ماهر الصقال05/12/2020أعلنت تركيا أمس (الجمعة) أن أول قطار شحن يحمل بضائع مصدرة من تركيا إلى الصين إنطلق قاطعاً في طريقه قارتين وبحرين وخمس دول.
حدث عالمي مر مرور الكرام في الإعلام العربي. لكن مضمونه ليس عادياً. اللافت للإنتباه أن محطة الانطلاق كانت من القسم الأوروبي في اسطنبول، ثم مر القطار تحت الارض (نفق مرمراي) إلى القسم الاسيوي، وهو سيعبر ولايات إسطنبول، قوجالي (غرب)، العاصمة أنقرة، سيواس (وسط)، قارص (شرق)، وسيتوقف عند محطة آخالكالاكي في جورجيا، على أن يدخل بعد ذلك أراضي أذربيجان وصولاً إلى باكو العاصمة ثم تكون رحلته البحرية مع ركوب عبارات بحر قزوين البحرية إلى كازاخستان ثم مقاطعة شيان في الصين. وبذلك يكون القطار قد عبر خمس دول وبحرين وقارتين.
والجدير ذكره ان تركيا مرتبطة بالشبكة الأوروبية للسكك الحديدية، وشمل التشغيل عشرة قطارات على الخط الصيني – التركي – الأوروبي، علماً أن أول قطار ترانزيت غادر الصين ووصل إلى أوروبا كان في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
ولعل ميزة “طريق الحرير للسكك الحديدية” ليس بإبصاره النور بل كونه يتجاوز السيطرة البحرية الأميركية. ففي العام 1993، اعترضت البحرية الأميركية سفينة شحن صينية وفتشتها للتأكد من عدم وجود بضائع متجهة إلى إيران. هذه الصفحة طويت الآن صينياً.
لقد تم تشبيك البحار الخمسة: البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، الخليج العربي، بحر قزوين، البحر الاسود. الخطة التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد قبل الحرب على سوريا تتكامل مع هذا الخط.
إنطلق قطار المصالحة القطرية ـ الخليجية، ثم المصالحة الخليجية مع سوريا (ثمة إرهاصات تشي بحصول خطوات عملية)، ثم المصالحة العربية مع كل من تركيا وإيران.
الطريق طويل ولكن الانطلاقة بدأت.
