
بالنّسبة إليّ :بدأت سنة ٢٠٢٤ رمزيّاً من خلال مشهد تناثر أشلاء جسد الشّيخ المجاهد صالح العاروري ورفاقه، الذين ارتقوا شهداء، إثرعمليّة اغتيال نفّذها العدوّ الاسرائيليّ في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت.
بالنّسبة إليّ :بدأت سنة ٢٠٢٤ رمزيّاً من خلال مشهد تناثر أشلاء جسد الشّيخ المجاهد صالح العاروري ورفاقه، الذين ارتقوا شهداء، إثرعمليّة اغتيال نفّذها العدوّ الاسرائيليّ في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت.
تشهد منطقة باب المندب والبحر الأحمر تطورات متسارعة علی خلفية إعلان الحوثيين ملاحقة السفن المتجهة للموانیء الإسرائيلية؛ في الوقت الذي قرّرت الولايات سحب حاملة الطائرات جيرالد فورد من البحر المتوسط، وتزامن ذلك مع إعلان إيران عبور المدمرة "البرز" مضيق باب المندب متجهة نحو البحر الأحمر.
يُسابق وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الزمن لمنع حرب غزة من التحول انفجاراً إقليمياً يجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، الأمر الذي تمكنت واشنطن وطهران من تجنبه في الأشهر الثلاثة الأخيرة.. لا بل في السنوات الأربع الأخيرة التي أعقبت اغتيال الجنرال قاسم سليماني.
عندما قارب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الصراع مع العدو الصهيوني بالقول إنه لن ينتهي في هذه الجولة بل يُحسم بالنقاط وليس بالضربة القاضية، كانت قيادة العدو تحسب كلماته بميزان من ذهب، فقررت أن تذهب معه إلى "حرب النقاط" لتتمكن من تسجيل عدة نقاط لمصلحتها، ففي أقل من ثلاثة أسابيع اغتالت القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي الموسوي في دمشق والقيادي في "حماس" صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت فيما تولت الولايات المتحدة اغتيال أحد قادة "حركة النجباء" العراقية في قلب بغداد.
مثّلت حرب غزة حدثاً صادماً، وغير مسبوق، وغير متوقع، باعتبار الظروف الفلسطينية والإقليمية والدولية. وأثارت تقديرات متزايدة حول عودة الصراع مع إسرائيل ليشغل موقعاً مركزياً في اهتمامات وشواغل الفلسطينيين والعرب والعالم، أو قُلْ: عودة القضية الفلسطينية "قضية مركزية" للعرب.
يقول اللواء الإسرائيلى المتقاعد يتسحاق بريك، والذى قاد سلاح المدرعات بين عامى 2009 و2018، وأنهى خدمته العسكرية بعد قضاء 34 عاما فى الجيش الإسرائيلى، «كل صواريخنا، وكل الذخيرة، وكل القنابل الموجهة بدقة، وجميع الطائرات والقنابل، كلها من الولايات المتحدة. فى اللحظة التى يغلقون فيها الصنبور، لا يمكنك الاستمرار فى القتال، لن يكون لدينا القدرة على القتال».
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في سياق تغطيتها الجلسة التي عقدها الكابينيت السياسي - الأمني الإسرائيلي، الخميس الماضي، لمناقشة ما يسميها وزير الحرب يؤاف غالانت مسألة "اليوم التالي للحرب في غزة"، وهذا أهم ما جاء في الخطة التي لم تقرها حكومة بنيامين نتيناهو حتى الآن، حسب النص الذي ترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية:
مثّل اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" صالح العاروري خشبة خلاص لعدو غارق في وحل غزة، فتعمّد اختيار شخصية توازي في أهميتها "الحماسية" محمد ضيف ويحيى السنوار ومروان عيسى، وتعمّد أيضاً، اختيار المكان والتوقيت المناسبين، بحسبه، لكي يصطاد أكثر من عصفور برشقة صاروخية واحدة.
ميزة الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان أنه صحافي إستقصائي ومقرب من مصادر القرار العسكري والأمني والإستخباراتي في إسرائيل وهو مؤلف كتاب "إنهض واقتل أولاً" الذي يروي سيرة عمليات الإغتيال الإسرائيلية منذ نشأة الكيان العبري حتى عملية إغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح في دبي في العام 2010. ماذا يقول بيرغمان عن إغتيال القيادي في "حماس" صالح العاروي في ضاحية بيروت الجنوبية؟
من وجهة نظري المتواضعة لن يعود توازن القوة في القمة الدولية إلى ما كان عليه قبل تسعين يوماً، ولن تعود تراتبية المكانة في النظام الإقليمي العربي إلى سابق عهدها، ولن تستعيد الصهيونية بعض وربما أكثر ما فقدته من قدسية ونفوذ في كثير من دول الغرب نتيجة تهور وتعصب سياسيين في إسرائيل، ولن تعود إفريقيا السمراء إلى أوضاع سمحت باستباحة ثرواتها أو مهّدت لإفريقيين أقل سمرة في شمال القارة باحتكار القيادة والتوجيه.