بلا موعد مسبق حضر «أشرف مروان» سكرتير الرئيس للمعلومات إلى بيت «أنور السادات» بالجيزة، ومعه حقيبتان من حجمين مختلفين معبئتان بأوراق ووثائق جلبها من مكتب «سامى شرف» وزير شئون الرئاسة. كان ذلك بعد اعتقاله فى أحداث أيار/مايو (1971).
بلا موعد مسبق حضر «أشرف مروان» سكرتير الرئيس للمعلومات إلى بيت «أنور السادات» بالجيزة، ومعه حقيبتان من حجمين مختلفين معبئتان بأوراق ووثائق جلبها من مكتب «سامى شرف» وزير شئون الرئاسة. كان ذلك بعد اعتقاله فى أحداث أيار/مايو (1971).
كان ذلك سؤالا طرحه الأستاذ محمد حسنين هيكل على الرأى العام قبل ثورة (25) يناير (2011). وهو ينظر فى الأحوال المصرية ويستطلع مستقبلها استعاد تشبيها شهيرا لرئيس الوزراء الفرنسى «بول رينو»: «عربة فرنسا تندفع بأقصى سرعة على الطريق لكن يا إلهى نحن لا نعرف إلى أين؟».
كأن بلجراد تطالع وجهها القديم فى فيلم وثائقى. بدت المفارقة حادة بين ما كانت فيه وما أصبحت عليه، بين الصعود والتهميش. الفيلم الوثائقى، الذى لم يتسن أن يعرض حتى الآن فى بلاده، أقرب إلى قصيدة حنين إلى الزعيم اليوغوسلافى الراحل «جوزيب بروز تيتو» بعد أكثر من أربعة عقود على وفاته.
تُباهي الشعوب برموزها الوطنية التي تُمثَّل صمودها في مقارعة الإمبريالية ومطامعها المتواصلة في إلحاق مصر بدوائر النفوذ الإمبريالي.. هكذا يجد الشعب المصري في أحمد عرابي وجمال عبدالناصر أمثلة تُجسّد الشخصية الوطنية المصرية الحديثة.
قبل ست وستين سنة، وفي مثل هذه الأيام، كان العالم قاطبة، يعيش ذيول "العدوان الثلاثي" الذي تعرّضت له مصر من قبل التحالف البريطاني ـ الفرنسي ـ الإسرائيلي بذريعة الرد على قرار الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس في السادس والعشرين من تموز/يوليو 1956، وعلى ما ظهر بعد سنوات أن دوراً لبنانياً ليس قليل الشأن، قد أسهم في إيقاف آلة العدوان.
بتقادم السنين بهتت فى الذاكرة العامة المعانى الكبرى التى حاربت من أجلها مصر لست سنوات كاملة بين حربى «الاستنزاف» و«أكتوبر».
بقوة السلاح فى أكتوبر/تشرين الأول (١٩٧٣)، عبرت مصر قناة السويس، وكان يفترض أن تعبر أى مشاعر لحقت الهزيمة، لكنها تكرست. لماذا.. وكيف؟
أعاد كلام وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، من على منبر الأمم المتحدة، بشأن رؤية الرياض للحل السياسي في سوريا، الموقفَ السعودي إلى نقطة الصفر، بعد كل التسريبات، التي أعطت آمالاً بقرب افتتاح السفارة السعودية في دمشق، بالإضافة إلى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي. فما الذي أعاد الرياض إلى المربع الأول، ومنعها من التقدم إلى الأمام مع سوريا؟
اكتسبت الثورة اليمنية فى (26) سبتمبر/أيلول (1962) قيمتها فى التاريخ من حجم الدور الذى لعبته فى نقل بلد بأسره من القرون الوسطى إلى العصور الحديثة.
موعد كتابة مقالتي الأسبوعيّة هو، عادةً، يوم السبت. إنّما يحدث أن "أخرق" عادتي تلك، في حال استجدّ تطورٌ مفاجئ. أو حدثٌ استثنائي يستوجب الكتابة. اليوم يصادف 28 أيلول/سبتمبر. تاريخ قضى، بتقديري، على أحلام الكثير من الناس. العرب منهم، تحديداً. هو اليوم الذي دهت فيه مصرَ دهياءُ. بفقدانها "رجلاً من أغلى الرجال"، كما عبّر أنور السادات وهو يعلن وفاة جمال عبد الناصر للمصريّين، باكياً.