سلبية التواريخ.. وتاريخية الهزائم!

عندما نقترب من نهاية كل سنة، تتزاحم التواريخ أمامنا. نبدأ بعرض الأحداث فتنبري أمامنا محطات إعتدنا دوما على إضفاء طابع تاريخي عليها. لعل العلامة الفارقة في العام 2020 لبنانياً إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020. تاريخ تدمير عاصمة لبنان بالإهمال والفساد.. وربما يكون الأمر أفدح من ذلك بكثير.

ليس مفهوم التاريخي ايجابياً بالمطلق، فكثير من الايام التي مرت على اللبنانيين وغيرهم من اخوتنا العرب كانت تاريخية ولكنها سلبية.

١٦ ايار (مايو) ١٩١٧، وعد بلفور الذي اسس لما نحن فيه اليوم من ضياع فلسطين في العام ١٩٤٨، وهو ما بات يعرف بتاريخ ”النكبة”.

٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ١٩٥٦، العدوان الثلاثي على مصر بعد رفض الرئيس جمال عبد الناصر الشروط البريطانية والاميركية تزويد بلاده بالسلاح ولجوئه الى الاتحاد السوفياتي في اعقاب تأميم قناة السويس.

٥ حزيران (يونيو) ١٩٦٧، يوم شنت اسرائيل عدوانها على كل من سوريا ومصر والاردن، وهو اليوم الذي اطلق عليه العرب ”النكسة”، باحتلالها ما تبقى من اراض فلسطينية (القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية).

٢٨ ايلول (سبتمبر) ١٩٧٠، وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبدء افول المد القومي ونشوء الفكر الانعزالي العربي الذي مثله انور السادات الذي خلف عبد الناصر في حكم مصر.

٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٧٧، زيارة الرئيس المصري انور السادات إلى مدينة القدس المحتلة، واعلانه من على منبر الكنيست مفهوم ما اسماه “سلام الشجعان”، وكان مهد لذلك بقرار حرب ٦ تشرين الأول (اكتوبر) ١٩٧٣حيث استعادت مصر شبه جزيرة سيناء. ويصف البعض هذه الحرب بأنها مجرد مسرحية انتهت بمفاوضات ”الكيلو ١٠١”.

الاحد ١٣ نيسان (أبريل) 1975، تاريخ اندلاع الحرب اللبنانية، كان يوما مفصليا في الحياة اللبنانية، وامتداداته العربية، حيث كانت هذه الحرب المقدمة لما قام به السادات في وقت لاحق وزيارته للقدس المحتلة، علماً أن السادات لم يكن هو الوحيد من بين القادة العرب الذين جاهروا بالصلح مع اسرائيل، اذ سبقه الى ذلك الملك الاردني حسين الذي عقد اتفاقات سرية مع الكيان الصهيوني، حفاظا اولا واخيرا على عرشه له ولذريته من بعده.

–  اوسلو (١٣ أيلول/ سبتمبر ١٩٩٣) ووادي عربة (٢٦ تشرين الأول/اكتوبر ١٩٩٤) من أبرز عناوين الانهزامية العربية وهما مهدا للسلسلة الجديدة من عمليات التطبيع مع العدو الصهيوني مع كل من البحرين والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمغرب والسودان، في الربع الاخير من عام ٢٠٢٠، فضلا عن اتصالات ولقاءات تم الكشف عنها بين رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وقادة عرب آخرين، أبرزهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 تواريخ، ربما يلفها النسيان وتمحى مع مرور الزمن، لكن الاكيد أن فلسطين ستبقى هي البوصلة التي لا يمكن ان تمحى من الذاكرة. اما طموح الاسرائيليين بالتطبيع مع العرب، فسيصطدم بارادة الشعوب كما هي الحال مع شعبي مصر والاردن العظيمين.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  مصر والسودان.. المصير والشريان الواحد
صبحي زعيتر

صحافي وكاتب لبناني

Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  لبنان أسير "هدنة العدوين".. زمن الخيارات مؤجل!