إننا بحاجة ماسة إلى أعداء. ما لدينا من عداء لا يكفينا. وطن ضحلٌ جداً بأجنحة متعادية. كان ذلك كذلك مراراً. عداواتنا الصارخة غير كافية. لا تشفي غليلاً. لا بد من سفك. الكلام المعادي يُبرهَنُ عليه بالقتل.
إننا بحاجة ماسة إلى أعداء. ما لدينا من عداء لا يكفينا. وطن ضحلٌ جداً بأجنحة متعادية. كان ذلك كذلك مراراً. عداواتنا الصارخة غير كافية. لا تشفي غليلاً. لا بد من سفك. الكلام المعادي يُبرهَنُ عليه بالقتل.
ما زال وجهي يحمل الشهادة بأنني قد نجوت من الموت بالمصادفة، وان من حاول اغتيالي، ومن معي، بعد منتصف ليل الرابع عشر من تموز/يوليو 1984، امام باب منزلي، قرب فندق البريستول في منطقة رأس بيروت، قد انصرف من مسرح الجريمة ليبلغ من ارسله بأن المهمة قد تم تنفيذها بنجاح وان المكافأة حق مستحق.. وفوراً.
يقول الفيلسوف والعالم البريطاني برتران راسل: "الرجال يخشون الفكرة، كما لو لم يخشوا أيّ شيءٍ آخر على وجه الأرض. يخشونها أكثر من الخراب. أكثر حتّى من الموت. فالفكرة جارفة وثوريّة ومتمرّدة ومدمّرة. لا ترحم أيّ امتياز. ولا مؤسّسات قائمة. ولا عادات مريحة. الفكرة لا تبالي بالسلطة. إنّها ضوء العالم والمجد الرئيسي للإنسان".
شكّل إغتيال الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم، في عملية متقنة ومُحضّرة، صدمة أمنية ـ سياسية، إرتفع معها منسوب المخاوف من أهداف قريبة وبعيدة لهذه الجريمة.
لا أعرف لقمان سليم شخصياً. لم أكن أطمح يوماً إلى التعرف إليه. لم أكن أتابع إطلالاته التلفزيونية. لا صداقة إفتراضية أيضاً لأنني لم أصبح جزءاً من هذا العالم بعد. لا حاجة للإستعانة بمحرك غوغل ولا إلى زملاء وأصدقاء مشتركين للتعرف إليه.