الراسمالية Archives - 180Post

capitalism.jpg

الكرةُ الأرضيةُ باتت كرةَ نار. تستعِرُ في كلِّ الجوانب. الحربُ العالميّةُ ليستْ مقبلة. إنَّها قائمةٌ فعلياً ولو بالتقسيطِ الإستراتيجي. الجبهاتُ ثلاثيّة الأبعاد: عسكرياً واقتصادياً وثقافيَّاً. لا ميدانَ خارجَ هذا الصراع ِمهما يكنْ بسيطاً. الرأسماليّةُ الإمبراطوريةُ أوْدَتْ بالعالم إلى هذا الاحتراق.

jean_gouders.jpg

لم يحدث أن جرت تطورات سريعة وعاصفة في العلاقات الدولية على نحو ما يجري اليوم وفي ظلّ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لا سيّما بصعود الأوليغارشية الجديدة، فما أن وصل مجددًا إلى دست الحكم، باشر بطائفة من الإجراءات الداخلية والخارجية التي من شأنها إحداث تغيير جوهري في العلاقات الدولية وقواعد السلوك الدولي.

pindai280423_1.jpg

في الأول من مايو/أيار (عيد العمال العالمي)، يصعد الرأسماليون إلى المنصات، ويتلون خطبًا مشحونة بلغة فلسفية مدهشة: "كرامة العمل"، "روح الإنسان المنتج" و"قيمة الالتزام الجماعي". تُقتبس أقوال أرسطو عن "الفضيلة في العمل"، ويتردد اسم هايدغر حين يُقال إن "الوجود يتحقق عبر الممارسة اليومية"، بل وقد لا يخلو الأمر من اقتباس من ماركس نفسه، لكنه منتزعٌ من سياقه، ليُمرّر خطابًا ناعمًا.

55.jpg

لنبتعدْ قليلاً عن بعض الخطاب الدّيماغوجيّ الخاصّ ببعض قوى وشخصيّات الإسلام الحركيّ (أو السّياسيّ) المعاصر. ولنبتعدْ أيضاً عن بعض الخطاب السّطحيّ و/أو الاستهزائيّ لبعض القوى والشّخصيّات المناوئة للإسلام الحركيّ بشكل عامّ. ولنسألْ بجدّيّة وبموضوعيّة وبأمانة فكريّة صارمة: هل يُمكن استقراء وبناء مفهوم جدّيّ لـ"اقتصاد اسلاميّ" (أو "اقتصاد ماليّ اسلاميّ").. من خلال كُتُب وقواعد وأحكام وآراء التّراث النّقليّ الاسلاميّ، وعلى رأسه، التّراث الفقهيّ الاسلاميّ؟

3.jpg

الخلط بين الدولة والنظام هو من بقايا ما قبل الحداثة. ليست الحداثة خياراً. هي ما يفرضه علينا النظام العالمي. فإما أن نأخذ ما يُفرض علينا مع نظام سياسي مؤداه الدولة، أو نأخذ الحداثة مع استبداد يجعل المجتمع مهمشاً، ويعيد الدولة مجرد نظام، والمواطنين مجرد رعايا. والسياسة تقتصر على العمودية، أي التنافس على الزعامة والوجاهة، دون السياسة الأفقية بما تعنيه من تعاون، أو وهم التعاون.

arsa.jpg

كل علاقة بين الفرد والدولة خارج إطار المواطنة هي مما يدعو إلى الخجل، كذلك كل حديث عن الطوائف وحقوق كل منها وما يسمى مظلومية الأقليات. لكن المدهش هو أنه كلما جاء وفد من الديبلوماسيين إلى بلادنا، وبخاصة إلى سوريا في هذه الأيام، فهو يعزف على وتيرة الأقليات وحمايتها. كأن المجتمع لا يتشكّل إلا من طوائف لكل منها هوية. لكأنهم يريدون التأسيس على الهويات لا على المواطنة، وعلى التحليل الهوياتي لا الطبقي.

photo.jpg

أخطر ما في لبنان على صغر مساحته وعدد سكانه هو الانقسام الثقافي. الأمر يتعدى الطائفية وما تحدثه من اختلافات، والتي تبقى في إطار الصراع السياسي. لكل طائفة أكباشها الذين يتبعهم جمهورهم دون أن يستدعي ذلك عدم اختلافهم مع الطوائف الأخرى، حتى في القرى والبلدات المختلطة.

banksy.jpg

ضجةٌ تصم الآذان في الغرب حول صعود اليمين المتطرف. إذ أنهم طالما اعتبروا أن لديهم مناعة ضد ذلك، وأن طبيعتهم الأخرى هي الليبرالية التي تتناقض مع كل أنواع الأصولية، سواء كانت دينية، أو سياسية، أو اجتماعية، وأن التيار المحافظ والتحوّل الى الأصولية سيبقى هامشياً في مجتمعاتهم التي سوف تحافظ بنظرهم على نقائها بغض النظر عن بعض الشوائب.