كلمات، لا شيء غير الكلمات. نباح لا أكثر. أصوات تعوي كذباً. عتمة فاجرة. أيام متآكلة. الأمكنة كلها تعيش اختناقها. لا حياة إلا لنباح سياسي وأصوات تشبه غارات الذباب. حرام. اللبنانيون لا يستحقون هذا الجحيم.
كلمات، لا شيء غير الكلمات. نباح لا أكثر. أصوات تعوي كذباً. عتمة فاجرة. أيام متآكلة. الأمكنة كلها تعيش اختناقها. لا حياة إلا لنباح سياسي وأصوات تشبه غارات الذباب. حرام. اللبنانيون لا يستحقون هذا الجحيم.
هل لبنان قابل للحياة، مرة أخرى؟ تجربة المائة عام الماضية أسفرت عن نتيجة مبرمة: "لبنان دولة فاشلة". البراهين كثيرة، متتالية، متراكمة، وأوضحها ما وصل اليه لبنان راهناً. انه موجود فقط على حافة موته.
أشهر قليلة تفصل بين إعلان دولة لبنان الكبير في أيلول/سبتمبر1920، وبين إعلان إمارة الأردن في نيسان/إبريل 1921. على جوانب هذه المسافة الزمنية القصيرة، تبرز أسئلة كبرى وصعبة: كيف شاءت الأقدار أن يتجاوز الأردن امتحانات الوجود ومحن الصراعات الداخلية والخارجية، بينما تعصف المحن الهوجاء بلبنان منذ نصف قرن تقريباً، إلى حدود بات فيها سؤال الوجود اللبناني على بساط البحث والمصير.
لم يعد جائزاً البكاء على الأطلال. المآسي متناسلة. لا شفاء لأحد من المحيط إلى الخليج.
عندما يكون الدور هو سبب منشأ بعض الدول، لا يعود مدعاة للدهشة أن تصير هذه الدول عرضة للإهتزاز أو أن تمر بأعراض وجودية، كتلك التي أصابت لبنان في مئويته أو تلك التي تصيب الأردن في مئويته.
مئة عام من النظريات والنقاشات والأزمات المتتالية في لبنان، أو بالأحرى أعوام من الأسئلة حول "أي وطن نريد"، ولا نتائج سوى المزيد من التخبط والضياع. تأتي أحداث وتغيب أخرى والعيب في مكانه. باتوا يسمونها "أزمة نظام" أو باللبناني "أين الدولة" ولا إجابات.