الاسلام Archives - 180Post

Roman-pope-and-top-muslim-one-world-religion.jpg

وصلتني دعوة كريمة من مجلس كنائس الشرق الأوسط للمشاركة في طاولة مستديرة للحوار بعنوان "المساحات الدينية المشتركة في الشرق الأوسط"، بمناسبة عيد البشارة، الذي اعتمد عيدًا رسميًا في لبنان منذ العام 2010 (للمسيحيين والمسلمين)، وبمشاركة نوعية من عدد من البطاركة والمطارنة والأساقفة وعلماء الدين المسلمين والدروز والصوفيين، إضافة إلى شخصيات فكرية وثقافية وباحثين مدنيين بارزين.

communist.jpg

برغم مرارة الأحداث المستعرة في فلسطين فإنه صار لزاماً على بعضنا أن يسترق نفسه ساعة من الأحداث التي تُدمي القلوب ليُفكر في اليوم التالي لإنتهاء تلك المجازر مستطلعاً مساراته وتحدياته انطلاقاً من اليقين التام من إنتهائها لمصلحة الشعب الفلسطيني والأمة العربية كلها.

شعبان-و.jpg

ظلّ الجدل محتدمًا بين تيارين، كلاهما يزعم امتلاكه للحقيقة ويدّعي الأفضلية، بل يتعصّب لفكرته لدرجة يتم فيها "شيطنة الآخر"؛ الأول يُطلق على نفسه تسمية "الإسلامي"، وإن كان يمثل طيفًا واسعًا غير متجانس من الذين يندرجون تحت هذا العنوان؛ أما الثاني، فيصف نفسه ﺑ"العلماني"، حتى وإن كانت مرجعياته الفكرية مختلفة، بل ومتناقضة. 

IMG-20231210-WA0322-1.jpg

يُنذِر الدعم الرسميّ والإعلامي الأمريكي-الأوروبي للعدوان الإسرائيلي الهمجي على الفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربيّة، وبشكلٍ غير مسبوق في حديّة اصطفافه، بما هو أسوأ ممّا وصلت إليه الأمور أصلاً في قطاع غزة، إلى ما لا يُمكِن تحمّله إنسانيّاً.

whirling-dervish-painting-sadia-butt.jpg

نُكمل في هذا الجزء حديثنا السّابق عن أنّ البُعد الصّوفي-العرفاني للدّين هو البُعد الأهمّ والأرقى، مركّزين فيما يلي، وبشكل خاص، على مسألة: السّعادة. فكما يشدّد فيلسوف الأديان والطّرق الرّوحيّة المعاصر، الكاتب الفرنسي فريديريك لونوار[1]، إنّ السّعادة الصّوفيّة هي أقرب إلى التذوّق منه إلى التفكّر (بل ذهب الشّيخ الأكبر ابن عربي، إلى أنّ التفكّر لا يعوّل عليه في مسائل كهذه، وكما رأينا في الجزء الأوّل).

صحيفة-الاتحاد.jpg

من مسلّمات الفكر الديني أنّ من يؤمن بعقيدة معيّنّة لا يمكنه أن يتقبّل عقيدة أخرى، خصوصاً إذا كانت معاكسة لما يؤمن به. لكن علّة الفكر الديني هي في تجاوز الحقّ في الردّ على الآخرين ودحض ما يؤمنون به، والإندفاع المفرط إلى تكفيرهم عند حصول خلاف بين العقائد وصولاً إلى إلغائهم من الوجود.

macron-.jpg

من المؤكد أن صامويل هانتنغتون واضع كتاب "صدام الحضارات" لم يكن يعرف صامويل باتي أستاذ التاريخ والجغرافيا في مدرسة كونفلان سانت-أونورين في الضاحية الغربية لباريس، الذي قتل بقطع رأسه بسكين الشيشاني عبدالله أنزوروف، لأنه عرض على تلاميذه في درس عن حرية التعبير، رسوماً كاريكاتيرية عن النبي محمد.

Screenshot_2020-09-25-abu_2-jpg-JPEG-Image-800-×-507-pixels.jpg

يعتقد البسطاء أنهم متيقظون تماماً ورافضون في دواخلهم لهذه الفكرة، لكن في الواقع هذه الناس الرافضة للفكرة، هل تشعر، وإن شعرت وأدركت، هل لديها القدرة على الاعتراف أنها آمنت لسنوات طويلة بمنطق ديني أنتجته دوائر الاستخبارات الغربية والأميركية، وكانت مشاعرها الدينية أداة في يد الغرب لمواجهة الاتحاد السوفياتي ومن ثم مواجهة الدول العربية الحليفة له؟