“يسرائيل هيوم”: التسوية البحرية مع لبنان “ممكنة”!

Avatar18001/02/2022
في مقالة له نشرتها "يسرائيل هيوم"، يُسلط السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة إسحاق ليفانون الضوء على زيارة الوسيط الأميركي في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عاموس هوكشتاين، إلى كل من بيروت وتل أبيب لإيجاد حلّ للـ860 كلم2 المتنازع عليها بين الجانبين.

“المحادثات الأخيرة في رأس الناقورة توقفت، في الأساس بسبب مطالبة لبنان بإضافة 1460 كيلومتراً مربعاً (الخط 29 الجديد) إلى مطلبه الأصلي (الخط 23 كاملاً). طبعاً، إسرائيل رفضت ذلك. ونجح عاموس هوكشتاين في إقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة النقاشات التي جرت هذا الأسبوع، على ما يبدو.

ظاهرياً، يبدو أن الظروف الناشئة مؤاتية للتوصل إلى حلّ. ولكي تصبح مطالبة لبنان (بالخط 29) رسمية كان يتعين على لبنان تقديمها إلى الأمم المتحدة ممهورة بتوقيع رئيس الجمهورية ميشال عون. لكن الرئيس اللبناني رفض ذلك (تزامن ذلك مع تهديدات أميركية بالعقوبات)، وبهذه الطريقة أتاح العودة إلى طاولة النقاشات. ثمة خطوة أُخرى قام بها الرئيس اللبناني هي استبدال ممثل الجيش اللبناني في المحادثات (العميد الطيّار بسام ياسين) ، والمعروف بمواقفه المتصلبة.

حلّ الأزمة الحادة في الطاقة في لبنان لا يظهر في الأفق، على الرغم من أن إيران أرسلت إليه أربع سفن محملة بالنفط، وعلى الرغم من تعهُّد مصر نقل مساعدة (غازية) عن طريق الأردن وسوريا. استخراج الغاز في مقابل الشواطىء اللبنانية، في إطار اتفاق مع إسرائيل، يُقدم حلاً شاملاً وبعيد الأمد لأزمة الطاقة.

مغادرة سعد الحريري الساحة السياسية، واتهامه حزب الله وإيران علناً بكل ما يعانيه لبنان يحدّ من قدرة الحزب على الاستمرار في معارضته التوصل إلى حلّ مع إسرائيل. بعد أشهر، ستجري في لبنان انتخابات نيابية عامة، والرئيس عون مهتم بتقديم إنجاز على صورة حلّ لأزمة راهنة، مثل أزمة الطاقة، على أمل أن هذا سيعبّد الطريق أمام صهره جبران باسيل للحلول محله في رئاسة الجمهورية.

التدخل الأميركي في هذه المرحلة مهم للغاية. هوكشتاين الذي قام بخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، يُعتبر أحد الخبراء الأميركيين في مجال الطاقة، وهذه ميزة تساعد في الدفع قدماً بحلّ. وبهدف عدم إحباط الجهود التي تُبذل في هذه المرحلة، يتعين على الناطقين الإسرائيليين الامتناع من الإدلاء بأي تصريح بشأن موضوع المحادثات على الحدود من أجل عدم إحراج الطرف اللبناني

وفي الواقع، هناك شروط ملائمة للتوصل إلى تسوية، لكن الطرف اللبناني يتخوف من نيات خفية لإسرائيل، وأن تستغل المحادثات للتقدم في تطبيع العلاقات بين الدولتين. وقد زادت ثرثرتنا في التخوف اللبناني. لذا، فإن مهمة هوكشتاين لن تكون سهلة. مؤخراً، انتشر خبر لم يظهر أي تأكيد رسمي له، يمكنه تبديد التخوف اللبناني، وذلك من خلال اقتراح أساسي: بدلاً من تقسيم المنطقة المختلَف عليها بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي يمكن أن يخلق مشكلات تقنية وإدارية مستقبلاً، تقوم الشركات الدولية باستخراج الغاز البحري من المنطقة المختلَف عليها، وهي التي توزع الغاز بين إسرائيل ولبنان، بحسب خطة تقسيم وضعها أول وسيط أميركي، فريدريك هوف. بحيث ينال لبنان 55% من الغاز والباقي (45%) يذهب إلى إسرائيل.

لقد سبق أن أعلنت إسرائيل أنها تقبل تقسيم هوف. وإذا تراجع لبنان عن مطالبته بمنطقة إضافية تمسّ بحقل كاريش، الموجود داخل الأراضي الإسرائيلية [بحسب ادعاء إسرائيل]، وفي ضوء الظروف الحالية، ثمة فرصة معقولة في أن نرى تسوية لبنانية – إسرائيلية.

التدخل الأميركي في هذه المرحلة مهم للغاية. هوكشتاين الذي قام بخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، يُعتبر أحد الخبراء الأميركيين في مجال الطاقة، وهذه ميزة تساعد في الدفع قدماً بحلّ. وبهدف عدم إحباط الجهود التي تُبذل في هذه المرحلة، يتعين على الناطقين الإسرائيليين الامتناع من الإدلاء بأي تصريح بشأن موضوع المحادثات على الحدود من أجل عدم إحراج الطرف اللبناني، وعدم استدعاء ضغوط داخلية تمنع التوصل إلى الحلّ. إذا أراد اللبنانيون التعبير عن قضاياهم الداخلية فهذه مشكلتهم. في رأيي، في الظروف الحالية، نحن قريبون من الحل أكثر من أي مرة. وإذا تكللت المحادثات بالنجاح، فإنه سيكون إنجازاً سياسياً مهماً بالنسبة إلينا”.(المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  "حماية جعجع" أولوية سعودية.. بإنتظار التسويات الكبرى (2)
Avatar

Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
free online course
إقرأ على موقع 180  جزّ صوف الكِباش خيرٌ من سلخِ جلودِ الحملان