عندما اطلعت على عقيدة هؤلاء القادة الذين حكموا دولة الإحتلال، تبين لي أن إسحق رابين رئيس الوزراء الأسبق وفي كتاب مذكراته (ص 118) يُورد كيف كان يعطي التعليمات للجنود الصهاينة عندما يدخلون إلى القرى ليقتلوا أهلها وأن لا يتردّدوا في قتل الأطفال والسبب “لأنهم عندما يكبرون سيقومون بقتلكم فعليكم قتلهم قبلوا أن يقتلوكم”.
ففي عهد ديفيد بن غوريون (1948 – 1963) وقعت مذبحة دير ياسين في 9 أبريل/نيسان 1948، واستشهد فيها 250 شخصاً أكثرهم من النساء والأطفال. وتم تأخير وصول الصليب الأحمر يوماً كاملاً إفساحاً في المجال أمام إزالة آثار تلك المذبحة.
وفي عهده أيضاً وقعت مذبحة كفرقاسم في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1956 وراح ضحيتها 49 فلسطينياً حيث فتح الإسرائيليون النار على قرويين عائدين من حقولهم، وقدّم نائب رئيس الوزراء آنذاك موشي كاتساف في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1957 اعتذاراً باسم الدولة العبرية إلى سكان قرية كفرقاسم بسبب المجزرة وتعهد بتقديم تعويضات لعوائل الضحايا!.
وفي عهد رئيس الوزراء ليفي أشكول (1963 – 1969) قام الصهيوني المتطرف مايكل روهان على رأس مجموهة إرهابية باحراق الجناح الشرقي للمسجد الأقصى في العام 1969 كما أحرقوا السقف الجنوبي ومحراب صلاح الدين كجزء من خطة طمس المعالم الإسلامية في مدينة القدس.
وفي عهد رئيسة الوزراء غولدا مائير (1969 – 1974) نفّذت إسرائيل مذبحة مدرسة بحر البقر بطيرانها الحربي رداً على خسائرها على جبهة قناة السويس في حرب الإستنزاف، حيث قصفت مدرسة للأطفال بقرية بحر البقر التابعة لمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية في مصر، وأدى ذلك الهجوم إلى استشهاد 30 طفلاً وجرح خمسين آخرين.
وفي عهد اسحق رابين (1974 – 1977) ثم (1992 – 1996) وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية في 25 فبراير/شباط 1994 حيث أطلق اليهودي باروخ غولدشتاين النار على المصلين وقتل 53 شخصاً بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وقال شهود عيان إن 5 مستوطنين شاركوا في المذبحة إما عبر إطلاق النار أو بتزويد غولدشتاين بالذخيرة.
وفي حقبة رابين أيضاً، قتل 2156 فلسطينياً بينهم 1045 قتلوا على أيدي شرطة وجيش الإحتلال و69 على أيدي المستوطنين و99 قتلوا في ظروف لم تتضح معالمها.
وفي عهد مناحيم بيغن (1977 – 1983) حدثت مجزرة صبرا وشاتيلا التي أعدها وأشرف على تنفيذها أرييل شارون (وبعض الميليشيات اللبنانية المتعاونة مع إسرائيل) حيث قتل أكثر من 4000 من الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين واللبنانيين.
وفي عهد اسحق شامير (1983 – 1985) ثم (1987 – 1992) حدثت مجزرة المسجد الأقصى في القدس في 8 أكتوبر/تشرين الأول وراح ضحيتها 21 شهيداً وجرح 150 فيما تم اعتقال حوالي 270 من المصلين.
وفي عهد شمعون بيريز (1985 – 1987) ثم (1995 – 1996) وأثناء عملية “عناقيد الغضب” في جنوب لبنان في أبريل/نيسان 1996 استشهد 160 مدنياً لبنانياً معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ كانوا لجأوا إلى أحد مقرات الأمم المتحدة في بلدة قانا. وقد فضح تقرير الأمم المتحدة هذه الجريمة الإسرائيلية وأكد أنها وقعت عمداً ومن دون وجود ما يُبرّرها. قيل عن بيريز “رجل السلام” بينما كان في مطلع شبابه عضواً في عصابات “الهاجاناه” (منظمة عسكرية صهيونية استيطانية أُسست في القدس عام 1920)، ويُمثّل بيريز بالنسبة للعرب قاتل الأطفال في “مجزرة قانا” وأيضا أحد مهندسي “العدوان الثلاثي” ضد مصر عام 1956.
وفي عهد بنيامين نتنياهو (1996 – 1999) حدثت مذبحة النفق في أيلول/سبتمبر 1996 وراح ضحيتها اكثر من 70 شهيداً فلسطينياً وجرح أكثر من 300 شخص برصاص الاحتلال الإسرائيلي نتيجة رفض الفلسطينيين بدء حكومة نتنياهو بفتح نفق مواز لجدار الأساسات للمسجد الأقصى.
وفي عهد نتنياهو (2023 ـ 2024)، وقعت جريمة الإبادة الأكبر في تاريخ الكيان الصهيوني مع إستشهاد ثلاثين ألف فلسطيني بينهم عشرة آلاف طفل وجرح أكثر من سبعين ألفاً، فضلاً عن وجود حوالي عشرة آلاف في خانة المفقودين، بينهم نسبة لا تقل عن 40% من الأطفال، ناهيك بظاهرة موت الأطفال جوعاً، ووفق حصيلة رسمية بلغ عدد هؤلاء حتى الآن ستة أطفال شهداء من الجوع.
وفي عهد إيهود باراك (1999- 2000) وقعت الانتفاضة الثانية عندما دنّس أرييل شارون ساحة المسجد الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر 2000 واستمرت لمدة 5 سنوات، قتلت إسرائيل خلالها 4412 فلسطينياً، وأصيب نحو 49 ألفاً بجروح.