“واشنطن بوست” لبايدن: لا مبالاة بن سلمان مثيرة للإشمئزاز!

إتهمت هيئة التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مجلة "ذا أتلانتيك" بأنها أهانت الصحافة بقرارها إجراء مقابلة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخراً، ودعت الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عدم التسرع في التقارب مع بن سلمان، طالما هو "يواصل السخرية والبلطجة". وفي ما يلي النص الكامل لإفتتاحية الصحيفة الأميركية.

في مقابلة أجرتها معه مجلة “ذا أتلانتك“؛ نُشرت مؤخراً؛ سُئل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عمَّا إذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أساء فهمه. فأجاب الزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية، الذي يجلس على قمة أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم: “ببساطة، الأمر لا يهمني بتاتاً”.

ووفقاً للمجلة، فقد ألمح MBS (المصطلح الذي يُعرف بن سلمان به)، وبلهجة الناصح، إلى أن “تنفير النظام الملكي السعودي سيكون أمراً سيئاً بالنسبة للسيد بايدن”. ثم أضاف؛ مع حركة رفع الكتفين تعبيراً عن اللامبالاة: “الأمر متروك له (بايدن) للتفكير في مصالح الولايات المتحدة. وعليه أن يبحث ويسعى جاهداً لكسب وتحقيق هذه المصالح”.

هذه اللامبالاة المتغطرسة مثيرة للإشمئزاز. لقد خلصت أجهزة المخابرات الأميركية إلى أن ولي العهد هو من أعطى الموافقة على تنفيذ عملية لإعتقال أو قتل خاشقجي، الذي تم القبض عليه ومن ثم خنقه وتقطيع أوصاله بمنشار داخل القنصلية السعودية في اسطنبول

وعندما سألته “ذا أتلانتك” عمَّا إذا كان هو من أمر بقتل جمال خاشقجي، الكاتب الصحفي السعودي في صحيفة “الواشنطن بوست” ، أجاب بن سلمان «من الواضح (أو البديهي) أنّني لم لم أفعل. لقد آلمني ذلك كثيراً.. لقد أذاني وأذى المملكة من ناحية المشاعر”.

هذه اللامبالاة المتغطرسة مثيرة للإشمئزاز. لقد خلصت أجهزة المخابرات الأميركية إلى أن ولي العهد هو من أعطى الموافقة على تنفيذ عملية لإعتقال أو قتل خاشقجي، الذي تم القبض عليه ومن ثم خنقه وتقطيع أوصاله بمنشار داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018. ومع ذلك، تعمد ولي العهد السعودي خلال المقابلة أن يُظهر برودة شديدة تجاه الموضوع المتعلق بضحيته، إذ قال: “لم أقرأ قط مقالاً لخاشقجي في حياتي.. إذا كانت هذه هي الطريقة التي فعلنا بها الأشياء، فحُكماً خاشقجي ليس حتى من بين أفضل 1000 شخص في القائمة. وإذا كنَّا سنجري عملية أخرى من هذا القبيل، مع شخص آخر، فالأفضل أن تتم بطريقة أكثر إحترافية، ويجب أن تكون واحدة من أفضل 1000 عملية”.

إن تلميع مجلة “ذا أتلانتيك” لمحمد بن سلمان إهانة للصحافة. لطالما كان خاشقجي يُركز في ما كان يكتبه على إثارة القضايا المتعلقة بالحاجة إلى المزيد من الانفتاح والتسامح والحرية في السعودية، وهي حُجج ما زالت مُحقة وصحيحة حتى اليوم. فحرية الرأي والتعبير عُرضة لإضطهاد مستمر في المملكة، التي أعدمت مؤخراً 81 رجلاً في يوم واحد بطريقة غريبة وبشعة، معظمهم حرموا من المحاكمات العادلة ولم يخضعوا للإجراءات القانونية الواجبة. كان السيد بايدن مُحقاً في ترك مسافة بينه وبين حاكم شاب يحاول أن ينتزع احتراماً من الرئيس الأميركي عن طريق إستخدام ما يملكه من مخزون النفط. فالسعودية تزوّد الولايات المتحدة بـ7 في المائة من احتياجاتها النفطية، وتستطيع أن تضخ المزيد من اجل تخفيف النقص الذي تعانيه.

يجب على السيد بايدن أن يلتزم بالمبادئ التي اهتم بها خاشقجي بشغف، مهما كان ذلك يزعج العاهل المتجهم في الرياض

لا يجب على السيد بايدن التسرع في التقارب. فولي العهد يواصل السخرية والبلطجة، ويرفض إدانة الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا، ويقترح توثيق العلاقات مع الصين. وفي مقابلته مع “ذا أتلانتك” قال: “أين هي الإمكانات في العالم اليوم؟ إنها في السعودية. وإذا كنت تريد تفويتها، أعتقد أن هناك أشخاصاً آخرين في الشرق سيكونون سعداء للغاية”. هكذا لمَّح للرئيس بايدن وهو يعلم يقيناً أن الصين لن تضع طائراتها الحربية على مدرج مطار الطائف لإنقاذ السعودية، كما فعلت الولايات المتحدة في عام 1991. وفي الآونة الأخيرة، نقلت الإدارة عدداً كبيراً من بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ لمساعدة السعودية في الدفاع ضد الصواريخ. وهجمات الطائرات بدون طيار من المتمردين الحوثيين الذين تقاتلهم في اليمن والمدعومين من إيران.

العلاقات الثنائية العريقة ستستمر في التأرجح بين الصعود والهبوط. لكن في جميع التعاملات مع الرياض، يجب على السيد بايدن أن يلتزم بالمبادئ التي اهتم بها خاشقجي بشغف، مهما كان ذلك يزعج العاهل المتجهم في الرياض.

* تمثل المقالات الافتتاحية وجهات نظر صحيفة “الواشنطن بوست” كمؤسسة، كما يتم تحديدها بعد نقاش مستفيض يشارك فيه جميع أعضاء هيئة التحرير، والعاملون في قسم الآراء وغرفة الأخبار.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  عندما يُصبح كل لبناني.. خبيراً علمياً!
Download WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  مصر و"متاهة أوكرانيا".. "نعم" ولكن!