التاريخ Archives - Page 2 of 3 - 180Post

egyptiangeographic.com_1517040324_7.jpg

التلفيق هو من الأدوات الفقهيّة التي استخدمها العلماء المسلمون منذ القدم في نقاشاتهم وتطبيقهم لأحكام الشريعة الإسلاميّة (على اختلاف المذاهب). وقد راج التلفيق بكثرة في العصر الحديث وتم اعتماده في تجديد الفكر الديني وأحكام الشرع، خصوصاً مع أمثال محمّد عبده (ت. 1905). لكنّ التلفيق ليس محصوراً فقط بالفقه، بل نجده في أصل سرديّات التاريخ الإسلامي أيضاً.

history-05.jpg

بعض التاريخ يُحرف، وبعضه ينسف، وكثير منه يشوه، وبعض التاريخ أيضا ينسى سريعا. كانوا يقولون أن التاريخ يكتبه المنتصرون أو الأقوياء، وتبقى روايتهم له هى الأكثر حضورا رغم كل ما يتسرب من الذاكرة لرواية أخرى لنفس التاريخ. كان ذلك منذ المطبعة الأولى التى كانت ترافق كل رحلة أو غزوة أو استعمار هنا أو هناك.

sghdv.jpg

ذات ليلة وفي يوم عاصف ممطر في مدينتي، إرتعدت السماء وبرقت عمودياً على شكل خطوط متفرعة وصادف في ذلك اليوم وفاة رمز ديني مبجل. تناقل الناس خبراً أن السماء انشقّت حزناً بسبب تلك الذكرى. لم يصدق ذلك بسطاء الناس وعوامهم فقط بل حتى أكابر مثقفيهم الذين يحملون المعتقد نفسه!

real_history__saad_murtadha.jpg

أثناء دردشة مع صديق، سألني ما إذا كنت لأشجّع ابني على نيل الدكتوراه في التاريخ؟ سؤال جاء في معرض إنتقاد التهميش العام للعلوم الإنسانيّة ولماذا هي عاجزة عن مواكبة العصر؟ وليس صدفةً أنّ هذا التهميش والعجز يواكبهما (وينتج عنهما) إنحلال خطير للإنسان والقيم الإنسانيّة في عالم اليوم.

image047.jpg

كتاب "الإشارات إلى معرفة الزيارات" لعلي بن أبي بكر الهروي (ت. 1215م.) هو من أغنى الكتب التي تُعرفنا على المعتقدات الشعبية ممزوجة بروايات المزارات الدينية، ويأخذنا كاتبه إلى الأماكن التي زارها خلال ترحاله في بلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا وبلاد الروم والجزيرة والحجاز واليمن والعراق وإيران في النصف الثاني من القرن الثاني عشر.

242424242.jpg

الصراع بين الغرب المتسلطّ وضحاياه ليس بجديد. إنّه صراع تاريخي، تأصّل منذ عصر الإكتشافات في أواخر القرن الخامس عشر. مزيج من الدين والعرق والتجربة التاريخية، وهو ما تعكسه عقلية الطبقة المهيمنة في الغرب، بما فيها الأكاديميّة.

1212324343545.jpg

يقول إبن خلدون في مقدمته أن "التأريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتم فائدة الإقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا".