"ما هو الخبر اليوم؟". هذا هو السؤال المركزي الذي كان يفتتح به مسؤول النشرة الإخباريّة اجتماع التحرير الصباحي. سؤالٌ تتفرّع منه أسئلة. كلّها تتمحور حول "الحدث" أو "الموضوع" أو "القضيّة" أو.. التي تشغل بال الناس (معظمهم). الجمهور. الرأي العامّ.
"ما هو الخبر اليوم؟". هذا هو السؤال المركزي الذي كان يفتتح به مسؤول النشرة الإخباريّة اجتماع التحرير الصباحي. سؤالٌ تتفرّع منه أسئلة. كلّها تتمحور حول "الحدث" أو "الموضوع" أو "القضيّة" أو.. التي تشغل بال الناس (معظمهم). الجمهور. الرأي العامّ.
منذ النزول الأميركي الى البر الأسيوي في مطلع القرن الحادي والعشرين، دخلنا حقبة عصر الفوضى. فوضى سُرعان ما تعولمت بفضل الميديا والسوشيل ميديا الجديدة. يستطيع أي مواطن ولو كان يقيم في غابة معزولاً عن العالم أن يصبح وكالة أنباء. دقة الخبر تفصيل. المهم التعميم. إنتفت الحدود الفاصلة بين الحقيقة والشائعة أو الكذبة.
جرت العادة أن يكون الزمن خير أنيس للمفجوعين. يطوي سنة بعد سنة شيئاً من وجعهم. وجع أحبة فقدوهم. لكن مع بيروت، لا يبدو أن هذه العادة ستتكرر. يقولون إننا "نستذكر الرابع من آب"، لكن مَن قال لهم أصلاً إننا سننسى؟
شهد الخطاب الإعلامي الأنغلو-أميركي بشأن النضال التحرري للشعب الفلسطيني نقلة ملحوظة باتجاه الإعتراف بالمعاناة الفلسطينية خلال المواجهات الأخيرة على أرض فلسطين المحتلة.
نشر الفنّان Peter Steiner سنة 1993 كاريكاتوراً لاقى شهرةً واسعة. فهو يصوّر كلبيْن، أحدهما أسود يجلس على كرسي مكتب وأمامه شاشة كومبيوتر. وبجانبه، يجلس أرضاً كلبٌ أبيض. يقول الأبيض لرفيقه الأسود، الذي نراه يرفع إحدى قوائمه وكأنّه يهمّ بالضغط على لوحة المفاتيح، "إكتبْ ما شئت. ففي عالم الإنترنت لا أحد يعلم أنّك كلب"!
يقفُ مُتسمّراً حامِلاً جهاز الراديو بيديه، وهو يستمع إلى تصريح وزيرة الإعلام في تلك الليلة، شاهراً كف يده بوجه من يريد أن يتكلّم. الكهرباء مقطوعة والمولدات الخاصّة لا تصل إلى بيته المترامي الأطراف. يستمر على حالته هذه، لأكثر من نصف ساعة وزوجته وأولاده يتجنبون الحديث معه، وعندما ينتهي التصريح، يخيّم الصمت إلاّ من صوت نرجيلته تحيط به غيمة رمادية كثيفة.. وهو يردد، أقفلوا البلد بعد أن أعلنوا التعبئة!
لم يعد بالإمكان الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها أدوات تواصل أو تفاعل فقط. نحن أمام ظاهرة ستتمحور حولها في السنوات القادمة الكثير من الدراسات والبحوث. لا بل أننا أمام ثورة حقيقية، يمكن اعتمادها كمعيار للتحديد الزمنى للتّحوّلات الاجتماعية، كأن يقال: ما قبلها شيء، وما بعدها شيءٌ آخر. تماما كما هو الحال مع الثورتين الصناعية والتكنولوجية. عليه، فإن مقاربة أي حدث عام مستجد، بغير لحاظ دور هذه الوسائل إما في تسبُّبه أو في التطورات اللاحقة به، تبقى مقاربة ناقصة مختزلة، يضيع معها التشخيص الدقيق، ويغرق معها الاستشراف والتحليل في ضبابية معينة.