تردّد صدى مفاوضات السلام الأفغانيّة في كواليس المشهد الجهاديّ العامّ مسبّباً ردّات فعل غير متوقعة من مختلف الأطراف المعنية. وقد يكون السبب كامناً في الطبيعة الملتبسة لعلاقة حركة "طالبان" مع الجماعات الجهاديّة وعلى رأسها تنظيم "القاعدة".
تردّد صدى مفاوضات السلام الأفغانيّة في كواليس المشهد الجهاديّ العامّ مسبّباً ردّات فعل غير متوقعة من مختلف الأطراف المعنية. وقد يكون السبب كامناً في الطبيعة الملتبسة لعلاقة حركة "طالبان" مع الجماعات الجهاديّة وعلى رأسها تنظيم "القاعدة".
"إذا عض كلب رجلًا، فهذا ليس خبراً، أمّا إذا عض رجل كلباً، فهذا هو الخبر"... النظر إلى مجريات الأحداث في المنطقة العربية مؤخراً، وفي دول الخليج تحديداً طبقاً لهذه البديهية الإعلامية، يجعل من فورة التطبيع الأخيرة بالنسبة إلى الناخب الأميركي تحديداً، الخبر الهامشي، بينما الاتفاق بين واشنطن وطالبان باستضافة قطرية هو الخبر الرئيسي، فهذا التطور يتفوق دعائياً وانتخابياً على اتفاقيات التطبيع التي تصدّرها الإدارة الأميركية على أنها من مثلث المنجزات الكبرى للسياسة الخارجية في عهد ترامب.
تبدو أسباب إنشاء قاعدة عسكرية إماراتية ـ إسرائيلية في جزيرة سقطرى اليمنية موجهة ضد إيران، لكن، لو تفحصنا المشهد سنجد أن إنشاء القاعدة في جزيرة إستراتيجية في المحيط الهندي هو خطوة في خطة أميركية أكبر لمُحاصرة التمدد الصيني.
من المصادفة أن يكون اليوم الذي يستضيف فيه البيت الأبيض توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى كأهم إنجاز خارجي للإدارة الحالية، صدور الكتاب الثاني للصحافي المخضرم بوب وودورد عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي عنون بـ"الغضب"، والذي يقوم -كعادة أسلوب وودورد- على مقابلات حصرية مع ترامب حول مختلف الأمور والقرارات التي اتخذها في فترة رئاسته الأولى، وإن كان يركز بخلاف سابقه "الخوف" الذي صدر منذ عامين على السياسات الخارجية للإدارة الأميركية الحالية، وخاصة في ظل أزمات داخلية وخارجية متلاحقة وطريقة ترامب في التعاطي معها على أنها استثمار دعائي وانتخابي حتى وإن وصل الاستقطاب الناتج عن ذلك لحدود الاقتتال الأهلي.
تظهر الطائرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك القاذفات القادرة على حمل أسلحة نووية، بشكل متزايد على الحدود الروسية. لماذا يزداد هذا الظهور العسكري بالقرب من روسيا؟ الإجابة المختصرة على هذا السؤال، بحسب صحيفة "فزغلياد"، هي أن الجيش الأميركي يضع أهدافاً محددة لشن ضربات على الأراضي الروسية.
لا تكمن أهمية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين في تأثير الأخيرة في خريطة السياسات الإقليمية، حيث تتبع وتتذيل المنامة التوجه السعودي/الإماراتي سواء في ما يخص إسرائيل أو غيرها، ولكن في أهمية علانية ورسمية العلاقات ضمن سياق خليجي-أميركي مرتبط بتوقيتات متعددة أهمها الانتخابات الأميركية، وكذلك تطور الدور الوظيفي للمنامة من مجرد بالون اختبار في سياق التقارب والتحالف الخليجي-الإسرائيلي، إلى التمهيد لاعتبارها جبهة متقدمة لهذا التحالف.
لا يمكن اعتبار المشهد الميداني والعسكري والأمني المتوتر خلال هذه الفترة في دير الزور إثر اغتيال الشيخ مطشر الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات في منطقة تسيطر عليها "قسد" حدثاً طارئاً في ظل الصراع الإقليمي والدولي المستعر في مناطق الشرق السوري، والانقسامات العشائرية ضمن هذا الصراع، إلا أن توقيته قد يشكل نقطة تحول مفصلية في المشروع الذي تسعى الولايات المتحدة لتنفيذه في الشرق السوري الغني بالنفط.
لا يوجد ما يستدعي الدهشة في إعلان الإمارات وإسرائيل تطبيع العلاقات بينهما رسمياً سوى في طريقة إخراج هذه الخطوة وتوقيتها. ما جرى كان تحصيلاً حاصلاً لسنوات التحالف بين أبوظبي وتل أبيب على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية والأمنية، وهو التحالف الذي فاق حتى من حيث المرونة والفاعلية والاتساع ما قدمته كل من مصر والأردن لإسرائيل طيلة عقود من العلاقات الرسمية، وذلك على مدى سنوات قليلة احتلت فيه أبوظبي موقع الريادة في بعض من مفاعيل هذا التحالف، وكذلك المبادرة سواء على مستوى دول الخليج بشكل خاص أو الدول العربية بشكل عام.
تكثف الولايات المتحدة نشاطها السياسي لإعادة ترتيب علاقتها مع أكراد سوريا والعراق، بحثاً عن أمن مصالحها، وسعياً لتحصين وجودها ضمن "لعبة الكراسي الموسيقية" القائمة بينها وبين كل من تركيا التي تعمل على توسيع حضورها في العراق وتمتين وجودها في الشمال السوري، وروسيا التي تتمتع بعلاقات مستقرة مع أكراد العراق، ومتوازنة مع أكراد سوريا، ما ضمن لها حضوراً كبيراً في الشرق السوري قرب منابع النفط، وإيران التي تبحث عن ضمان حضورها المؤثر في كل من العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان.
من اللحظات النادرة التي تجلّى فيها تقاطع المصالح بين هيئة تحرير الشام والولايات المتحدة بأوضح صوره، كانت تلك اللحظة التي اصطادت فيها طائرة أميركية من دون طيار أبا القسّام الأردني (خالد العاروري) القيادي في جماعة "حراس الدين" أواخر الشهر الماضي بينما كان الجولاني في خضمّ حملة متكاملة لقصقصة أجنحة الجماعة ومنعها من تشكيل أي قوة على الأرض من شأنها منافسة سلطته وزعامته واحتكاره لراية "الجهاد".