
قلنا سابقاً إن النظام العالمي يتشكّل من دول ذات هيراركية (تراتبية) على رأسها الولايات المتحدة. تحكم الولايات المتحدة هذا النظام بالقوة العسكرية التي تنتشر جيوشها وقواعدها البرية، البحرية، والجوية، وقواتها الخاصة، ومرتزقتها، حول الأرض.
قلنا سابقاً إن النظام العالمي يتشكّل من دول ذات هيراركية (تراتبية) على رأسها الولايات المتحدة. تحكم الولايات المتحدة هذا النظام بالقوة العسكرية التي تنتشر جيوشها وقواعدها البرية، البحرية، والجوية، وقواتها الخاصة، ومرتزقتها، حول الأرض.
الحرب سلعة، فيها قطاع عام هو الجيش وقطاع خاص هو المرتزقة. البروليتاريا التي تستخدم في انتاج الحرب هم الفقراء، الجنود، سواء في القطاع الخاص أو العام. اعتادت الدول احتكارها خوفاً من تمرد القطاع الخاص (المرتزقة)، لكن عصر النيوليبرالية جعلها شائعة، خاصة بين الدول الكبرى، وفي بعض الدول الاستبدادية. جيش المرتزقة يختلف قليلاً أو كثيراً عن الجيوش الموازية التي يمكن أن تكون من القطاع الخاص أو العام.
ليس جديداً أن النظام العالمي غير قادر على حماية نفسه. اعتبر أنه انتصر على شعوبه بعد ثورة 2011. فإذا التشققات تظهر في تلافيفه.
في كتابه الجديد، بعنوان “تأملات 2022 في الحرية والسياسة والدولة” لمؤلفه الفضل شلق (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون؛ 2023)، يسرح الكاتب في حقل سياسي فكري مترامي الأطراف. يناقش قضايا الحرية والهوية والثورة والثورة المضادة والإستبداد، كما تشي عناوين هذه المقالة.
الثورة التي تتكرر أحداثها بتصعيد شعبي، يوماً بعد يوم، منذ أشهر دليل أن الحكم الديني بعد ما يقارب الأربعين عاماً قد فشل. معارضة الناس للنظام الديني تؤدي الى مواجهة دموية هي حتى الآن من طرف واحد.
الإنسان ليس القيمة النهائية عند الرأسمالية، ولا عند الدين. هو وسيلة لإنتاج الثروة التي تراكمها الرأسمالية. وهو في آن معا وسيلة للعبادة في الدين. يبدو أن الله بنظر الدين يحتاج الى الاعتبار والمزيد منه. والرأسمالية تحتاج الى الثروة وتراكمها؛ بلا حدود في الحالتين. لذلك ليس غريباً أن يتحالف أهل الدين وأهل الرأسمالية. يتحالفان على أن الإنسان وسيلة أو أداة وليس غاية في ذاته.
إيران دولة امبريالية تعتمد على الدعوة والأيديولوجيا أكثر من القسر والعسكر. هي دولة عظيمى، ولا تستحق لقب عظمى. عظيمى أكثر مما هي عظمى. لكن سيطرتها الخارجية تواجه متاعب. حتى سيطرتها على دول في المنطقة العربية أصبحت مهزوزة. يضاف إليها اهتزاز سيطرتها على شعبها. إعتبر هؤلاء الحكام أن عدة الشغل النووية كافية لإدخال دولتهم الى نادي النخبة النووية. تبين أن ذلك لم يعد كافياً.
تمر مجتمعاتنا بمرحلة خلاعة ثقافية لا سابق لها. هذه المرحلة ليست مقترنة بنهوض سياسي، ولا حتى أخلاقي، ولا اجتماعي؛ هي انحلال المجتمع الذي يتجلى في انحلال قيمه لا بمعنى زوال المعايير بل تضاربها، وتناقضها، وتشوّش الرؤية فيها، وانعدام البصيرة، واختفاء الدافع الذاتي، أو ما يسمى الضمير، واعتماد نظريات في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والدين تتناقض داخل كل منها، لا تناقض الحيوية الديالكتيكية بل الاختلاف مع التجاور لأشلاء من كل نظرية في أي مجال ذكرناه.
تقول الدكتورة الراحلة حياة الحويك: "أن تهيمن على العالم يعني أن تهيمن على ثلاث: أولًا، الفضاءات والمواقع الجيوسياسية؛ ثانيًا، الثروات الطبيعية وخاصة موارد الطاقة؛ ثالثًا، الأفكار". هيمنة يخرج عنها السؤال المركزي؛ أين هو التغيير؟ وما مدى تأثير القوى الرأسمالية داخله؟
في لبنان، كما في كل أنحاء العالم، نظام رأسمالي يسيطر على الأرض والناس، ويعشعش في كل دماغ. هو نظام استلاب معنوي ومادي. يسلب الإنسان المعنى فيصير الى التفكير في الموت، وهذا يتودد الى الدين. يسلب الإنسان ثمرة شغله فيلجأ الى الدين أيضاً.