عمانوئيل كانط Archives - 180Post

1-3.jpg

في الجزء السّابق، بدأنا نرى كيف أنّ مُشكلة أساسيّة في ما يخصّ النّظرة السّبينوزيّة العامّة، لا سيّما من زاوية حرّيّة الإرادة أو الإرادة الحُرّة (Free Will): تكمن، ضمنيّاً ربّما، وعمليّاً بالتّأكيد.. في مفهوم سبينوزا حول "الإله" (أو "الكون"، أو "الوجود"). فإله سبينوزا نفسه، في الظّاهر من بعض خطاب الفيلسوف الكبير (لا كلّ خطابه برأيي): هو ذو إرادة خاضعة للضّرورة عمليّاً، أو بالأحرى، هو ذو ارادة خاضعة للقوانين المنطقيّة والعقلانيّة الضّروريّة الطّابع والتي تحدّثنا عنها في ما سبق.

983.jpg

رأينا في الجزء السّابق لماذا تؤدّي نظرةُ الفيلسوف البرتغاليّ-الهولنديّ المولود ضمن عائلة يهوديّة، باروخ سبينوزا: كيف تؤدّي نظرةٌ كونيّة كهذه، في المبدأ، إلى استبعاد فرضيّة وجود "إرادة حرّة" أو "خيار حُرّ" (Free Will) لدى الإنسان في حقيقة الأمور.

Chomsky-3.jpg

يجب على واحدنا أن يكون حراً لكي يتعلم كيف يستخدم قوته بشكل حر ومفيد. بالطبع، ستكون المحاولات الأولى عنيفة، وستقود إلى وضع أشد إيلاماً وخطورة من الوضع السابق في ظل الهيمنة، ولكن أيضاً تحت حماية سلطة خارجية. ومع ذلك، يمكن للفرد أن يحقق المنطق فقط عبر تجاربه الخاصة، ويجب على واحدنا أن يكون حراً لكي يتمكن من القيام بها.

Chomsky-2.jpg

قد تبدو عملية جمع الماركسية والفوضوية تحت عنوان واحد كما فعلت أنا (تشومسكي) خيالية الآن، نظراً للعداء المتبادل عبر القرن الماضي بين الماركسيين والفوضويين. بدءاً من العداء بين (كارل) ماركس و (فريدريك) إنجلز من ناحية، ومن ناحية أخرى كمثال، ما بين (بيير جوزيف) برودون و(ميخائيل) باكونين خلال القرن التاسع عشر.

open_mind__-.jpg

أشرنا في الجزء الرابع إلى أنه كان من الأفضل تسمية مشروعَي المفكرين محمّد أركون ومحمّد عابد الجابري بـ"نقد الفكر العربي و/أو الإسلامي" وليس "العقل العربي و/أو الإسلامي". ونحن نعتقد أنّ كلا الرّجلين قد تأثّر، خصوصا على المستوى الأبستيمولوجي، بفلسفة ميشال فوكو أكثر من غيرها، كما سنرى في سياق هذا النص.

iStock-482385108_light.jpg

ما رأيناه حتّى الآن يمكن وضعه، في الأعم الأغلب، ضمن نقاش نظريّة المعرفة، أو نقاش الأبستيمولوجيا، وهي فرع من فروع الفلسفة الكبرى يهتمّ بالسؤال الأساسي الذي انطلق منه عمانوئيل كانط: "ماذا يمكنني أن أعرف؟".

brain_tonic__enrico_bertuccioli.jpg

رأينا في الجزء الأول بعضا من المبرّرات لطرح ورشة عمل نقديّة في ما يخص "العقل التأويلي الإسلامي"، كما فعل في زمانه الفيلسوف الألماني عمانوئيل كانط (ت. ١٨٠٤ م) مع نقد "العقل الخالص" كما سمّاه.

tetris_for_knowledge__tomas.jpg

عند التعمّق في أعمال الفيلسوف الألماني الكبير عمانوئيل كانط (Emmanuel Kant؛ ت. ١٨٠٤ م)، الشيخ الأكبر للفلسفة النقديّة المُتعالِية، وصاحب "نقد العقل الخالص" و"نقد العقل العملي" و"نقد ملكة الحُكم".. نفهم أننا أمام عمل فكري ثوري، وأمام جهد مؤسس لمرحلة جديدة - في زمانه - على المستويات الفلسفية والمعرفية والثقافية معاً.