الصحافة Archives - 180Post

cometa-ok.jpg

قضيتُ جُلَّ العمر بين الدبلوماسية والصحافة، أي بين تنفيذ السياسة والتعليق عليها. تعلّمتُ الكثير خلال ممارسة المهمتين ولكنني الآن وقد قاربت نهاية المشوار أشهد بأن أقسى وأصعب ما تعلّمت كان ما تعلّمته عن ممارسات إسرائيل وبخاصة ما تعلّمناه مؤخراً ونتعلّمه الآن على يد المعلم بيبي نتنياهو وجماعته.

غاليري-وان-3.jpg

جربت القراءة والكتابة عن المستقبل إلى حد أننى أقنعت زملاء وأصدقاء فأقمنا للمستقبل مركزا بحثيا. لم تدم المتعة طويلا. اكتشفنا أن للاهتمام بالمستقبل شروطا يجدر توافرها ولم يتوفر لنا أغلبها ومنغصات يصعب تفاديها وفشلنا فى تفادى أغلبها. كانت نتيجة هذا الاكتشاف أننى توقفت إلا قليلا عن الكتابة فى مستقبل الأمور وأكثرت من الكتابة عن الماضى.

bob-1280x719.jpg

من المصادفة أن يكون اليوم الذي يستضيف فيه البيت الأبيض توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى كأهم إنجاز خارجي للإدارة الحالية، صدور الكتاب الثاني للصحافي المخضرم بوب وودورد عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي عنون بـ"الغضب"، والذي يقوم -كعادة أسلوب وودورد- على مقابلات حصرية مع ترامب حول مختلف الأمور والقرارات التي اتخذها في فترة رئاسته الأولى، وإن كان يركز بخلاف سابقه "الخوف" الذي صدر منذ عامين على السياسات الخارجية للإدارة الأميركية الحالية، وخاصة في ظل أزمات داخلية وخارجية متلاحقة وطريقة ترامب في التعاطي معها على أنها استثمار دعائي وانتخابي حتى وإن وصل الاستقطاب الناتج عن ذلك لحدود الاقتتال الأهلي.

op02-cartoon-coronavirus-fake-news.jpg

مع توسع انتشار فيروس كورونا في العديد من البلدان، اصبحت التغطية الاعلامية لـ"الوباء"، وهو المصطلح الذي إعتمدته منظمة الصحة العالمية للفيروس الجديد، محط أنظار المختصين والمؤسسات المعنية بعمل الصحافيين/الصحافيات مثل شبكة الصحافة الاخلاقية، وهي منظمة عالمية تجمع صحافيين/صحافيات مهتمين باخلاقيات مهنة الصحافة من دول عديدة حول العالم.

magcover_3-1280x841.jpg

بإختصار نحن مجموعة من الصحافيين، ممن آمنوا بأن الصحافة رسالة إنسانية وأخلاقية بإمتياز. صحافيون أدمنوا مهنتهم، ومعها السياسة بأفقها العربي الجامع. هويتنا المهنية تجعلنا خارج أي إصطفاف يبدد إمكانات ومقدرات أمتنا وشعوبنا، كما تجعلنا في صلب أي إصطفاف دفاعا عن فلسطين وإستعادة الحقوق العربية ومساندة أية قضية عادلة وإنسانية على هذا الكوكب من منطلق المهنية والإلتزام الإنساني. هوية لا تضيع معها بوصلة العدو والصديق والجار والشقيق. هوية تواقة إلى إقامة جسر بين المشرق والمغرب. هوية لا تساوم في قضايا الحرية والسيادة والعدالة الإجتماعية.