من المتوقع أن نشهد إجتماعاً لوزيري خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان والسعودية فيصل بن فرحان خلال شهر رمضان المبارك، وذلك إستكمالاً لمسار بكين الثلاثي وللأجواء الإيجابية التي سادت إثره.
من المتوقع أن نشهد إجتماعاً لوزيري خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان والسعودية فيصل بن فرحان خلال شهر رمضان المبارك، وذلك إستكمالاً لمسار بكين الثلاثي وللأجواء الإيجابية التي سادت إثره.
نقف، العالم والإقليم ومصر، على مقربة من عصر جديد في العلاقات الدولية. أبواب هذا العصر غير مشرعة تمامًا، واللاعبون في غالبيتهم متوجسون سنوات صعبة وعمل شاق وحروب صغرى وعظمى محتملة.
في الجزء الأول من هذه المقالة، تم التأكيد على أهمية إطلاق ورشة فكرية واسعة تتناول مفاهيم جديدة لمقاربة السياسة والاقتصاد والبيئة والعلاقات الدولية، وذلك في سياقات انكفاء "عالم قديم" وانبلاج "عالم جديد"، وفي الجزء الثاني، نتطرق إلى مسار تراجع الهيمنة الغربية مقابل صعود قوى إقليمية ودولية جديدة.
تحْدُث تحوّلات كبرى في كل مرحلة انتقالية من مراحل التاريخ الحديث والمعاصر[1] ومن ذلك التحوّلات التي تلت الثورة الفرنسية 1789/1799 وأسفرت عن رؤية إنسانية جديدة للعالم، ونظام للقيم والمعايير، فضلاً عن تقلبات وثورات أعادت رسم البنيات الاجتماعية/الاقتصادية لدول أوروبا.
أحياناً تتعقد بدائل المستقبل إلى حد يدفع بالمحللين في تحليلاتهم إلى الميل في اتجاه التنظير قليلاً سعياً نحو فهم أفضل أو ممكن. يحدث هذا عندما تتعقد الأمور عند حدود قصوى ويتصرف اللاعبون، وفي حالتنا اللاعبون الكبار دول نووية أو ما شابه، تصرفات المراهقة أو اليأس أو تسلك عن عمد مسالك الاستهتار.
على الرغم من اكتشاف الرئيس بشار الأسد مخاطر هشاشة الجغرافيا السورية، قبل بدء الحرب عام 2011، ودعوته إلى إقامة مشروع "البحار الخمسة" للدول المتشاطئة على بحار قزوين والأسود والأبيض المتوسط والأحمر والخليج، فإن هذا المشروع جاء متأخراً، إذ لم يستطع السوريون اكتشاف فضائهم الحقيقي، وخاصةً بعد عام 1963، وسيطرة أصحاب الدعوة إلى الهوية القومية العربية على السلطة السياسية منذ ذلك التاريخ، ممثلين بـ"حزب البعث العربي الاشتراكي"، الذي عجز حينها عن فهم طبيعة الجغرافيا السورية، ونتائجها التاريخية والديموغرافية.
أعترف أنني واحد من عرب كثيرين اهتموا بمتابعة أحدث حروب الأوروبيين، أقصد الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية، حتى شغلهم هذا الاهتمام عن متابعة تفاصيل الثورة الناشبة في هياكل وتفاعلات نظامنا الإقليمي العربي.
أسدل العام الماضي الستار على أكبر تحول في التوازنات الدولية منذ إنتهاء الحرب الباردة وتفكك الإتحاد السوفياتي وقيام نظام عالمي جديد أحادي القطبية تقوده الولايات المتحدة. حاولت روسيا في أوكرانيا أن تعيد كتابة التاريخ بتأسيس نظام متعدد الأقطاب يرث أميركا مهتزة من الداخل، وتجرجر أذيال الخيبة من أطول حرب في أفغانستان.
علی أعتاب السنة الجديدة؛ يتردد سؤالان كبيران: هل سيحتضن العام 2023 ما يُسمى "النظام العالمي الجديد"، خصوصا بعد إنتشار جائحة كورونا وإندلاع حرب أوكرانيا، وما هي فرص ولادة ما يُسمى "الشرق الأوسط الجديد"؟.
كل عام جديد يحمل معه تحديات وأزمات العام الذى قبله. كان عام (2022) هو عام تقوض النظام الدولى، الذى نشأ عقب الحرب العالمية الثانية وطرأت عليه تحولات عميقة عند سقوط سور برلين وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم. فى ذلك العام تَبَدَّى اضطراب غير مسبوق فى العلاقات الدولية وموازين القوى وحسابات الدول.