لا يُحكم على الثورة بنتائجها المباشرة، كما لا يُحكم عليها بأسبابها المباشرة. كأن يقال أن ما سبّب الثورة في لبنان، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، هو قرار الحكومة استجابة لاقتراح وزير الاتصالات، رفع تعرفة الواتساب بضعة سنتات. الأسباب تتعدى ذلك بكثير.
لا يُحكم على الثورة بنتائجها المباشرة، كما لا يُحكم عليها بأسبابها المباشرة. كأن يقال أن ما سبّب الثورة في لبنان، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، هو قرار الحكومة استجابة لاقتراح وزير الاتصالات، رفع تعرفة الواتساب بضعة سنتات. الأسباب تتعدى ذلك بكثير.
في الوعي السائد لدينا تتقدم الأمة على الدولة وتعلوها. يعتبر معظمنا أن الأمة كيان عضوي ينام ثم ينبعث وإن اختلفوا على كون التعبير أمة الإسلامية أو أمة عربية، لكن الأمر سيّان.
لا بدّ لكل جماعة تشكّل مجتمعاً من دولة. في غالب الأحيان، يتشكّل المجتمع في إطار الدولة. فهي سابقة زمنياً في حدوثها على المجتمع. يتنوّع كل مجتمع لما فيه من تعدد إثنيات ومذاهب وقبائل، ما يشكّل عوامل نابذة للسلطة المركزية.
في قصيدته الشهيرة التي تبدأ بـ(دع عنك لومي فإن اللوم إغراء.. وداوني بالتي كانت هي الداء)، وهي ردّ على المتكلّم إبراهيم النظّام (ت. 835) الذي هدّده بعقاب الله لمجونه، يقول أبو نواس (ت. 814): (وقل لمن يدعي في العلم فلسفة.. حفظت شيئا وغابت عنك اشياء). سخرية أبي نواس من النظّام هدفت لتذكيره أنّه مهما كثر استحواذ العالم للعلم وكبر شأنه فيه، يبقى جاهلاً للكثير من جوانبه.
مع دخول عصر الحداثة إلى العالم الاسلامي، تجدّد النقاش حول الخلافة. أحد العوامل التي ساعدت في ذلك هو الاستخدام المفرط للقب الخليفة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من قبل حكام في بلدان إسلامية عديدة.
أخيراً أضيفت الى المجتمعات الإسلامية حكومة دينية أخرى. ذلك ما لا يبعث على السرور أو التفاؤل.
ما دفعني إلى كتابة هذه السلسلة من المقالات عن الإسلام هو كتاب قرأته مؤخراً لمفكر عربي ووجدت نفسي في مواجهة أخطاء تاريخية ومفاهيمية، معظمها ناتج عن مقاربة خاطئة للتاريخ الاسلامي وعدم إلمام بالفكر الديني الذي انتجه المسلمون عبر العصور.
ماذا حقّقت واشنطن في أفغانستان بعد إحتلالها هذا البلد 20 عاماً؟ الجواب لا شيء أبداً، لا بل أعادت حركة "طالبان" عقارب الزمن الى الوراء بإطاحتها القياسية بحكومة الرئيس الهارب اشرف غاني واسترجاعها سلطة خسرتها بفعل الغزو الأميركي عام 2001، وكأن شيئاً لم يكن طوال عقدين من الزمن.
سجل أنا عربي، هكذا قال محمود درويش... وتخجل العروبة من عروبتنا، هكذا قال نزار قباني.