مسرحيتنا العربية الدامية.. خلاعة ثقافية

تمر مجتمعاتنا بمرحلة خلاعة ثقافية لا سابق لها. هذه المرحلة ليست مقترنة بنهوض سياسي، ولا حتى أخلاقي، ولا اجتماعي؛ هي انحلال المجتمع الذي يتجلى في انحلال قيمه لا بمعنى زوال المعايير بل تضاربها، وتناقضها، وتشوّش الرؤية فيها، وانعدام البصيرة، واختفاء الدافع الذاتي، أو ما يسمى الضمير، واعتماد نظريات في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والدين تتناقض داخل كل منها، لا تناقض الحيوية الديالكتيكية بل الاختلاف مع التجاور لأشلاء من كل نظرية في أي مجال ذكرناه.

هي ليست حيوية التعددية في كل منا، وفي كل جماعة ومجتمع، بل ما يشبه موات الأعضاء في الجسم دون وظيفة لكل منها، فكأن الأعضاء متجاورة في قبر. فتبقى في النفس ترسبات دينية وثورية وأخلاقية، ورغبات مكبوتة، وتوقعات فاشلة، وانتصارات وهمية، وهزائم غير مرئية، ووقائع غير معترف بها، وكلها تخضع لتلاعب تكنولوجي وديني، بحيث غابت الايديولوجيا، ولم يعد لليوتوبيا مكان. عقل مستريح وأفلام أميركية مع عداء لأميركا والأميركيين لا للامبراطورية والرأسمالية. صارت الامبريالية لدى أصحاب الخلاعة الفكرية دون رأسمالية. لا يستند تحليل النظام العالمي لديهم الى ما نسميه التشكيلة الاجتماعية السياسية التي تحكم المركز وتتحكّم بالأطراف. هم في الحقيقة لا يعون الفرق بين المركز والأطراف، ولا يميّزون في الحديث عن التبعية بين التابع والمتبوع. التابع يعاني من مرض الجهل وفجاجة العداء للفكر والعقل، والمتبوع تنين الرأسمالية والدين، أخطبوط مركز الرأسمال المالي وأذرعه. وحركات، بالأحرى جماعات دينية وأصولية، في الأطراف. ثروات هائلة غير مسبوقة عند الأخطبوط، وأيدي عاملة مؤمنة تسلم روحها مع نتاج عملها. ليس فقط فائض العمل، إذ لم يبق لدى معظمها عمل يضمن نتاجه لها البقاء، ومن يعمل لا تبقي له الرأسمالية من نتاج عمله سوى أقل مما يحتاجه للبقاء؛ وهي تسلّم روحها لأرباب الدين ذوي الابتسامة الساخرة، وتسلم نتاج عملها بل حياتها وإمكانية بقائها لأرباب الرأسمال المالي ذوي الأنياب المكشّرة. عند الطرفين كوميديا سوداء، جمهورها إنسانية فاقدة حس الفكاهة. لم يعد الضحك تعبيراً عن بهجة أو سرور، بل رغبة بلهاء لتمدد أو تمديد عضلات الوجه دون أن تتجاوب معها بقية أعضاء الجسد. خلاعة ثقافية وتخلّع جسدي وانخلاع ذهني غاب منه التسامح. النفس المخلعة لا تسمح بالتعدد. لديها سبب واحد لكل ما يجري على صعيد السياسة والمجتمع محلياً وعالمياً. لم يعد العقل المستريح وحده آفة الآفات. كل شيء نسبي. هان أمر العقل المستريح أمام العقل المتخلّع. شيمة النيوليبرالية تخلّع العقل وتفكك الوعي وتذرر الذهن وتفتت الروح. وراء كل إنجاز، أو انتصار، أو تقدم، شعور عميق بالفشل والهزيمة والنكبة.

لا يعادون الامبريالية. يعادون أميركا، ولا يعادون الاستعمار، يفضلون معاداة الغرب. يعادون البنك الدولي لكنهم لا يقدمون برنامجاً للنظام اللبناني أو لأي نظام آخر. هم في الحقيقة لا يريدون الدولة. لا يتجرأون على القول أنهم ضد الدولة لأنهم مع الليبرالية الجديدة

نحن في منطقتنا عبرنا من جيل الرتابة الأخلاقية والنهوض الفكري في القرن التاسع عشر، الى جيل الرتابة الأخلاقية والرتابة الفكرية في القرن العشرين، وخاصة في مرحلة التحرر الوطني وانعدام الحرية الفردية؛ الى مرحلة الخلاعة الفكرية التي تتستّر وراءها مكبوتات أخلاقية، وخلاعة ثقافية مستوردة، في زمن الأصولية الدينية منذ اواسط القرن العشرين الى الآن. عدنا الى زمن المعجزات حيث لا رابط، أو روابط، بين الأسباب والنتائج. الأمور تحدث لأنه أريد لها أن تحدث. وأهل السنية السياسية، التي هي أساس كل الأصوليات، سواء كانت سنية أو شيعية، يعرفون معنى ذلك. كل شيء يحدث لا بسبب بل بمشيئة الخالق.

نحن في زمن الحقيقة الافتراضية؛ وهي ليست علاقة بين الرائي والمرئي بل هي فيض من الرائي على المرئي. فيض يقرر الرأس. ليست الحقائق الجزئية جزءاً من بناء كلي يسمى الحقيقة. هي معلومات مبعثرة لا تجتمع في شيء إلا في إطار نظري للمعلومات، ولا سياق لها. النظرية مفقودة وهي محتقرة. العلم الحديث يصعب بل يستحيل الوصول إليه ناهيك بفهمه. الحقيقة الوحيدة لدى الرائي، ولدى الرائين جميعاً، هي مجموع مفكك من حقائق جزئية، بالأحرى معلومات لا رابط بينها. تضعف القدرة النظرية لدى أصحاب التفكير وتحل الآلة الذكية مكانهم. المعلومات تزودهم بها الآلات الذكية (التي هي بالأصل سلب لذكائهم). والعقل النظري قائم لدى من يزوّدهم بالمعلومات؛ وهو صاحب أو مدير المنصة التي ترش وابل المعلومات على دماغ المتلقي. عملياً تفشل الإرادة، إذ ليس ما يغذي الدماغ سوى من معلومات يزرعها دماغ آخر في دماغ المتلقي. الدماغ الآخر المركزي هو صوت الامبريالية الجديدة. يسمى ذلك في بلدان المراكز الامبريالية “استمالة العقول والقلوب”. هي فعلاً سياسة إخضاع العقول والقلوب. ليست المعلومات أداة للمعرفة. هي وسائل لتأكيد السلطة بعد أن يقضي المتلقي معظم ساعات النهار أسير معلومات يزوده بها المركز الالكتروني، أو ما يسمى المنصة، غوغل أو غيره، أو سلسلة لا متناهية من المواقع المحلية. لا بد له من الخضوع والغرق تحت تأثيرها. يتدرج الأمر من الحقائق الافتراضية الى الحقائق البديلة، الى الواقع البديل. هذه هي النفس المريضة، الناتج مرضها عن الهزيمة أصلاً، والخاضعة للاستبداد الاجتماعي.

الحقيقة أساساً، كما كنا نتصورها، أو يجب أن تكون، هي علاقة موضوعية بين الرائي والمرئي. تصير في عهد النيوليبرالية والأصولية الدينية، وفي عهد الخلاعة الفكرية، فيضاً من الرائي عن المرئيات الى دماغ المرئي. يعتقد أصحابها أنهم يصنعون الكون، وهم في الحقيقة ضحايا له. لم تعد الامبريالية بحاجة الى جيوش احتلال كي تفرض إرادتها علينا. هي تفرض إرادتها بواسطة جيوشها الالكترونية.

الخلاعة الفكرية وليدة عصر من الرتابة السياسية والرتابة الأخلاقية. عصر أزاح العقل وتوازن الروح وثبات النفس، لنصير الى حالة من الثنائية القطبية. مرض المراوحة بين قطبي الهزيمة والنصر. الهزيمة في وضح النهار مع الحقيقة الموضوعية، والنصر في ظلام الليل مع الحقيقة الافتراضية.  جهالة تلف عالمنا العربي لتجعل منه وطناً لمشلولي الإرادة. ليس لدينا أمة. نحن فاقدو الدولة. لا إطار ناظماً لأفكارنا وحقائقنا. نهيم في جحيم وصفه أبو العلاء المعري وبعده دانتي. ذو العقل فيه حي بن يقظان. فرد في جزيرة. معزول في أفكار. نتوهم ابن الطفيل، كما ابن سينا (ولدينا غيرهم ممن كتب عن حي بن يقظان الذي عاش على جزيرة معزولة عن العالم، واكتسب العلم من تجربته الفردية على هذه الجزيرة). قلّده آخرون في الثقافة الغربية عندما صارت هذه أو تلك لا تطاق. هناك فرق بين أن يكون المقصود من حي بن يقظان أن فرداً واحداً (يُرمز إليه بوجوده في جزيرة معزولة) يتعلم ويكتسب المعرفة عن طريق التجربة الفردية، وأن يكون حي بن يقظان رمزاً لجماعة إنسانية تكتشف المعرفة بالتجربة ثم بالتحليل العقلي والتعاون الإنساني. الإنسان يكتسب المعرفة كجماعة لا كفرد مهما بلغت عبقريته، وكجماعة مفتوحة تتراكم معارف أفرادها على أساس التعاون.

الخلاعة الثقافية وليدة انهيار المنظومة الفكرية، في الوقت نفسه عجز عن بناء منظومة فكرية متناسبة الأجزاء. تبعيتها الفكرية تجعلها شغالة لدى قوادي الفكر، أصحاب الخطاب الذين ينفذون التعليمات، يقولون ما لا يضمرون، وما يضمرونه أسوأ مما يظهرونه. هم أيضاً شديدو النيوليبرالية، وإنكار الدولة. ولا اولوية لديهم إلا للدعوة الدينية الذين يحتاجون الى ناطقين مدنيين باسمهم. هو فصل بين الدين والدولة ولكن على أساس إخضاع الديني أو الطائفي للسياسي. حتى في البلدان غير ذات الحكم الديني، الحكم للطائفية، بما هو أقسى وأكثر قساوة وخراباً وتدميراً وثقلاً وتشريداً من الحكم الديني الدعوي. علماً بأن هذا أشد قساوة على المدى الطويل.

إقرأ على موقع 180  الكاظمي: لبنان يستطيع أن يكون سنغافورة الشرق

يرقص الجميع أمام طبول فارغة. آلات عزفها ذات لحن نشاز. لا قوام لمنطقهم. ضجيج في ضجيج. منطق “تكلّم ما شئت فسوف يصدّق الناس”. يكون البلد منهم مستعمر من عدة بلدان وقواعد بحرية وجوية، ويدعون الاستقلال والسيادة. تكثر عندهم القواعد العسكرية، فهي في نظامهم تدافع عن البلد لا عن النظام. نصف شعبهم مهجّر، فلا يعبأون إلا بمن يروق لهم. الحوار ممنوع، النقاش محرّم، السياسة ملغاة. نظام استبداد عسكري يتحالف مع نظام دعوي ديني.

نجحت الامبريالية في مزج النفط، السائل والغازي، بالدماء العربية. وكان ذلك مقدمة لإنتاج فكر عربي، سماه أحدهم فكر الخلاعة الثقافية العربية. اندمجت الثقافة العربية بالثقافة العالمية عن طريق النفط السائل، والغاز، والدم، وأجساد الشعوب

فكر مشلّع لا علاقات فيه بين الأسباب والنتائج. بالنهاية هناك أميركا سبب لكل شر. لولاها لكنا، أو بالأحرى، لكان النظام فعل كل شيء كما يرام. فكر منكر. ليس أنهم يخطئون. لا يستطيعون إلا ارتكاب الخطأ. لا يعادون الامبريالية. يعادون أميركا، ولا يعادون الاستعمار، يفضلون معاداة الغرب. يعادون البنك الدولي لكنهم لا يقدمون برنامجاً للنظام اللبناني أو لأي نظام آخر. هم في الحقيقة لا يريدون الدولة. لا يتجرأون على القول أنهم ضد الدولة لأنهم مع الليبرالية الجديدة.

يتشخلع أصحاب الفكر والدين على أنغام أهل السياسة. الموسيقى بذيئة. والكلام تفاهات تعبّر عن سفه المخاطبين. المسرحيات دامية. جميعهم يلعبون دوراً عربياً. الجمهور عربي يتفرّج ويسمع. يروقه المسرح ولو الى حين. كيف لا وهو مزود بكل أنواع المهدئات ومواد التخدير. وهي أهم سلاح في هذا العصر. اللاعبون على المسرح أميركيون، وروس، وأنظمة عربية، وأنظمة إسلامية، وامبراطورية عظمى وعظيمى. يتكلمون على المسرح بالعديد من اللغات، من العربية الى الإيرانية، والتركية، والانجليزية، والفرنسية، والألمانية، وأحياناً الأفغانية. ليس مهماً أن يفهم الجمهور تفاصيل المسرحية الدامية، إذ يتكلم أهل المسرح بلغات عديدة. الجمهور مزود بالتعاويذ الدينية اللازمة وبكمية هائلة من المخدرات. المسرحية دامية ومن الضروري تزويد الجمهور بكميات كبيرة من مواد التخدير كي يشاهد، وربما يشارك في هذا المسرح العبثي. نفقات المسرح وتذاكر الجمهور مدفوعة من مال السلاح والنفط.

في عصر النيوليبرالية، من الضروري أن تكون المسرحية هزلية دون ضحك، أو مع ضحك، ومع ابتسامة صفراء. وأن تكون المسرحية دامية، ذلك أن أفلام الرعب دارجة هذه الأيام. المهم أن يعتبر النقاد أن المسرحية ذات قيمة، بدليل عدد الحضور. لا بأس فوسائل الإعلام على استعداد للتعليق بناء على ما يصلها من إعلانات مدفوعة وغير مدفوعة، إذا كانت الدوافع ايديولوجية أو عقائدية، وهي نادراً ما تكون كذلك. سلخ الطائفيون والوطنيون وأهل البلاد جلودهم. أجّروها لأصحاب السلاح والنفط. وهم ماضون في المسرحية الى آخرها. وعليهم التلذذ بما يشاهدون.

في المسرحية القادمة، الملك والطبقة السياسية سوف يظهرون على المسرح عراة، وسوف يشيد الجمهور بأناقة الثياب. المسرح اللامعقول قديم قدم الزمان. أوصلته النيوليبرالية الى قمة من قمم عطائه. لا مشكلة سوى أن السيناريو يتطلّب الكثير من الدم والأشلاء. فكروا في استخدام أشلاء بديلة حيوانية، لكنهم عادوا وأجروها على الأشلاء البشرية. ذلك يعطي المسرح نوعاً من الواقعية. ليس من واقع حقيقي على المسرح العربي السياسي سوى الأشلاء البشرية وبكثرة. التأبين سيكون في مقابر جماعية. المكان ليس محدوداً، إذ هو يمتد على مساحة الوطن العربي. وحفارو القبور كثيرون. ربما استخدموا الحريق لإخفاء معالم الإبادة البشرية. توفر النفط يجعل حريق الجثث أقل كلفة، إذ الحطب قليل بسبب الجفاف واضطرار الناس الى استعمال الأحراج للتدفئة. على كل حال توفر النفط يسهّل المهمة بتكاليف تتحملها خزائن الايرادات عن منتجات الكيماويات النفطية. الأسهل أن تُدمج تكاليف إحراق الجثث، بل الشعوب، في تكاليف عملية استخراج النفط والغاز. يتحمل الأمر تكاليف إنتاج إضافية. إذ أن النفط العربي جيد النوعية، سهل الإنتاج، قليل التكلفة.

نجحت الامبريالية في مزج النفط، السائل والغازي، بالدماء العربية. وكان ذلك مقدمة لإنتاج فكر عربي، سماه أحدهم فكر الخلاعة الثقافية العربية. اندمجت الثقافة العربية بالثقافة العالمية عن طريق النفط السائل، والغاز، والدم، وأجساد الشعوب. المسرحية الجيوسياسية تبدو هزلية لكنها مبكية. ينتشر المسرح العبثي في زمن النيوليبرالية. المضحك المبكي سيد الموقف. لكنه يخفي ويكبت شعوراً عميقاً بالحزن الذي يظن أهل الرأسمال المالي أن الأزياء الأنيقة تضفي مسحة من البهجة على مسرح الإبادة الجماعية للشعوب العربية. كأننا نشاهد ذلك الفيلم الأميركي الذي يبدو فيه رعاة البقر والنظام الذي يدعمهم قطعان لا متناهية من حيوان البيزون البري، دون سبب إلا لإزالة القطعان الكبيرة لإفساح المجال أمام الشركات الزراعية الكبرى. مذابح الإبادة تطبّق على القطعان البشرية كما الحيوانية. بعد تجفيف الأنهار العربية من منابعها في البلدان المجاورة لا بد من استخدام المواد البترولية من أجل الإحراق. تحترق الشعوب العربية بنفطها. تباً لأيام كنا نرفع فيها شعار “بترول العرب للعرب”. هو الآن يستخدم لإحراق هذه الشعوب.

مجون الرغبات الطاغية على الواقع والحقائق الافتراضية التي تحل مكان الواقع أساس هذه الخلاعة الثقافية التي نعيشها

الخلاعة الفكرية أو الثقافية مستمدة من البذائة النفطية، إذ تستخدم الموارد في شراء ما غلا ثمنه من يخوت وتحف فنية، إضافة الى إحراق الشعوب العربية بنفطها، وتشويه عقولها بدين إسلامي جديد اخترعه الاخوان المسلمون، ويطبقه أولياء الثورة الإسلامية في إيران ببراعة شديدة.

على محللي الجيواستراتيجيا المدفوعي الأجر تحليل ما يجري، لكننا نعرف سلفاً أنهم لا يفقهون شيئاً مما يقولون. كلما كثرت تحليلاتهم علماً خف منسوب الفهم عند السامعين. ليس غريباً أن يتساوق معهم منتجو الغناء والرقص لأشياء نسمعها ولا نفهمها، ونراها ولا نستسيغها. وهي على جميع الأحوال لا تطرب. أما معزوفات الحكام وأولياء الأمور السياسية والدينية، فهي أقل عبقرية. يكثر إنتاج مشاريع باهظة في أراض شاسعة صحراوية لا تصلح تراباً أو مناخاً لها. القفز فوق التاريخ برفض التراكم وبناء مشاريع تتفق وطبيعة الأرض والمجتمع هو تعبير عن خيار مريض، عفواً كل الخيارات خلاعية. صار الشعار هو الخلاعة كنز لا يفنى. دفنت القناعة مع دفن العقل. مجون الرغبات الطاغية على الواقع والحقائق الافتراضية التي تحل مكان الواقع أساس هذه الخلاعة الثقافية التي نعيشها.

Print Friendly, PDF & Email
الفضل شلق

مثقف وكاتب لبناني

Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  الشعر آخر المناطق المحرّمة على العلم والفلسفة