الرئيس الأميركي جو بايدن حاضر في الهند لقمة العشرين، لكن عينه على القطار المصفح الذي سيقل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من بيونغ يانغ إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، في توقيت غير ملائم أبداً من زمن الحرب الروسية ـ الأوكرانية.
الرئيس الأميركي جو بايدن حاضر في الهند لقمة العشرين، لكن عينه على القطار المصفح الذي سيقل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من بيونغ يانغ إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، في توقيت غير ملائم أبداً من زمن الحرب الروسية ـ الأوكرانية.
يتضاءل الوقت المتبقي أمام أوكرانيا لتحقيق إختراق كبير عبر هجومها المضاد قبل أن يحل الخريف والشتاء. وعليه، تمضي الحرب نحو نهاية سنتها الثانية، وتالياً نحو تعليق الآمال الغربية على القوات الأوكرانية، لتحقيق وضعية هجومية أفضل، من الآن حتى الربيع المقبل!
هواجس الأمن تتصدر المشهد الدولى تصعيدا وتسليحا واندفاعا إلى المجهول. العسكرة المفرطة تغلب أى حسابات واعتبارات أخرى.
"التصعيد من أجل خفض التصعيد". تلك هي الإستراتيجية التي يعتمدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الأيام في أوكرانيا. من القصف الصاروخي الواسع الذي تلا تفجير جسر القرم وما سبقه من ضم أربع مناطق أوكرانية وإعلانٍ للتعبئة الجزئية والتلويح باللجوء إلى الأسلحة النووية التكتيكية، لإرغام كييف ومن خلفها الغرب على الدخول في حوار يفضي إلى تسوية سياسية للنزاع الأوكراني.
خلطت "بوتشا" الأرض والمفاوضات، وأعادت تزخيم العقوبات الغربية، وبدت أوكرانيا وكأنها تمسك بالزمام عقب الإنسحاب الروسي من محيط كييف وتشرينهيف، وتراجعت عن ورقة إسطنبول التي أقرت فيها بوضعية الحياد وبالتفاوض على مسألتي القرم والدونباس لمدة 15 عاماً، في إقرار مقنع بالتنازل بطريقة أو بأخرى.
في 24 شباط/ فبراير 2022 بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا. تسعة عشر يوماً من المعارك وجّهت خلالها القوات الروسية ضربات صاروخية وجوية دقيقة استهدفت قواعد عسكرية واجهزة رادار ووسائل دفاع جوي ومطارات وقواعد بحرية وبنى تحتية عسكرية تجاوز عددها الالفين بعد مضي حوالي الأسبوعين على العملية.
يُسَلّطُ في كل دقيقة ما يكفي ويفيض من بقع الضوء على أبرز جوانب الحرب الروسية - الأوكرانية، وعلى رأسها شخصية الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين. هدف هذه السطور هو تسليط بقع ضوء على كواليس لا يُلتفت إلى تفاصيلها ومدلولاتها في خضم الأحداث المتسارعة هناك.