“الشين بيت”.. ما هذه “حماس” التي توقعناها (79)

في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية، بعنوان "بكبسة واحدة، توقف وتشغيل"، يتناول الكاتب رونين بيرغمان كيفية نشوء حركة "حماس" وتطورها من حركة دعوية إخوانية لتصبح قوة سياسية وعسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يروي رونين بيرغمان الآتي: “في 16 ابريل/ نيسان عام 1993، توقفت حافلتان ممتلئتان بالجنود “الإسرائيليين” في مرآب إلى جانب كشك على الطريق قرب مستعمرة “مهولا” في وادي الأردن. بعدها بقليل انحرفت سيارة عن الطريق واندست قريباً من الحافلتين، وعندها وقع الإنفجار. على عكس الاضرار التي كان يرغب “الارهابي” بايقاعها، فان العدد الفعلي للاصابات كان لحسن الحظ قليلاً نسبياً، فقد قتل فلسطيني كان يعمل في أحد المقاهي في قرية مجاورة واصيب ثمانية اشخاص بجروح طفيفة، وافاد محققو جهاز الشين بيت انهم وجدوا في السيارة بقايا متفحمة لجثة السائق مع بقايا جرة غاز استخدمت كمادة متفجرة ما يعني ان العملية كانت لمفجر انتحاري. في ذلك الوقت، كانت العمليات الانتحارية سائدة، ولكن حتى تلك اللحظة كانت تلك العمليات تجري في اماكن اخرى وليس داخل “إسرائيل”، ومع تفجير “مهولا” بدأت موجة مماثلة من التفجيرات الانتحارية في “إسرائيل” نفسها. وخلال عام من ذلك الانفجار، كان انتحاريون يفجرون أنفسهم في انحاء مختلفة من البلاد، وخلال أحد عشر شهرا قتل هؤلاء أكثر من مائة “إسرائيلي” وجرحوا أكثر من ألف. حاول كبار المسؤولين في الشين بيت ان يفهموا اين اخطأوا وكيف أصبح الوضع مرعباً إلى هذا الحد، وراحوا يتتبعون آثار تلك الهجمات فقادتهم إلى ثلاثة رجال فقط، اثنان منهم كانا في السجون “الإسرائيلية” وهما احمد ياسين وصلاح شحادة والثالث يحيى عياش (الصورة أدناه) الذي كان يقيم في بولندا، بحسب ما كانوا يعتقدون. لم يتوفر لهؤلاء المسؤولين اي فكرة كيف كان الرجال الثلاثة يتواصلون، هذا من دون الحديث عن كيفية احضارهم المتفجرات وادواتها وكيف نجحوا في تجنيد هذا العدد من الانتحاريين”؟.

وقبل أن يكمل روايته، يعود بيرغمان إلى الوراء مستعرضاً تاريخ هؤلاء الرجال الثلاثة بدءاً من احمد ياسين فيقول “ولد (ياسين) في قرية فلسطينية اسمها “الجورة” وأصبح لاجئاً في حرب العام 1948 لينتهي به المطاف وعائلته في قطاع غزة الذي كان تحت الحكم المصري. ومثل العديد من اقرانه الفلسطينيين انضم إلى الاخوان المسلمين حيث قابل لاجئاً آخر يكبره بعامين اسمه خليل الوزير، القائد صاحب الكاريزما الذي أصبح لاحقا يعرف باسم ابو جهاد. وقد خشي الاخير ان تعرف السلطات المصرية عن علاقته بالاخوان المسلمين التي كانت تخوض صراعاً في مصر، ما يعوّق مساره فقرر التخلي عن الاخوان ليشق طريقاً مختلفاً. لكن ياسين الهادىء والانطوائي شعر انه وجد المهنة الحقيقية، فأصبح استاذاً للدراسات الإسلامية. وبعد هزيمة العرب في حرب الايام الستة عام 1967 وبينما بدأ خليل الوزير بشن حرب عصابات كبيرة ضد “إسرائيل” لايمانه انه بإستخدام القوة يمكن تدمير “إسرائيل”، فان ياسين توصل إلى استنتاج مغاير تماماً، فقد كان يعتقد ان العرب هزموا فقط نتيجة فشلهم الاخلاقي والسلوكي ولان الانظمة العلمانية والكافرة ابتعدت عن الله كثيراً، وهكذا فان الخلاص يكون فقط بالتمسك بالإسلام وكان يقول ويكرر القول “الإسلام هو الحل”، وهو المعنى العربي لما كان يُردّده بالفارسية روح الله الخميني لاستنهاض اتباعه”.

آمي أيالون: كان ينظر في ذلك الحين إلى حركة الاخوان المسلمين على انها حركة اجتماعية بعيدة عن الطموحات السياسية، وكان ذلك صحيحا جدا على مدى سنوات الستينيات والسبعينيات الماضية، ولكن عندما اطاح اية الله الخميني بحكم الشاه في إيران وقدم نموذجا لرجل دين تقي وورع يقود ثورة

يضيف بيرغمان: “في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات الماضية، وفي إطار جهوده لبناء حركة بقيادته تستند إلى القيم الإسلامية، بنى أحمد ياسين مسجداً وأنشأ مؤسسة تربوية إسلامية، كما أنشأ شبكة من مؤسسات الرعاية الاجتماعية. وكان ياسين ضعيفاً ونحيفاً ويتحدث بنبرة عالية فيما يستخدم كرسياً متحركاً – نتيجة حادث تعرض له عندما كان صغيراً – كما كان يبدو مصلحاً اجتماعياً شديد الحساسية يقوم بالاعمال الخيرية في غزة، وهكذا فقد رأى جهاز الشين بيت انه لا يشكل اي تهديد لـ”إسرائيل”. وفي الحقيقة فان العديد من عملاء الجهاز أحبوا ياسين، فهو على عكس منظمة التحرير الفلسطينية لم يحاول إخفاء نشاطاته لا بل خاض نقاشات مع المسؤولين “الإسرائيليين” في كل مرة طلبوا اللقاء به”.

وينقل بيرغمان عن أحد كبار مسؤولي جهاز “الشين بيت” في قطاع غزة في ذلك الوقت وكان يحمل اسما حركيا هو “ارسطو” قوله عن ياسين “كان محاوراً ممتازاً وعميق المعرفة بالتاريخ الصهيوني والسياسات الإسرائيلية وعنده ذكاء حاد وممتع. كان يختلف كلياً عن ارهابيي منظمة التحرير الفلسطينية الذين كنا نستجوبهم”.

وفيما كان عرفات يجمع الدعم والاعتراف به في كل انحاء العالم ـ يكمل الكاتب روايته ـ  “بدا انه من الافضل ان نترك ياسين متواجدا وبهذا المعنى فان الشين بيت ترك الجهاديين ينمون”، بحسب ما ينقل بيرغمان عن امنون شاحاك، رئيس جهاز “امان” في اواخر الثمانينيات الماضية.

كما ينقل بيرغمان عن آمي ايالون رئيس “الشين بيت” في التسعينيات الماضية قوله “لقد كان الجهاز أحد العوامل التي دعمت العناصر الإسلامية، فقد كان تفكيرنا ينصب على خلق قوة وطنية فلسطينية موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لذلك شجعنا الإسلام الذي لا يتضمن عاملا وطنيا – على الاقل هذا ما كنا نظنه في ذلك الحين”. كان الامل ان شعبية رجال الدين المسلمين سوف تزداد تباعا نظرا لنشاطاتهم الاجتماعية في المعاهد والعيادات الطبية والمساجد ومراكز الشبيبة مما سيسحب الدعم الشعبي من حركة فتح ويضعف ياسر عرفات. وكان ينظر في ذلك الحين إلى حركة الاخوان المسلمين على انها حركة اجتماعية بعيدة عن الطموحات السياسية، وكان ذلك صحيحا جدا على مدى سنوات الستينيات والسبعينيات الماضية، ولكن عندما اطاح اية الله الخميني بحكم الشاه في إيران وقدم نموذجا لرجل دين تقي وورع يقود ثورة ويبني جيشا ويؤسس حكومة بمؤسساتها وقدم مثالا للمسلمين في كل مكان ليس فقط لامثاله الشيعة ان الإسلام ليس فقط دينا محددا ببعض الشعائر في المسجد والاعمال الخيرية في الشارع، بل هو ايضا وسيلة لبناء القوة السياسية والعسكرية وان بامكان الإسلام ان يكون ايدولوجية حكم وان الإسلام هو الحل لكل شيء، بدأت نبرة المشايخ في خطب المساجد تتغير في الاراضي الفلسطينية المحتلة، على حد تعبير الكاتب “الإسرائيلي”.

وينقل بيرغمان عن يوفال ديسكين الذي أصبح عام 2005 رئيسا لجهاز “الشين بيت” والذي أمضي سنوات عمله عميلا متخفيا في المجتمع الفلسطيني قوله “بدأت لغة التسامح التي ميزت الإسلام تختفي كما بدأت تتراجع السلبية المتمثلة بالعملية الطويلة لتحضير قلوب الناس للخلاص لصالح العمل والوعظ والدعوة للنضال، للجهاد. من أناس ممسوحين ومتواضعين بدأوا يتحولون إلى ناشطين حيويين، لقد حصل ذلك في غزة كما في كل منطقة الشرق الأوسط وافريقيا. لقد كان هؤلاء ذوي شخصيات اعلى مستوى وأكثر التزاما أيديولوجيا من جماعة منظمة التحرير الفلسطينية وحبهم لمعرفة قدراتهم كانت أفضل بكثير مما عهدناه سابقا، لا نحن ولا باقي العالم الغربي رأى هذه العملية تحصل في الوقت الحقيقي امام اعيننا”. وكان الشيخ ياسين اول المتغيرين بحسب ما اكتشف جهاز الشين بيت بالصدفة في ابريل/ نيسان عام 1984، ففي أحد الأيام اعتقل شاب فلسطيني في غزة للاشتباه بتورطه في اعمال إرهابية تمولها حركة فتح، فاخذ إلى غرفة تحقيق انفرادية حيث استجوبه محقق من الشين بيت يدعى ميشا كوبي (المحقق نفسه الذي استجوب “الإرهابيين” اللذين شاركا في اختطاف حافلة ركاب عسقلان قبل ان يقوم رجال الشين بيت بقتلهما، وحينها رفض تبرئة الشين بيت عبر التقدم بشهادة كاذبة عن الحادثة). كان الشاب المشتبه به يعطي نتفا من المعلومات، ولكن كوبي شعر بان الشاب يخفي أشياء كثيرة وسراً كبيراً ومهماً فانحنى نحوه وهمس شيئاً في اذنه ورفع ذراعه من على جنبه عاليا قبل ان يوجه صفعة قوية إلى المعتقل الفلسطيني أدت إلى وقوعه عن الكرسي واصطدامه بالحائط ثم صرخ بوجهه قائلاً “لا أريد أن أسمع منك هذه الترهات التي تخبرني بها، عليك الآن ان تقول أموراً جدية ومهمة والا فأنك لن تغادر هذا المكان حياً اليوم”. كان ذلك هو الحافز الذي كان يحتاجه الشاب حتى يتكلم فكشف ان الشيخ ياسين كان يعمل وفق توجيهات الجناح المتطرف لحركة الاخوان المسلمين في الأردن والذي كان قائده هو الفلسطيني عبد الله عزام. كان عزام حينها نشطاً في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان حيث التقى بأحد أبناء عائلة سعودية غنية جداً جراء عملها في التعهدات واقنعه بالانضمام إلى نفس الايديولوجيا الجهادية، فاخذ هذا السعودي الغني يستخدم أموال عائلته لتمويل المنظمة ودعم شبكات الإسلام السلفي التي تديرها وكان البعض من أعضاء هذه المنظمة من خريجي معسكرات تدريب تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي ايه) ويلعبون دور الميليشيا العميلة لها في أفغانستان ضد قوات الاحتلال السوفياتي، وكان هذا السعودي الغني يدعى أسامة بن لادن”.

بيرغمان: من خلال التحقيق تبين ان الشيخ ياسين كان يُحضّر للجهاد العنيف منذ وقت طويل، فمنذ العام 1981 امر رجاله بان يقتحموا قواعد الجيش الإسرائيلي ويسرقوا الأسلحة والذخائر منها فقاموا من جراء ذلك بتجميع كمية كبيرة من الأسلحة كان مجموع ما تم تحديد مكانه منها حوالي 44 بندقية، وهي شكلت نواة اول مخزن أسلحة للمنظمة

كان رجال عبدالله عزام في الأردن يرسلون الأموال التي يحصلون عليها من اغنياء الأردن والسعودية إلى الشيخ أحمد ياسين الذي استخدمها لإنشاء خلايا مسلحة تحضيرا لإطلاق الجهاد ضد “إسرائيل”. ويقول رونين بيرغمان إنه بفضل المعلومات التي أعطاها الشاب الفلسطيني المستجوب “اعتقلت السلطات “الإسرائيلية” أحمد ياسين وشنّت حملة اعتقالات شملت مساعديه، وكان صلاح شحادة (الصورة أدناه) اهم واحد من بين هؤلاء المعتقلين، وهو كان مثقفاً مخضرماً يعمل في الشؤون الاجتماعية، وبفضل الشيخ ياسين أصبح مسلماً ورعاً ولاحقاً مساعده الابرز والمسؤول عن النشطات السرية للمنظمة. ونظراً لغضب جماعة الشين بيت من خداع ياسين ورجاله لهم، قرروا إخضاعهم لمعاملة قاسية، فكان اول من انهار تحت التعذيب شحادة نفسه فقد ضرب بشدة وحرم من النوم وتم تجويعه وهو كان يعاني من رهاب الأماكن المغلقة، فاستفاد محققو الشين بيت من هذه المعلومة، فحجزوه في قبو معصوب العينين ومكبل اليدين والقدمين فيما كانت أجهزة تسجيل تقدم عبر مكبرات الصوت أصوات الفئران والصراصير، فاخذ يستجديهم ان يخرجوه وعندما فعلوا كان كوبي بانتظاره، فقال له كوبي يمكنك ان تأكل فقط مقابل المعلومات وكان شحادة مرهقاً وجائعاً فوافق مشترطاً على كوبي ان لا يكشف انه اول من انهار من بين المعتقلين”.

إقرأ على موقع 180  الشيعية السياسية: الخميني وصدّام.. كليشيه وأطماع ودم (2)

الشخص الثاني الذي انهار في التحقيق هو الشيخ أحمد ياسين نفسه، يقول رونين بيرغمان “وذلك برغم انه لم يتعرض لأي تعذيب جسدي” (؟؟؟) فقد كلف “الشين بيت” المحقق “ارسطو” باستجوابه، وهنا ينقل بيرغمان عن “ارسطو” قوله: “من خلال عملية مراقبة منزل ياسين عرفنا أن هناك إمرأة متزوجة معجبة به وتزوره بين حين وآخر وانه من خلال اعجابها به ورغبتها بإمتاعه في ظل الحياة الصعبة التي يعيشها فقد نامت معه. وفي احدى جلسات التحقيق معه انحنيت فوقه وهمست في اذنه قائلا اعرف كل شيء عنك واعرف كل ما تتحدث عنه مع أقرب الناس اليك واعرف من يأتي لزيارتك ومتى يأتي واعرف متى يحصل عندك (…) ومتى لا يحصل، لم اذكر له المرأة، ولكنه عرف تماما ماذا كنت أعني ووجد ان لا خيار امامه لأنه ما لم يتكلم ويعطينا المعلومات التفصيلية الصحيحة، كان بمقدورنا توزيع قصة علاقته بالمرأة وكان ذلك ليضعه في موقف حرج للغاية” (…).

يتابع بيرغمان، “من خلال التحقيق تبين ان الشيخ ياسين كان يُحضّر للجهاد العنيف منذ وقت طويل، فمنذ العام 1981 امر رجاله بان يقتحموا قواعد الجيش الإسرائيلي ويسرقوا الأسلحة والذخائر منها فقاموا من جراء ذلك بتجميع كمية كبيرة من الأسلحة كان مجموع ما تم تحديد مكانه منها حوالي 44 بندقية، وهي شكلت نواة اول مخزن أسلحة للمنظمة. وكشف ياسين في التحقيق انه أنشأ وحدة عسكرية صغيرة بقيادة صلاح شحادة مؤلفة من قسمين، قسم يتولى العمل ضد الفلسطينيين الضالين والقسم الثاني يتولى الجهاد ضد “إسرائيل”، وقد تولى ياسين ورجاله اختيار فريق عمل هذين القسمين من خلال مراقبة الشبان الذين كانوا يخضعون لبرامج التدريب التي تديرها اللجان الرياضية والثقافية لمنظمة الرعاية الاجتماعية التي يملكها، وكانت تظهر تلك البرامج مَن مِن الشباب لديه القدرة التنظيمية والالتزام الأيديولوجي بالمنظمة”.

وكتب كوبي في تقريره عن التحقيقات التي اجراها مع كل المعتقلين ان رجال شحادة كانوا “اذكياء ولديهم معدل ثقافي أكثر من وسط ومتعصبين دينياً، ويعيشون في دوائرهم المغلقة مما يخلق صعوبة كبيرة للاستخبارات في اختراقهم”. وقد ارسل هذا التقرير إلى كبار المسؤولين في الشين بيت ولكن بحسب ما يقول أرسطو “رئيس الشين بيت ابراهام شالوم قال ان لا حاجة على الاطلاق للتعامل مع هذا الموضوع فلا شيء مؤذٍ فيه فهؤلاء (الشيخ ياسين وجماعته) مجرد زواحف وخاسرين (مستخدما تعبير تزيلجيريم باليهودية) وقد ولّد ذلك انطباعاً لدي بانه كان من المهم لابراهام ان يرضي كبار المسؤولين السياسيين – أي حكومة الليكود بقيادة إسحاق شامير الحاقد على منظمة التحرير- فاخبرهم مع تلك الابتسامة بانه يعمل على مؤامرة سرية معقدة ستتسبب بأضرار بالغة لياسر عرفات، بالمعنى التاريخي كان من الممكن ان يكون محقاً فقد كان هناك فعلاً مؤامرة، وهي معقدة جداً لدرجة انه هو وكل جهاز الشين بيت لم يعرفوا ما هي”، كما يورد بيرغمان نقلاً عن “أرسطو”!

Print Friendly, PDF & Email
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  رائحة بيروت خلال الحرب... حيث السياسة مخاطرة قاتلة