
تحت وطأة الأزمة الأوكرانية وتداعياتها المحتملة يجد العالم نفسه مندفعا إلى ما يشبه المتاهة، البوصلات شبه معطلة والرهانات معلقة على مجهول. أين نقف وكيف نتصرف؟
تحت وطأة الأزمة الأوكرانية وتداعياتها المحتملة يجد العالم نفسه مندفعا إلى ما يشبه المتاهة، البوصلات شبه معطلة والرهانات معلقة على مجهول. أين نقف وكيف نتصرف؟
مرة جديدة تدفع الشعوب ثمن السياسة والصراعات الدولية. وها هو الشعب الأوكراني ينضم إلى قائمة الشعوب التي دفعت أثماناً باهظة من موت ودمار وتشرّد نتيجة مثل هذه الصراعات.
قبل إندلاع الحرب في أوكرانيا، كان العالم يخشى أن تتحول الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين إلى مواجهة ساخنة إذا ما أقدمت بكين على إجتياح جزيرة تايوان، التي زاد الرئيس الأميركي جو بايدن من دعمها عسكرياً وسياسياً منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
سجلت الحرب الروسية - الأوكرانية مجموعة من المفارقات المدهشة في سرعتها وتداعياتها، فلم نشهد منذ الحرب العالمية الثانية عقوبات شبيهة بحجم ونوع تلك التي فرضت في زمن قياسي على روسيا، ما يزيد من احتمالية تطورها لتصبح حرباً شاملة ستترك تأثيراً قطعياً على شكل النظام العالمي الجديد وكذلك على شكل وجوهر الاتحاد الأوروبي. ما هي المؤشرات التي تدعم مثل هذا الاستنتاج؟
أكيهابارا؛ حيٌ تكنولوجيٌ رائعٌ في قلب طوكيو باليابان، يُطلقُ عليه مسمى المدينة الكهربائية Electric town. أحد أكثر مزارات اليابان جذباً للسائحين من أنحاء العالم. هل هو حي تاريخي أثري قديم ينتمي إلى إحدى حقب التاريخ الياباني العريق؟ لا. إنه حيٌ لا ينتمى لا إلى الماضي ولا إلى الحاضر. أكيهابارا في الحقيقة ينتمي للمستقبل.
إختتمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في بكين، كما إفتتحت بحفل افتتاح أسطوري، لكن برغم الإبهار البصري الرائع، لم يخل الأمر من لفحات سياسية.. لذلك، لا بد من التوغل في تفاصيل نِدف الثلج الصغيرة في يوم الإفتتاح. نِدفٌ إن تكاثرت وتجمعت، ترسم رقعة ثلجية صلبة، تختبىء تحتها الإجابات، بينما نتزلج نحن فوق سطحها هائمين.
إستيقظ العالم فجر اليوم (الخميس) على مشهد دولي جديد. الجيش الروسي يوجه ضربات عسكرية موجعة للبنية العسكرية للجيش الأوكراني في جميع أنحاء أوكرانيا ويدخل إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك في حدث هو الأضخم الذي تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
"أوكرانيا القوية والمستقرة ستكون ثقلاً موازياً حاسماً لروسيا" هذا ما كتبه بريجينسكي في العام 1994، في الوقت الذي كانت روسيا تترنّح تحت حكم الفساد والمافيات ومراكز القوى وتعيش مرارة الهزيمة وتوابعها، والتي قادت إلى تفكّك الاتحاد السوفيتي وانقسامه إلى 16 كياناً.
منذ تفاقم الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، كان اللافت للإنتباه عدم ذهاب وسائل الإعلام الروسية، إلى حدة الشعارات وغلو الإنفعالات، وعلى الرغم من ان المواقف السياسية والتحليلات الغربية، وبالتحديد الأميركية والبريطانية، راحت تحدّد تواريخ صارمة لإنطلاق "الغزو الروسي" لأوكرانيا، فإن غالبية مقالات الرأي الروسية، كانت تنحو نحو استبعاد الحرب ونفي إمكانية وقوعها.
لم تكن الأزمات التي واجهت جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق منذ إنهياره قبل ثلاثة عقود تحظى بإهتمام الرأي العام العالمي كما هو الحال في يومنا هذا مع أزمة أوكرانيا المفتوحة على مصراعيها والتي تحمل في طياتها بذور نظام عالمي جديد قيد التبلور. هذه مقالة تتوغل في بعض التاريخ والحاضر وتحاول إستشراف المستقبل.