الويل لدماغك إذا كنت مقيماً في لبنان، فهو عرضة لموجة تلو أخرى من الأحداث الصادمة، يليها سيل إعلامي متواصل، تتخلله سموم وتوترات وأحقاد متراكمة، ثم هدوء نسبي واجترار ممل، في انتظار صدمة جديدة.
الويل لدماغك إذا كنت مقيماً في لبنان، فهو عرضة لموجة تلو أخرى من الأحداث الصادمة، يليها سيل إعلامي متواصل، تتخلله سموم وتوترات وأحقاد متراكمة، ثم هدوء نسبي واجترار ممل، في انتظار صدمة جديدة.
لا شك أن ثمة سلالة سياسية في لبنان متعددة الطوائف تشعر بإقتراب إنتهاء زمنها وصلاحيتها، فتمارس كل أنواع التذاكي لتبقى بالقوة حتى لو قضت على ما بقي من لبنان، أو لترحل بأقل كلفة ممكنة.
منذ دخول القطاع المالي في مرحلة الإنهيار الصريح في تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، تداول بعض الخبراء والمعلّقين مصطلح "المصارف الزومبي" لتوصيف وضع القطاع المصرفي اللبناني. مصطلح إنتشر منذ ثمانينيات القرن الماضي، للدلالة على ظاهرة المصارف المتعثّرة بسبب تركيبة موجوداتها غير المنتجة، لكنّها تستمر بالعمل بفضل الدعم الحكومي العلني أو الضمني. وبينما يُفترض أن تكون الإشارة إلى هذا المصطلح تحذير من كلفة هذا النمط المالي على المجتمع والإقتصاد المحلّي، يُطرح السؤال اليوم عن مكامن وحجم الخلل فعليّاً في الميزانيّات المصرفيّة اللبنانيّة، وعن سبل الخروج من هذه الوضعيّة.
في الأحداث المفصلية، تتبدّى اختبارات لمَن هم الأقدر على تعديل السياقات. إطلاق المبادرات. التقاط اللحظات التاريخية. مصارف لبنان، لطالما رسبت في كل الإمتحانات، لأنّ هاجسها الأوّل والأخير، الربح ثمّ الربح.
تنشأ الثروات الكبرى أو الصغرى من اقتطاع فائض القيمة التي ينتجها العمال في مصانع الرأسماليين.
برغم التصدعات التي تصيب وطننا العربي، من مشرقه إلى مغربه، ها هو شعب لبنان يثبت أنه أوعى من قادته وأجمل من أن ينزلق إلى الأفخاخ التي تُنصب له، وما أكثرها.
100 يوم ولم تهدأ الحناجر. راهنوا على الوقت وعلى الدم والخوف وشد العصب الطائفي.. ولم ينجحوا . ماذا بعد؟