كان آباؤنا وأمّهاتنا على حقّ: عندما رفعوا رايات المشروع القومي العربي، وطالبوا بتحرير فلسطين.. وجابوا الطّرق والشّوارع منادين بخروج المحتلّ والمستعمر، وحاملين لمشروع نهضتنا العربيّة (بمختلف أشكالها وتجلّياتها) على ظهورهم وعلى أكتافهم.
كان آباؤنا وأمّهاتنا على حقّ: عندما رفعوا رايات المشروع القومي العربي، وطالبوا بتحرير فلسطين.. وجابوا الطّرق والشّوارع منادين بخروج المحتلّ والمستعمر، وحاملين لمشروع نهضتنا العربيّة (بمختلف أشكالها وتجلّياتها) على ظهورهم وعلى أكتافهم.
عرف العالم ديانات كثيرة، بدعوى الخلاص. كلها تنتمي الى عالم ماورائي. جسدَت وجودها الدائم، دون برهان او دليل، على اسلوب "تبلغوا وبلغوا". قول يقال وينفذ، والقول فيض من العصمة، امتحان القول يقع على عاتق المؤمنين بالدين.
جاء الجزء الأول من هذه المقالة تحت عنوان "هذا الشرق الأوسط لِمَن: وحدة عربية أم امبراطورية إسرائيلية" وتمحور حول مسؤولية الداخل عن العجز العربي عن النهوض؟ أما الجزء الثاني، فيتناول النهضة المؤجلة والحكّام المُستأجرون ودور الكتبة والكُتاب وعقلية التآمر:
تناولت مقالة سابقة بعنوان "على هامش مؤتمر قرطبة: النهضة العربية ما هي؟" مسؤولية الخارج عن عجز منطقتنا العربية، منذ أكثر من قرن من الزمن، عن النهوض والتقدم. في المقالة التالية (بجزئيها الأول والثاني) مسؤولية الداخل عن هذا العجز:
عقد "معهد الدراسات الابيستيمولوجية ـ أوروبا" (ISES) أواخر الشهر الماضي مؤتمره السنوي الثالث هذا العام في مدينة قرطبة الأسبانية (الأندلسية) للبحث في مشكلات النهضة العربية وتعثّرها منذ الدعوة إليها أواخر القرن التاسع عشر.
الماضي يجب أن يموت. مائة عام عربي مؤهلة للدفن. قرن من الخسائر والضياع والإنهيارات والإنكسارات والتفتت. قرن جدير باللعنة ومؤهل فقط، للنسيان والنكران.