“يوم الحساب” و”حكومة غزة”.. هل يُطيحان بوقف النار؟

بعد أيام من توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة ها هو دونالد ترامب يُستمر بتوجيه التهديدات إلى حركة حماس باستخدام القوة إن لم تلتزم بتطبيقه. فما الذي يُهدّد بنسف هذا الاتفاق؟

الإجابة على هذا السؤال موجودة ضمن السؤال الآتي: هذا الاتفاق عنوانه “وقف القتال” وتغيب كلمة “نهائياً” حتى لا نقول اتفاق سلام أو على الأقل هدنة؛ ثم من يذكر اتفاقاً مع إسرائيل لم تخرقه الدولة العبرية؟
لن نذهب بعيداً إلى الوراء في مسارالتاريخ.
ماذا عن لبنان واتفاق وقف النار قبل سنة تقريباً؟

منذ إقرار هذا الاتفاق في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وإسرائيل التي لم تنسحب من جزء من الشريط الحدودي المحتل تقصف بشكل شبه يومي وسقط حتى الآن مئات الشهداء والجرحى وتهدمت مئات المنازل والمؤسسات والسيارات وثمة منطقة عازلة فارغة من الحياة تتربص نيران الجيش الإسرائيلي بكل من يقترب منها. أكثر من ثلاثين قرية وعشرات آلاف الجنوبيين يعيشون مشردين بعيداً عن قراهم وأرضهم.
وماذا عن الجولان وجبل الشيخ؟

الدخول إلى الأراضي السورية ليس خرقاً لاتفاق وقف نار بين البلدين بل هو خرق لقرار مجلس الأمن الذي قضى بإقامة منطقة منزوعة من السلاح (أندوف) تم توقيعه في 31 مايو/أيار 1974، برعاية الأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.

الجميع يسأل نتنياهو: أين “النصر”؟ أين أهداف الحرب؟ هل سُحِقَت حماس وهي ما زالت تشرف على «الأمن» في غزة وتقوم بأعمال «البوليس»، كما كتبت صحف إسرائيلية وعالمية عندما شاهد الجميع قوات حماس ترتدي الأقنعة وتحمل الـ«توكي وكي» وتعود إلى الشوارع وتؤمن السير وتضبط الأمن وتعاقب من تعاونوا مع الاحتلال!

نستطيع سرد الكثير عن الخروقات الاسرائيلية. وآخرها خرق اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى في 15 كانون الثاني/يناير 2025 فعندما دخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير/ك٢ وتم الافراج عن بعض الرهائن، حتى أقدمت إسرائيل على خرقه وعادت الحرب بفصول أكثر تدميراً.
هناك من يتهم حماس بأنها لم تنفذ الاتفاق بحذافيره بتسليم كل رفات الرهائن الإسرائيليين بعد أن التزمت بتسليم كل من كانوا على قيد الحياة وجثث أسرى كانوا مدفونين في أماكن معروفة.

هنا يُمكن تفهم هلع العائلات الإسرائيلية التي كانت تنتظر استلام جثامين قتلاها.. والاسرائيليون يدعون حكومتهم للتشدد في طلب تنفيذ الاتفاق وهذا أيضاً مفهوم، ولكن إذا وضعنا جانباً المتطرفين المهووسين هل كل الإسرائيليين يريدون العودة للحرب؟
مخطئ كل من لا ينظر إلى ما تريده نسبة كبيرة من الإسرائيليين الذين يريدون العيش بسلام. ففي الواقع حرب السنتين هذه أتعبت الإسرائيليين بغض النظر عن التطبيل الإعلامي.
تنظر نسبة كبيرة منهم إلى أولادها وتسأل نفسها هل سيعيشون كل هذا الرعب والتجنيد كل فترة؟ هل تكون السنة المقبلة سنة حرب جديدة؟ أين مستقبل أولادنا؟ كيف يمكن بناء مستقبل لتكوين أسرة؟
يكفي النظر إلى الهجرة العكسية اليوم لنرى أن غالبية الإسرائيليين ليست مع بنيامين نتنياهو ولا مع عودة الحرب.
سنتان أثبتتا أن القوة لا تحل أي أزمة وجودية .
ثم لا أحد ينظر إلى الإقتصاد الإسرائيلي الذي يعيش اليوم على حقن مساعدات أميركية ولكن (من دون تطبيل) يوم الحساب سيأتي (يُقال حوالي 22 مليار دولار مجمل المساعدات) ولكن الواقع إذا احتسبنا السلاح فهو يتجاوز الـ 47 مليار التي لا يمكن محوها بشحطة قلم خصوصاً مع دونالد ترامب (برغم قربه من “بيبي”!).
في الواقع هناك عاملان يُهددان اتفاق وقف الحرب:

الأول؛ عدم رغبة نتنياهو بوقفة «يوم الحساب» فالجميع يسأله: أين “النصر”؟ أين أهداف الحرب؟ هل سُحِقَت حماس وهي ما زالت تشرف على «الأمن» في غزة وتقوم بأعمال «البوليس»، كما كتبت صحف إسرائيلية وعالمية عندما شاهد الجميع قوات حماس ترتدي الأقنعة وتحمل الـ«توكي وكي» وتعود إلى الشوارع وتؤمن السير وتضبط الأمن وتعاقب من تعاونوا مع الاحتلال!
نعم؛ هذا قد يدفع نتنياهو وأحزاب اليمين للعودة إلى القتال.
الثاني؛ تتداوله المواقع الاجتماعية وهو: حكومة حماس!
وهي دعوة لفصائل المقاومة في غزة وممثليهم في الخارج ومؤيديهم، وحلفائهم لإعلان حكومة غزة!
وهذه الحملة منظمة وفيها تراتبية الخطوات وهي كما وردت وتنتشر:
١- تشكيل واعلان حكومة مسؤولة في غزة.
٢- اعلان مسؤوليتها عن أمن وإدارة القطاع وشؤونه.
٣- إعلان مسؤوليتها عن تمثيل القطاع في التفاوض وكل ما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية.
٤- إعلان أنها جزء من الحكومة المركزية للدولة الفلسطينية العتيدة التي أُعلن عنها أخيراً في الأمم المتحدة.
٥- تتشكل الحكومة من فصائل المقاومة في غزة وشخصيات مستقلة، من الداخل والخارج.
والدعوات تنادي بضرورة الاسراع في التشكيل لملء الفراغ.. كي لا يُترك الأمر للاخرين.
ويرى البعض أن تشكيل هذه الحكومة يمثل أهم استثمار لـ«المقاومة والصمود وفشل الحرب على غزة»، وأهم ورقة بيد المقاومة تجاه دول العالم والأمم المتحدة، ويحذرون بقوة من الفراغ الذي سيملأه الآخرون.
هذا الطرح الذي انطلق من لبنان وبدأ ينتشر في مواقع التواصل يمكن أن يدفع نتنياهو للعودة للقتال.. ويدفع قوات حماس للعودة إلى الأنفاق. (المصدر: “أخبار بووم“)

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  رياض سلامة على حافة تيتانيك سعر صرف الليرة اللبنانية  
بسام خالد الطيّارة

كاتب لبناني وأستاذ جامعي مقيم في باريس

Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  عودة العرب إلى دمشق.. تحولات "الزلزال السوري" (2/1)