
في الشكل، إشتباك سياسي مفتوح بين رئيس للجمهورية وتياره الوطني الحر وبين رئيس حكومة مكلف. في المضمون، يمكن الذهاب أبعد من ذلك، بالتحليل وأيضاً بالمعطيات.
في الشكل، إشتباك سياسي مفتوح بين رئيس للجمهورية وتياره الوطني الحر وبين رئيس حكومة مكلف. في المضمون، يمكن الذهاب أبعد من ذلك، بالتحليل وأيضاً بالمعطيات.
يغلب على ظاهر الإشتباك بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، طابع النزاع او الصراع على تشكيل الحكومة، ومع غلبة ظاهر الأشياء على باطن المضمون، تتقدم إلى واجهة الخطاب العام مفردات "الثلث المعطل" والتحاصص الوزاري وما يقاربها أو يبتعد عنها خطوة في التعبير أو قيد أنملة في التفسير.
من يقرأ هذا التقرير سيقول إن السياسيين في وادٍ والناس في وادٍ آخر. هذا الأمر صحيح. الدليل هو إنشداد الطبقة السياسية إلى جداول أعمال لا تأخذ في الحسبان صرخة الناس ووجعهم وإنهيار قيمة رواتبهم وسرقة ودائعهم ومدخراتهم.
أما وقد بلغ الدولار الأميركي سقف العشرة آلاف ليرة لبنانية، وهو رقم قابل للإرتفاع أكثر، في ظل الإنسداد السياسي ـ الإقتصادي ـ المالي، فإن المشهد اللبناني لن يكون إلا أكثر قتامةً وسواداً في الأسابيع والأشهر المقبلة، لأسباب محلية وخارجية. لماذا؟
إنتقل التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان من الحيز الفني إلى الفخ السياسي منذ لحظة إقرار البرلمان اللبناني القانون رقم 200 بتاريخ 29 كانون الأول/ ديسمبر 2020، القاضي بتعليق العمل بقانون السرية المصرفية لمدة عام، لزوم التدقيق، في البنك المركزي، وبالتوازي، في كل إدارات ومؤسسات الدولة اللبنانية!
المطلوب هو إستئصال ما تبقى من دور لرئاسة الجمهورية في السلطة التنفيذية. القضية تتعدى الشخص. إنها تتصل بالدور. لا بأصل تكوين هذا البلد ومستقبله.
لا يرتقي خطاب سعد الحريري في الذكرى الـ 16 لإستشهاد والده رفيق الحريري، للمناسبة ذاتها. كان يمكن لخطابه أن يُقال مباشرة بعد لقائه الأخير برئيس الجمهورية ميشال عون، لكأنه فضّل أن يُغلّب الراهن، برغم عدم إتصاله بالمناسبة نفسها.
يسأل كثيرون عن سر توقيت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري إلى القاهرة ومنها إلى الإمارات، في إنتظار موعد ثالث في العاصمة الفرنسية.
ما هي مستجدات المبادرة الرئاسية الفرنسية تجاه لبنان في ضوء تحركات باريس الأخيرة وأبرزها إتصال الرئيس إيمانويل ماكرون بنظيره الأميركي جو بايدن وبالرئيس اللبناني ميشال عون وما تبعها من إتصالات في أكثر من إتجاه ومع أكثر من جهة؟
"إذا كنتَ متنزِّهاً عاديّاً على شاطئ البحر، ورأيتَ إنساناً يغرق ولم تهبّ لمساعدته بنفسك أو بإنذار قوى النجدة، يعتبرك القانون الفرنسي مذنباً. أمّا إذا كنتَ من المكلَّفين بالنجدة ولم تقمْ بها، فيعتبرك عندئذٍ مجرماً". مَن هو قائل هذا الكلام؟ كلا، لا يذهب تفكيركم إلى القادة والمسؤولين الفرنسيّين.