المارونية السياسية Archives - 180Post

directions__ares.jpg

يزعم الموارنة أنهم أسّسوا لبنان الكبير عام 1920، عندما ذهب البطريرك الياس الحويّك إلى مؤتمر باريس 1920 ومعه تشكيلة من المسلمين؛ والآن تسعى نخب أكاديمية لبنانية في بعض الجامعات اللبنانية والغربية إلى تغيير نظام لبنان من المركزية إلى الفيدرالية.

gettyimages-542262964-2048x2048-1-1280x836.jpg

بإنقضاء الشهابية، تبدأ رحلة "المارونية السياسية" إلى نهايات كانت احتمالاً. ما رجّحها هو قبول طوعي بإتفاق القاهرة وإباحة السلاح الفلسطيني واهمال المطالب الاصلاحية وصولاً إلى انفجار حرب لبنان. كان المحظور إستدعاء اسرائيل الى بيروت ليصل على دباباتها الى سدة الرئاسة بشير الجميل "الأزعر" على ما كان يسميه الياس سركيس الوريث الثاني للشهابية بعد شارل الحلو.

IMG-20201124-WA0064_3.jpg

في سيرتها المديدة، قدمت "المارونية السياسية" نماذج مختلفة. كانت تعتبر الخلاف تعبيراً عن حيوية. لكن وقائع السيرة السياسية تقول أن الاختلاف كان تعبيراً عن احتكام لما يدور في المحيط. فلم يكن لبنان مستقلاً عن المتعلقات الخارجية وصراع المحاور. وفي هذا ستكون "المارونية السياسية" على غرار أقرانها من "السنية السياسية" و"الشيعية السياسية". كلها استدعت خارجاً ما. وكلها ورطت البلد في شرور مستطيرة.

gettyimage-1-1-1280x940.jpg

من بين الطوائف اللبنانية، يبدو الموارنة بالمعنى السياسي والإجتماعي هم الأكثر تعقيداً. أداؤهم يظهرهم أشد إلتباساً وتشابكاً عن غيرهم. حراكهم في شتى التواريخ اللبنانية المتداخلة يجعلهم أكثر غواية للبحث وإثارة للقلق.

8-1280x865.jpg

في حلقات سابقة، عرضنا لسير الشيعية السياسية؛ السنية السياسية والأرثوذكسية السياسية. على مدى خمس حلقات، من اليوم، سنعرض لسيرة المارونية السياسية، مدخلاً للنقاش وليس لإدانة تاريخ أو حاضر أو مستقبل أية جماعة لبنانية.

117412430_1583931295094640_8245160586549141982_o.jpg

إنها لحظة سقوط الأقنعة. سقوطها عن المشاريع الحقيقية للأحزاب اللبنانية التي تمثِّل المجموعات الطائفية بوجدانها وهواجسها وشهيتها المفتوحة على السلطة وتناتش مواقعها، وسقوطها أيضاً عن المصالح الكامنة للقوى الجديدة الوافدة بعنوان ما يُعرف بـ"قوى المجتمع المدني".

melhem-1280x891.jpg

لا نخترع جديداً، لكننا نستفيد من زمن الانهيارات المتكررة ومن فترات الوباء، لنؤكد لمن لديه شك ان القوة عملية متسلسلة وصولاً الى الاقوى، ووصلاً مع الاقوى. والاهم ان يبقى الانسان على التزاماته المبدئية ولو عدّل في طرقه، وان يعمل على تعميق رؤيته للحياة عبر دروس التاريخ ولو الزمه الحاضر بتبديل اولوياته.