عندما كان “الجيش الوطني الليبي” بقيادة اللواء خليفة حفتر على أبواب العاصمة طرابلس، رفض وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وأصر على الحسم العسكري، معتداً بدعم مصري سعودي إماراتي وتشكيلات شبه عسكرية من سوريين درّبتهم شركات أمنية خاصة روسية (فاغنر تحديداً) وسلاح جو بسيط ولكنه يفي بالغرض امام تشكيلات شبه عسكرية سورية تم استقدامها بواسطة تركيا من محافظة إدلب السورية وتشكيلات أيضا شبه عسكرية محلية من الإسلام السياسي بمسمياته الكثيرة وبإدارة عملانية تركية. كما أدخلت أنقرة سلاح المسيرات الجوية في المعركة فانقلب، الميزان العسكري لمصلحة حلفائها على الأرض الليبية.
وقد أزف السراج في مؤتمر صحفي من أنقرة خبر نهاية معركة طرابلس، فيما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المشير خليفة حفتر بأنه “إنقلابي” و”مجرم حرب”، ليتباهى بعدها علناً ان العسكر التركي “يحقق نجاحاً أينما حل”.
فجأة تخرج من قبعة “الساحر المصري” مبادرة لوقف النار وجلوس طرفي الصراع الليبي على طاولة المفاوضات. طبعاً السرعة التي خرجت فيها الخطة والتأييد السعودي الإماراتي الروسي السريع لها، (وأيضاً البريطاني والأميركي) يشي بأن السراج حكماً سيقول لا، كما فعل حفتر على أبواب طرابلس. وهكذا كان، فجاء التحذير المصري بأن مصر لن تقبل باي خطر على حدودها الغربية، بمعنى آخر سنتدخل مباشرة، كما فعلت تركيا.
نحن أمام وضع إقليمي بالغ الدقة والحساسية والخطورة، واذا استمر العناد التركي، فالصدام مع الجيش المصري حاصل. وكأن العالم العربي تنقصه حمامات دم جديدة.
سوريا، قطر، ليبيا والصومال، وكدنا ان نضيف السودان لولا الانقلاب الأخير، نقاط تدخل تركي مباشر في النظام العربي.
تركيا إلى أين ولمصلحة من ما يجري في ليبيا؟