عندما صرخت وداد حلواني تبحث عن زوجها عدنان حلواني الذي اختُطِف يوم 24 أيلول/سبتمبر من العام 1982 من منزله في محلة رأس النبع أمام ناظريها ونظر الطفلين زياد وغسان، كانت تصرخ بمفردها.
عندما صرخت وداد حلواني تبحث عن زوجها عدنان حلواني الذي اختُطِف يوم 24 أيلول/سبتمبر من العام 1982 من منزله في محلة رأس النبع أمام ناظريها ونظر الطفلين زياد وغسان، كانت تصرخ بمفردها.
معتصماً بصمت يحميني من الكلام، دخلت المعرض. وجوه مضت. رجال غابوا وما عادوا. أمهات لم يسمعن استغاثات الدمع بعدهن. دخلت محاولاً تجنب الحضور. أريد أن استعيد المخطوفين. أريد أن أحدق بهم لأحفظ غيابهم وألم أمهاتهم وأولادهم وأصدقائهم. دسستُ حالي في المشهد البليغ.. والجارح.
"لا أريدكِ أن تكتبي عني بورتريه، أكتبي عن الجدارية التي صنعها الأهالي". ما أجملها وداد حلواني حتى عندما تصدك. تُحيلك إلى القضية لا إلى الأشخاص.
لم يكن 13 نيسان/أبريل 1975 يوماً مفاجئاً لي. عندما غادرت منزلي في شارع أسعد الأسعد في الشياح، كعادتي كل صباح، متوجهاً إلى "السفير" في نزلة السارولا في الحمرا، كنت أرى في الشوارع والأزقة والأحياء الضيقة وجوهاً كئيبة وقلقة، فالناس تركض إلى يومياتها من خبز ومأكل ومشرب وملبس، وما لم يكن مُنتظراً أن يكون هذا تاريخ بداية حربنا الأهلية التي إندلعت شرارتها الأولى من شارع قريب من منزلي في عين الرمانة.