الدين Archives - 180Post

slider-1.jpg

يُحدّد المرء هويته بالآخر (هو)، أي بالعلاقة به. مجموع العلاقات بين الآخرين هو المجتمع. الإطار الناظم للمجتمع هو الدولة. لا شرط على الدولة، فهي شرط لما عداها، كأن تكون قوية أو عادلة أو غير ذلك. لا تستقيم الهوية إلا بالدولة، وتحديداً الدولة الحديثة. فما قبل الحداثة لم يكن لهذا البحث صلة.

0080890898989878776654543.jpg

لماذا سقط نظام بشار الأسد بمثل هذه السهولة؟ ولماذا تخلى عنه الجميع؟ والأهم: لماذا تخلى عنه شعبه بمثل هذه السهولة؟ وربما يكون السؤال الأهم: لماذا يسقط الطغاة رغم ثقتهم المطلقة بأنهم مخلدون فى الأرض حتى الأبد؟

mafkoudin.jpg

غالباً ما تُشكّل الايديولوجيا عبئاً على أصحابها، بخاصة الذين منهم يُغلّبون التمنيات على الواقع، ولا يعتبرون الأفكار مستمدة منه، وعلى الأخص لدى الذين يسحبون الأفكار على الحقائق، ويعتبرون أنها ما ينبغي لها أن تكون إلا انعكاساً لما في ذاتهم؛ وهذه هي مآل اللبنانيين بمختلف أطيافهم بل طوائفهم، لأن الأطياف حدودها الطوائف لا غير.

3409504357043975047.jpg

نعم، العلاقة عضوية لا بدية منها بين الدين والشارع وليس مقصودنا بالشارع - إن صح التعبير- سوى العامة التي يخرج منها المثقف ليعود إليها بلا فصل واستعلاء، بل يخاطبها بلغتها لينتشلها إلى ما ينبغي أن يحفظ كرامتها وحقوقها، ولكن للأسف ترى الفجوة كبيرة وتتسع بين من يدعي ثقافة دينية أو ثقافة عامة وبين بيئته وناسه فضلاً عن الفضاء العام الجمعي.

GettyImages-1156338409.jpg

يتعالى الحُكّام على شعوبهم. افترضوا أنهم يحكمون مجتمعات يتآكلها الفقر والمرض، وأن الحداثة تقتصر عليهم وعلى حاشيتهم. أطلقوا برامج تحديث من فوق. تجاهلوا أن مجتمعاتهم أكثر حداثة منهم، وأن توقها للحرية يفوق كل اعتبار، وأن قمعهم لشعوبهم واضطهادهم لها ليس له ما يبرّره إلا التسلّط والتعالي. انفكت عرى التفاهم مع شعوبهم وصار الواحد منهم لا يختلط بالناس ولا يظهر في المناسبات إلا خطيباً من وراء الستار.

depresion-economica.jpg

إعادة تكليف رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة، قبل أيام قليلة، ليس إلا مؤشراً جديداً على حقيقة الأزمة الشاملة التي تعيشها مصر حالياً؛ وتأتي شموليتها من أنها أزمة في طرف الحُكم تقابلها أزمة في طرف المحكومين.

POLLUTION_1.jpg

ليست الحضارة في تطاول البنيان وتعاظم الإستهلاك، ولا هي في إتساع الشوارع وإستضافة المسابقات والمؤتمرات الدولية أو اللهاث وراء الماركات العالمية من مأكل وملبس. ليس ذلك إلا نوعا من سحر الأعين الذي برع به سحرة فرعون ففتنوا عقول الناس بسحر أعينهم حتى لا يكشفوا زيف ما يقدمونه لهم.

s.jpg

لا تنجح الثورة في تحقيق أهدافها المباشرة إلا نادراً. لكنها تُغيّر مجرى التاريخ. بعد ثورة العام 1968 لم يعد العالم كما كان قبلها. وبعد ثورة 2011 ليس كما قبله. بعد الأولى توسعت الحريات وخصوصاً في المركز الغربي، أما بعد الثانية فقد ازداد منسوب القمع والاستبداد. الأولى حصلت قبيل مجيء النيوليبرالية المشؤومة. الثانية جاءت بينما كانت النيوليبرالية ما تزال تتوسّع وتتعمّق.

think_about_it__trayko_popov.jpg

تخثر الوعي نتيجة تمكّن الاستبداد وانتشار الدين السياسي. صار لدى الناس حالة إنكار، وهي عدم تصديق ما يجري، وعدم اقتناع بأن أمة بهذا التاريخ العظيم يمكن أن تنحدر الى هذا الحضيض، وأن قادة ينزلون أفدح أنواع الظلم والاستبداد بشعوبهم، ويتبجحون بذلك، وأن المجتمع بعد ثورة 2011 قُمِع بما لم يسبق كي يحصل شلل للإرادة الشعبية، بحيث أن الواحد منا ما عاد يُصدّق ما يُقال، ويعتمد على ما هو أهون على المرء، أي الهروب من الواقع دون المشاركة فيه، بل أن ينكره ويمضي في عمله كأن شيئاً لم يكن.