدا للبيت الأبيض، وعدت أنا إلى منزلى الذى يبعد 8 كيلومترات عن البيت الأبيض.
يدخل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن البيت الأبيض، مثقلاً بتحديات ربما لم يعرفها سوى رؤساء أميركيون قلائل عند منعطفات مصيرية مرت بها أميركا منذ الإستقلال والحرب الأهلية والحربين العالميتين وبينهما الكساد الكبير، وصولاً إلى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، والحربين على أفغانستان والعراق.
فجرت هجمة أنصار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير، جدلاً واسعاً حول هوامش حرية التعبير، ومدى الرقابة والمنع اللذين يمكن أن تمارسهما إدارات وسائل التواصل الإجتماعي ومنصاتها الأشهر.
بعد حادثة إقتحام مبنى الكابيتول، لا يمكن أن يستمر النقاش عن مصير الدولة العظمى من زاوية الصراع بين اليمين واليسار، متمثلاً بالحزبين الجمهوري والديموقراطي. ولا يمكن التكهن بمستقبل صناعة القرار في واشنطن من دون وقفة تأمل إستراتيجية عند مآلات هذا الحدث.