جاء نشر الروايتين بموافقة الرقابة العسكرية الإسرائيلية حيث أطلق على العملية الأولى إسم “أولمبيا”، وكانت تقضي بتفجير “استاد كرة قدم في بيروت” (الملعب البلدي في محلة الطريق الجديدة في بيروت) بهدف اغتيال ياسر عرفات وساعده الأيمن خليل الوزير (أبو جهاد) وقادة فلسطينيين آخرين، “ومن الواضح أنه لو تم إخراج هذه العملية إلى حيز التنفيذ لكانت منطقة الشرق الأوسط ستبدو مختلفة تماماً”، تقول يديعوت أحرونوت.
وحسب رونين بيرغمان، جرى التخطيط لعملية “أولمبيا” إثر العملية المسلحة التي نفذها المقاوم اللبناني سمير القنطار في مدينة نهاريا في شمال إسرائيل في نيسان/أبريل 1979. وتشير وثائق الجيش الإسرائيلي إلى أنه فور انتهاء مراسم جنازات من قتلوا في العملية، أصدر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي آنذاك الجنرال رفائيل إيتان أوامر إلى قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء يانوش بن غال تنص على قتل جميع قيادات “فتح” في بيروت وعلى رأسهم عرفات.
ومن أجل تنفيذ هذه المهمة، جرى تجنيد اللواء مئير داغان الذي تولى منصب رئيس جهاز الموساد لاحقاً وكان يخدم في قيادة الجيش في ذلك الوقت. وبقيت مجموعة صغيرة فقط على دراية بالخطة. وبغية التحضير للعملية تمت الاستعانة بوحدة ظل سرية تابعة للجيش الإسرائيلي في لبنان تولت تنفيذ هجمات إرهابية وعمليات قتل واغتيالات للفلسطينيين، وجرى إخفاء معظم تفصيلات العملية عن رئيس الحكومة في حينه مناحيم بيغن. كما أن العملية لم تحصل على مصادقة كل المستويات القيادية.
وتُظهر المعلومات التي سُمح للصحيفة بنشرها أنه جرى وضع كميات كبيرة من المتفجرات تحت المقاعد في “استاد بيروت” (الملعب البلدي حيث كان يجري تخريج مئات الضباط والمقاتلين الفتحاويين سنويا) الذي كان سيشهد مهرجاناً لحركة “فتح” في ذلك اليوم (رأس السنة). وقام مبعوثو الاستخبارات الإسرائيلية بإخفاء عدة كيلوغرامات من المتفجرات تحت المقاعد، وكان من المفترض أن تقف ثلاث مركبات مفخخة تحمل طنين من المتفجرات إلى جانب المدرج.
وكانت الخطة تقضي بتفعيل المتفجرات التي وُضعت تحت المقاعد أولاً، وبعد نحو دقيقة، ومع تدفق الناجين يجري تفجير المركبات المفخخة عبر منظومة تحكّم عن بعد.
غير أن العملية أُلغيت في اللحظات الأخيرة، فقبل ساعات من التنفيذ جرى استدعاء المخططين إلى ديوان رئيس الوزراء مناحيم بيغن الذي كان مريضاً في سريره وأمرهم بإلغائها وعدم إخراجها إلى حيز التنفيذ. وقال ضابط إسرائيلي كبير جدا في قيادة المنطقة الشمالية إنه لو نفذت العملية فإن شدة الدمار والإنفجار كانت ستكون ذات أبعاد غير مسبوقة حتى في مقاييس لبنان في تلك الفترة التي كانت تشهد تفجيرات دموية.
داغان: إسرائيل أضاعت فرصة ذهبية. لو تمت الموافقة على تنفيذ العملية (1 كانون الثاني/يناير 1982) لكنا نجحنا في تصفية قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ولوفر ذلك علينا خوض حرب لبنان الأولى التي اندلعت في حزيران/يونيو 1982
وأكد داغان في شهادة أدلى بها إلى صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل أضاعت فرصة ذهبية بعدم تنفيذ العملية. وقال: “لو تمت الموافقة على تنفيذ العملية (1 كانون الثاني/يناير 1982) لكنا نجحنا في تصفية قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ولوفر ذلك علينا خوض حرب لبنان الأولى التي اندلعت في حزيران/يونيو 1982، ومشاكل أُخرى لا حصر لها”.
وفي أحد الاجتماعات قبيل تنفيذ عملية “أولمبيا”، مرر رافائيل إيتان قصاصة ورق إلى سنيه، كتب فيها أنه “إذا نجحت العملية، ستسقط المسؤولية علينا فورا”. وأوضح سنيه أن المقصود هو أن رافي إيتان كان يأمل بأن “قادة منظمة التحرير الذي لن يموتوا في تفجير الاستاد، سيعرفون ما ينبغي فعله، أي مهاجمة إسرائيل، وبالتالي خرق وقف إطلاق النار وتوفير ذريعة لشارون كي يجتاح لبنان”.
وبرغم احتجاج المسؤول في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) على عملية “أولمبيا”، إلا أن الاستعدادات لتنفيذها بدأ. وفي ليلة 20 كانون الأول/ديسمبر 1981، قبل إحتفال القيادة الفلسطينية بعشرة أيام تقريبا، تسلل ثلاثة عملاء من الشيعة إلى استاد بيروت (الملعب البلدي) وزرعوا كميات كبيرة من العبوات الناسفة تحت المقاعد التي سيجلس عليها القادة الفلسطينيين، وفي موازاة ذلك تم تجهيز مركبات مفخخة بينها سيارتا مرسيدس تحمل الواحدة منهما 250 كيلوغرام متفجرات وشاحنة محملة بطن ونصف الطن من المتفجرات، وكانت جاهزة للانطلاق من إسرائيل إلى لبنان.
وعلم رئيس “أمان” يهوشع ساغي بخطة الاغتيال، وسارع إلى إبلاغ نائب وزير الأمن مردخاي تسيبوري، الذي اصبح وزير الاتصالات، وحذر من أنه قد يجلس دبلوماسيون أجانب في مقاعد الشخصيات الهامة في الملعب. وقال تسيبور إن “مسألة الدبلوماسيين بحد ذاتها هي أمر خطير، لكن الأخطر، وبكثير، هو أنهم ينفذون عمليات كهذه من دون مصادقة الحكومة”.
وأمر بيغن، مساء اليوم الذي سبق تنفيذ تفجير المعب البلدي في بيروت شارون بالحضور إلى منزله. وطلب شارون من رفائيل إيتان وداغان مرافقته. وطلب بيغن الاستماع إلى تفاصيل خطة الاغتيال الجماعي. وقال داغان أن “أشخاص من الشيعة أدخلوا المتفجرات، ولا يوجد احتمال أن ينجو عرفات. وأيدينا لن تتسخ. فالشيعة فعلوا ذلك، مسائل داخلية بينهم. ونحن لسنا في هذه المسألة”، لكن بيغن سأل عن احتمال تواجد دبلوماسيين أجانب في الاستاد. وبرغم نفي داغان احتمالا كهذا، لكن ساغي قال إنه يتوقع وجود دبلوماسيين “وإذا حدث لهم شيئا فإننا قد ندخل في أزمة خطيرة جدا مقابل العالم”. وقال بيغن “إنني أعتقد أنه يجب قتل ياسر عرفات لكن من دون قتل أبرياء” وأمر بإلغاء عملية “أولمبيا”.
وحسب الرواية الإسرائيلية كان المقصود بالدبلوماسيين حضور عدد من سفراء دول أوروبا الشرقية وبينهم سفير الإتحاد السوفياتي، فضلا عن مسؤولين في الحركة الوطنية اللبنانية وهؤلاء كانوا يشاركون في حضور العرض العسكري من على منصة في أحد مدرجي ملعب بيروت البلدي الشرقي والغربي. وكان هذا الإحتفال هو الأضخم الذي تقيمه حركة فتح سنويا ويتخلله إضاءة شعلة حركة فتح.
على طريق بيروت ـ دمشق
وبعد مضي شهر على قرار إلغاء عملية “أولمبيا”، صادق بيغن على تنفيذ عملية أخرى لاغتيال ياسر عرفات. وحسب رونين بيرغمان، اكتشفت إسرائيل، حينذاك، أن قيادة منظمة التحرير تعقد اجتماعا في إحدى الدول المجاورة للبنان (سوريا) مرة في الشهر، وتتوجه القيادة إلى مكان الاجتماع بقافلة سيارات (مصفحة). وكان عرفات ينضم أحيانا إلى هذه الاجتماعات. واتضح للاستخبارات الإسرائيلية أن قافلة السيارات تسير بسرعة فائقة لدى توجهها إلى مكان الاجتماع، وأنها تستخدم طرقا بعينها.
وفي إحدى ليالي شباط/فبراير العام 1982، وصل جنود إسرائيليون إلى مفترق طرق مركزي تمرّ فيه القافلة، ونصبوا كاميرات في هذا المفترق، وبعدها باتت تُنقل صورة حية إلى مقر للجيش الإسرائيلي في تل أبيب.
وفي ليلة تنفيذ عملية الاغتيال، في 5 آذار/مارس 1982، وصلت قوة إسرائيلية أكبر إلى مفترق الطرق نفسه، قبل ساعات قليلة من عبور قافلة سيارات القيادة الفلسطينية، وحمل أفرادها مواد متفجرة، وحفروا بعض الحفر في جوانب الطريق، وبدأوا يضعون المتفجرات فيها. وقضت الخطة الإسرائيلية بأنه لدى مغادرة القافلة بيروت، تحصل الاستخبارات الإسرائيلية على إشارة من جواسيسها، وعندما تقترب القافلة من إشارة وُضعت على شجرة في المفترق، يتم تفجير العبوات الناسفة عن بعد. وقد تم التخطيط لأن يُقتل جميع ركاب قافلة السيارات، لكن لم يكن معلوما إذا كان عرفات بينهم.
أمسك الجنود الإسرائيليون بمسدساتهم خلف ظهورهم، ولو اقترب الشرطي اللبناني أكثر قليلا منهم لقتلوه. لكن الشرطي تمتم بكلمات وابتعد ثم غادر المكان. وقرر قادة الجيش الإسرائيلي، الذين تواجدوا في إحدى القواعد العسكرية في إسرائيل، قرروا عدم المخاطرة، وألغوا عملية الاغتيال
وفي فجر ذلك اليوم، مر في المكان شرطي لبنان، وساورته شكوك بعدما شاهد سيارات خالية من الركاب، التي استخدمتها القوة الإسرائيلية، لكنه فوجئ برؤية أشخاص يجلسون القرفصاء. وبعدما سألهم عما يفعلونه، تذرعوا بأنهم قادمون من حفل زفاف، وأنهم تناولوا طعاما فاسدا، وأصيبوا بالإسهال، بينما كانوا يجلسون على صناديق المتفجرات.
وحسب بيرغمان، فإن الجنود الإسرائيليين أمسكوا بمسدساتهم خلف ظهورهم، ولو اقترب الشرطي اللبناني أكثر قليلا منهم لقتلوه. لكن الشرطي تمتم بكلمات وابتعد ثم غادر المكان. وقرر قادة الجيش الإسرائيلي، الذين تواجدوا في إحدى القواعد العسكرية في إسرائيل، قرروا عدم المخاطرة، وألغوا عملية الاغتيال بمصادقة وزير الأمن، أرييل شارون، وسحب الجنود من الأراضي اللبنانية.
وحسب بيرغمان، فإن الأشخاص الذين نسجوا خطة الاغتيال هذه، هم: رئيس الأركان رفائيل إيتان؛ قائد المنطقة الشمالية يانوش بن غال؛ ضابط العمليات الخاصة مئير داغان، الذي أصبح رئيسا للموساد بعد ذلك بعشرين عاما. لم يعلم بخطة الاغتيال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، يهوشع ساغي، ولم تتم المصادقة عليها في أي هيئة، ولا حتى في هيئة الأركان العامة للجيش.
وكان داغان قد أقام مقرا سريا لوحدته في بلدة مرجعيون (ضمن الشريط الحدودي اللبناني المحتل)، وترأس هذا المقر الضابط دافيد أغمون، وهو أحد القلائل الذين اطلعوا على خطة الاغتيال. وقال داغان حول هذه الخطة إن “الهدف كان التسبب بحالة فوضى في أوساط الفلسطينيين والسوريين في لبنان، وجعلهم يشعرون أنهم معرضون طوال الوقت للهجوم وإدخال شعور انعدام الأمن لديهم”.
وحسب شهادة بن غال، فإنه كان يقرر سوية مع إيتان شن عمليات عسكرية من دون الحصول على موافقة مستويات أعلى، وأن إيتان كان يشترط “ألا يخرج شيئا مكتوبا من كل هذا، ولا أريد أن يعلم أحد بذلك”. وأشار بن غال إلى أنه “لم نعمل وفقا للبيروقراطية العسكرية، لأننا نفذنا هذه العمليات ولم ننفذها”.
تبرير الإجتياح الإسرائيلي
وقال الضابط السابق في قيادة المنطقة الشمالية، والذي اصبح لاحقا عضو كنيست ووزيرا عن حزب العمل، أفراييم سنيه، إنه خلال عمليات بن غال وداغان في لبنان، تم تفجير بيوت “متعاونين مع الفلسطينيين، كي يعلم الجميع أن من يعمل مع منظمة التحرير الفلسطينيين، سيعاقب”. وقُتل في تلك الفترة عدد كبير من المدنيين، بينهم نساء وأطفال في هذه العمليات الإسرائيلية.
وقال رئيس “أمان” يهوشع ساغي إن بن غال “حاول منعي من الدخول إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية أو زيارة المنطقة”. وأضاف الضابط السابق ورئيس دائرة الأبحاث في “أمان” عاموس غلبواع أنه “كان يدور صراع متواصل مع قيادة المنطقة الشمالية. لقد تجاوزونا، وعملوا من وراء ظهرنا، ويانوش كذب طوال الوقت. والخطورة في كل هذا الأمر هو أنه نُفّذ بمصادقة رئيس أركان الجيش، الذي احتفظ بسرية هذه العمليات بعيدا عن هيئة الأركان العامة. وقد كانت هذه إحدى الفترات الأكثر فوضوية والأكثر بشاعة في تاريخ الدولة”.
ينقل بيرغمان عن مسؤول “رفيع جدا” في الموساد قوله إنه “بدعم من شارون ارتكبت أمور رهيبة. وأنا لست نباتيا وأيدت عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل، لكن الحديث هنا عن قتل جماعي من أجل القتل، وزرع فوضى وهلع في أوساط المدنيين”
واكتشف “أمان” خلال التحقيقات التي أجراها مع مقاتلين فلسطينيين، تم أسرهم في لبنان، معلومات حول طبيعة العمليات التي قادها داغان في جنوب لبنان. وبعد أن أدركوا في “أمان” أن إيتان وبن غال وداغان ينسقون في ما بينهم، قرروا إبلاغ المستوى السياسي وتوجهوا إلى نائب وزير الأمن حينها مردخاي تسيبوري. وقال ساغي لتسيبوري أنه “تدور في لبنان عمليات حرب عصابات جامحة ولم تتم المصادقة عليها”. وطالب تسيبوري، الذي أبلغ بيغن بطبيعة العمليات وسلوك الضباط، بإقالة بن غال.
وخلال اجتماع عقده بيغن في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، سأل بن غال عما إذا حصل على إذنٍ بتنفيذ العمليات من مستوى أعلى منه، أي إيتان، فأجاب بن غال “نعم سيدي رئيس الحكومة، حصلت على إذن”. وبدا بشكل واضح لضباط “أمان” أن بيغن فضّل التعامل مع الجرائم في لبنان على طريقة “لم أعلم، لم أسمع، لم أرَ”.
وقد عيّن بيغن أرييل شارون وزيرا للأمن، وكانت إحدى خطواته الأولى في المنصب، وفقا لرونين بيرغمان، الإيعاز للجيش الإسرائيلي بالتخطيط لعملية عسكرية كبيرة في لبنان. وواجه شارون صعوبة في شن عملية كهذه، لأنه قبل أشهر معدودة من تعيينه، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل ومنظمة التحرير بوساطة أميركية. وكان شارون وإيتان قد عارضا الاتفاق.
ومن أجل الالتفاف على وقف إطلاق النار، أوعز شارون لداغان بتصعيد عملياته السرية في لبنان. وقال سنيه عن ذلك إن “الهدف في المرحلة الثانية من هذه العمليات كان زرع الفوضى في المناطق الفلسطينية في صور وصيدا وبيروت، لكي تشكل سببا حقيقيا ومبررا لاجتياح إسرائيلي”. ونقل بيرغمان عن المسؤول السابق في الموساد، رافي إيتان، الذي استعان شارون به، قوله إنه “منذ منتصف العام 1980 وحتى نشوب حرب سلامة الجليل (اجتياح لبنان) في العام 1982، نفذنا عشرات كثيرة من العمليات ضد الفلسطينيين، وكانت بالأساس إدخال متفجرات، جهّزتها قواتنا، إلى مخيمات (اللاجئين) ومنشآت وسيارات الفلسطينيين في جنوب لبنان. وجميع هذه العمليات جرت بمصادقة رئيس أركان الجيش، وزير الأمن عايزر وايزمان، وبعده شارون. ونصحني عايزر ورفائيل إيتان بألا أبلغ بيغن بهذه العمليات، ووافقت. ومنذ نهاية العام 1980 وحتى منصف 1981 لم يعلم رئيس الحكومة وحكومته شيئا حول طبيعة العمليات التي نُفذت بأوامرنا”.
ومن أجل “تبييض” هذه العمليات واطلاع بيغن عليها، أقنعه رافي إيتان بوجوب إقامة قوة عسكرية إسرائيلية جديدة في لبنان، وقد صادق بيغن على ذلك. “لكن بيغن لم يكن يعلم أن هذه القوة تعمل منذ فترة”، حسب بيرغمان. وقال رافي إيتان إنه “في صيف 1981 فقط، أبلغت بيغن بالعمليات التي نّفذت، والتي لم تكن معروفة ولم تتم المصادقة عليها حتى ذلك الحين”.
في حينه، لم يقع عرفات في الفخ الذي نصبه شارون، بأن ترد منظمة التحرير على التفجيرات في لبنان بإطلاق قذائف باتجاه إسرائيل، وبدلا من ذلك حمّل عرفات إسرائيل بهذه التفجيرات. وينقل بيرغمان عن مسؤول “رفيع جدا” في الموساد قوله إنه “بدعم من شارون ارتكبت أمور رهيبة. وأنا لست نباتيا وأيدت عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل، لكن الحديث هنا عن قتل جماعي من أجل القتل، وزرع فوضى وهلع في أوساط المدنيين أيضا”.