أسوأ قراءة ممكنة لثورة (25) يناير/كانون الثاني (2011) عزلها عن سياق الحركة الوطنية المصرية، ودفع أجيالها الجديدة إلى أوضاع تصادم مع تاريخ بلدهم باصطناع التناقض بين ثوراته وأجياله.
أسوأ قراءة ممكنة لثورة (25) يناير/كانون الثاني (2011) عزلها عن سياق الحركة الوطنية المصرية، ودفع أجيالها الجديدة إلى أوضاع تصادم مع تاريخ بلدهم باصطناع التناقض بين ثوراته وأجياله.
قبل خمسين سنة بالضبط بدت الانتفاضة الطلابية، التى عمت الجامعات المصرية فى يناير/كانون الثاني (1972)، إيذانا بميلاد جيل جديد أطلق عليه جيل السبعينيات.
أسئلة التطبيع تطرح نفسها بإلحاح ظاهر على الحوادث السياسية فى العالم العربى، كأنها من أعمال الطبيعة الجامحة كالعواصف والزلازل والبراكين لا سبيل إلى تدارك ضغوطها ولا مفر من التسليم بنتائجها دون قيد أو شرط!
حضور «هنرى كيسنجر» فى واجهة الإعلام الأمريكى لافت بذاته، كل ما يكتب عنه يثير اهتماما وكل ما يصرح به يأخذ مداه فى الذيوع.
تتمتع مصر بمقبولية عند مختلف أطياف الشعب اللبناني لا تحظى بها أي دولة عربية أو إسلامية، وهذا ما يؤهلها لأن تبادر سواء في الداخل اللبناني أو بين لبنان وأشقائه العرب، خاصة أنها لم تغب يوماً عن لبنان وهمومه ومشاكله.
قبل أن يتاح للجمهور يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجارى، وصلتنى نسخة من كتاب مارتن إنديك الجديد عن هنري كيسنجر ودوره فى المفاوضات التى أعقبت حرب أكتوبر 1973.
لم تكن السياسة من شواغل «حسنى مبارك»، والأرجح أن «أنور السادات» فضله على قيادات عسكرية أخرى من الذين لعبوا أدوارا بارزة فى «حرب أكتوبر» أكثر مما لعب هو من أدوار، لأنه الأقل طموحا والأكثر انضباطا.
كان اغتيال الرئيس «أنور السادات» في حادث المنصة الدموى قبل أربعين سنة بالضبط حدثا جوهريا في التاريخ المصري الحديث ألقى بظلاله على ما بعده.
كان الجو السياسى ملبدا بالغيوم، الأعصاب مشدودة والقرارات أفلتت حساباتها عن كل قيد. فى مساء (5) سبتمبر/أيلول (1981)، قبل أربعين سنة بالضبط، تابع المصريون على شاشات التلفزيون الرئيس «أنور السادات» وهو يعلن ما أطلقت عليه الصحف الرسمية صباح اليوم التالى: «ثورة 5 سبتمبر» و«ثورة العمل الداخلى» و«الحرب على الفتنة»!
تعترض مصر ــ الآن ــ أزمة وجودية، أن تكون أو لا تكون، دون أن يتوفر لها سند أفريقي فاعل ومؤثر يستحقه تاريخها في تحرير القارة، ولا دعم دولياً ظاهراً وضاغطاً يتسق مع طلب الحق في الحياة.