“خبز على طاولة الخال ميلاد”؛ دردشة عن الرجولة والهشاشة

تمثل رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" التي حازت مؤخراً على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" باكورة أعمال الأديب محمد النعاس الروائية، ولكنها الثانية في مشروعه الأدبي بعد مجموعة قصصية تحمل عنوان "دم أزرق" نشرها قبل سنتين.

سنة 1979، وتحديدًا في شهر سبتمبر/أيلول والذي بات يعرف في ليبيا باسم الفاتح، تولى معمر القذافي زمام السلطة في ليبيا، معلنًا عن كنس الملكيّة من ليبيا وتأسيس نظام سياسي جديد، يكون فيه الجميع “شركاء لا أجراء”؛ سنوات قليلة إثر ذلك، أصبحت ليبيا أشبه بعجينة خبز يشكّلها معمر القذافي حسب أهواء، تارة إفريقية أو عربية أو مغاربية، وحسب توجّهات القائد تتقلّب طبيعة المجتمع الليبي، ولكن برغم أفكاره الثورية والاشتراكية نوعًا ما، فقد ساهم نظامه في خلق نوع من البنى الفوقية في المجتمع الليبي عززّت مكانة الرجل ودوره على حساب المرأة، ممّا عززّ السلطة الأبوية هناك، الأمر الذي أثّر في الثقافة الليبية المعاصرة، تأثير امتد لجميع شرايين المجتمع وصولًا لثقافته الجمعيّة وخاصة الأمثال الشعبية، والتي كانت دائمًا تتطرق لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، ويعتبر مثل “عائلة وخالها ميلاد” أحد أبرز الأمثلة التي خلقتها الرواسب المجتمعية في الفترة القذافية.

“الرجال لا يبكون”، “تعيش يوم ديك ولا عشرة دجاجة”، “الفرس على راكبها”، “البنات زريعة إبليس”، “اضرب القطوسة تتربى العروسة”، “الراجل ما يعيبه شي” وغيرها من الأمثال الليبية التي تتواتر في رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” التي تعيد صياغة وعجن المفاهيم الثابتة في المجتمع الليبي. ربما تختزل هذه المقولات وغيرها من الأمثال الشعبية الصورة النمطية المصاحبة للرجل في ليبيا، ولكن ميلاد الأسطى، بطل رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” يقوم بخلخلة تلك الصورة وزعزتها، حيث خلافًا للتقسيم الجندري الرائج للأدوار في ليبيا والذي يختزل المرأة في العمل المنزلي وتربية الأطفال وترك باقي المهام على عاتق الرجل، نجد ميلاد وهو يحدث قطيعة بخصوص ذلك التقسيم ويقلب الأدوار بينه وبين زوجته، ممّا سيجعله يفشل طوار مسار حياته في أن يكون رجلًا بعد محاولات عديدة.

برغم محاولات الضبط الاجتماعي التي تعرّض لها ميلاد منذ طفولته، إلّا أنها لم تجدِ نفعًا، “كان عليّ ذلك اليوم أن أستنتج القوانين التي اتفق مجتمعنا على وضعها”، يقول ميلاد بعد أن صفعه والده عندما علم بأنه يجلس مع أخواته ويصنع الكعك ويتحدث معهن عن الجارات ويشتري لهنّ القطن النسائي

ميلاد؛ طقوس العبور من الطفل إلى الخال

تتقفى الرواية أثر ميلاد الأسطى، منذ طفولته مرورًا بفترة المراهقة وحتى زواجه وما بعد ذلك، ولكن من خلال علاقته بالآخرين تحديدًا ترسم مسار شخصيته، الفتى الذي كان يقضي معظم الوقت مع أخواته الفتيات وهنّ ينزعن الشعر من سيقانهن ويجدل شعورهن ويجهّز لهنّ حلوى السُكّر لنزع الشعر، أو ميلاد المراهق في العسكريّة وفشله أمام المادونا في أن يجعل منه رجلًا، ولاحقًا بعد زواجه واهتمامه بشؤون المنزل.

وبرغم تغيّر الشخصيات المركزية في حياة ميلاد خلال كل مرحلة، إلّا أن الثابت فيها فشله في أن يصبح رجلًا في نظر الجميع، حيث يعيش كطفل وحيد وسط أخواته البنات، هائمًا بين ما هو مفروض عليه من سلطة ذكورية واجترار لقيم المجتمع وشخصيته الخاصة المحبة للطبخ والخبز وكل ما له علاقة بالمجتمع النسائي النموذجي. فمنذ البداية في قريته المنزوية وحتى المدينة، يعيش البطل ممزّقًا بين شخصيته الضعيفة والهشّة وبين مجتمع يرفض أي انزياح عن المسار التقليدي للرجل. وبرغم محاولات الضبط الاجتماعي التي تعرّض لها ميلاد منذ طفولته، إلّا أنها لم تجدِ نفعًا، “كان عليّ ذلك اليوم أن أستنتج القوانين التي اتفق مجتمعنا على وضعها (ص21)”، يقول ميلاد بعد أن صفعه والده عندما علم بأنه يجلس مع أخواته ويصنع الكعك ويتحدث معهن عن الجارات ويشتري لهنّ القطن النسائي.

هنا، تبدأ رحلة القمع والضبط الاجتماعي التي يتعرّض لها ميلاد منذ الطفولة بمنعه من البقاء في المنزل مع أخواته “استرجل واترك رفقة أخواتك، رافقهن كحارس أو أب فقط (ص22)”، وتستمر أكثر خلال مراهقته بعد إعلانه فشله الذريع في أن يكون رجلًا في العسكرية عندما أعلن الطبيب بأنه غير نافع للعمل العسكري، ولاحقًا خصوصًا مع ابن عمّه العبسي عندما أخبره أنه أصبح نكتة يتداولونها في البلاد والمدينة “سمعت أحدهم يقول، ذات مرة، أن هنادي ابنة أختك، وهي تخرج إلى الجامعة بالبنطال: “عيلة وخالها ميلاد (ص50)” حيث أصبح ميلاد أضحوكة عند الجميع بعد أن بات في نظرهم “ديوث”، ومن ثم امتد هذا المسار مع زوجته زينب عندما أصبح هو من يغسل ملابسها ويرتبها ويكويها وينظف البيت ويغسل الأواني. ولكن برغم صراعات ميلاد المتكررة مع شخصيات الرواية، إلّا أنّ الصدام الحقيقي هو صدام سرديّتين، بين ميلاد ونزوعه نحو التحرر والاختلاف وخلخلة الثوابت، وبين عائلته وأصدقائه ومجتمعه وترسيخهم لنفس القوالب الاجتماعية والأدوار الاجتماعية بين المرأة والرجل. هكذا إذن نجد أن الصراع الذي تخلقه الرواية ليس صراعًا بين شخوصها بقدر ما هو صراع وصدام بين إيديولوجيات، بين تكوين نفسي هشّ لميلاد الأسطى وقيم رجولة أنتجتها دولة الفاتح.

الرجولة في ليبيا، مشروع دولة

سنة 1967 عاشت المنطقة العربية شرخًا نفسيًّا وثقافيًّا على أثر النكبة وخسارة الجيوش العربية الحرب أمام اسرائيل. ساهمت النكبة في انتكاس مشاريع التحرر والتحديث التي شهدتها البلدان العربية وأدت إلى خلق قطيعة مع الغرب وخاصة مع قيم التنوير والحداثة الأوروبية، لتتعالى الأصوات بضرورة العودة إلى القيم العربية الإسلامية. سنتان بعد النكسة، شهدت ليبيا ثورة الفاتح التي أنهت سنوات من الملكية، وقام القذافي حينها بتصفية الإرث القديم وخلق منظومة جديدة بدلًا منها.

ومن خلال مشروعه في بناء مواطن ليبي جديد استنادًا إلى العمق الإفريقي لليبيا وبُعدها العروبي، استلهم القذافي قيم الرجولة والفتوّة والشجاعة وأدرج الخدمة العسكرية بشكل إلزامي معتبرًا إياها تتويجًا للمواطن الليبي أو ما يطلق عليها العقيد الراحل عبارة “التريس”، أي الرجال الأشداء، حيث ما فتئ القذافي طيلة سني حكمه في الإشادة بهم خلال خطاباته وتكررت مقولته في كل معركة يخوضونها نيابة عنه ويموتون فيها لأجله، “التريس ماتوا يوم السبت”، “التريس ماتوا في تشاد”، “التريس ماتوا في الثورة”، “التريس ماتوا في التبّة”. وهكذا انتقل المثل لكل معركة تموت فيها مجموعة من الرجال، سواء أكانت المعركة رابحة أم خاسرة، فالمهم أن الرجال الحقيقيين القادرين على افتعال التغيير هم من يموتون، ولكن خلافًا للسرديّة التي أسّسها نظام القذافي، فإنّ شخصية ميلاد تأتي كفشل ذريع أمام المعايير الذكورية في الجماهيرية الليبية، حيث بقي طيلة الرواية – وحياته – يحاول الالتحاق بركب الرجولة، وحتى لحظة انضمامه للعسكرية فشل في ذلك. وفي مواجهة الفشل الذي واجهه ميلاد وفشله حتى في الانتحار، وجد ميلاد في الخُبز منفذًا يلتجئ إليه.

الخبز، المرأة والرجولة

يمثل الخبز في رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” لا مجرّد عنصر يخدم بناءها، ولكنه مكوّن قائم بذاته، حيث يتشابه مسار الخبز مع مسار البطل، ومثل ما كان ميلاد شاهدًا على التغيرات العميقة التي تعيش على وطأتها ليبيا، فإنّ الخبز كان أشبه بوثيقة تؤرخ لأحداث سياسية واجتماعية مرت على ليبيا، بداية من “الكوشة” التي تعود ملكيتها الى السنيور لويجي، في الأربعينيات والخمسينيات أين كان زبائنها من الطليان والإنجليز والمالطية يشترون الـ”باغيت” و”التوست” و”البريوش”، ولاحقًا حين آلت ملكية “الكوشة” إلى والد ميلاد في السبعينيات بعد عودته إلى صقلية، أي في نفس الفترة التي قام فيها القذافي بطرد الطليان والأوروبيين من ليبيا وتأميم أملاكهم لتوزيعها على الشعب، رافعًا شعار “شركاء لا أجراء”، ما يجعل من ملكية أي مشروع أو أرض ملكية جماعية.

وترصد “الكوشة” التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تمرّ بها ليبيا، انطلاقًا من التأميم ومن ثم ترحيل عشرات الأوروبيين من ليبيا وبداية موجة قدوم العمالة الأجنبية إلى ليبيا، ولا سيما التونسية والمصرية، و”استمر أبي في تشغيل بعض الأجراء الليبيين وتشجيعهم على تعلّم أنواع الخبز المختلفة، إلّا أن قرار الأخ القائد الذي سعى فيه إلى أن يكون الناس شركاء لا أجراء، جعل أبي يُعجل بطرد كل العاملين لديه.. ظللنا على هذا النحو فترة، حتى جاء عمي بفكرة تشغيل العمال التونسيين والجزائريين، فهم بحكم القانون لا يملكون شيئًا في البلاد” (ص 12).

وبرغم التغيرات الاجتماعية التي مرّت على ليبيا و”الكوشة”، بقي الخبز علامة على التفاوت الاجتماعي بين طبقات المجتمع الليبي؛ “فالطليان والبعض القليل من أبناء المجتمع الراقي من الليبيين يشترون الأنواع الفاخرة، أما بقية الشعب فكانوا يأكلون المحوّرة وخبز التنّور من أسواق الخبز الشعبية، لاحقًا في الستينيات ومع ثورة النفط، صار الليبيون يحبون الخبز الإفرنجي، وأصبح عدد أكبر منهم يقدرون على شرائها يوميًا”.

إنّ الخبز هنا يؤرشف لتاريخ جمعي، تاريخ مليء بالتغيرات والتناقضات التي هزّت ليبيا، وتغير السلوكيات الاستهلاكية بعد ثورة النفط، وموجة من الهجرة الداخلية، من الريف نحو المدينة وقدوم عمالة أجنبية، تونسية ومصرية وجزائرية خصوصًا، ومن ثم بروز أطباق جديدة في الثقافة الغذائية وانتشار محلات البيتزا ومأكولات الشوارع، ولكن بقي الخبز حاضرًا طيلة الرواية يتحدث عن ليبيا والحياة الاجتماعية فيها، ومن ثم أصبح يتحدث عن ميلاد الأسطى الذي بدوره يتحدث عن الخبز:

“إذا دخلت المطبخ لأبدأ العجن، أصبغ مخاوفي، سعادتي، طموحاتي، مطامعي، رغباتي، حزني، كآبتي، شهوتي، دموعي، شكوكي، لهفتي، اطمئناني، سكينتي، روعي، قلقي وجفافي في رغيفي الذي يظهر بشكل تلك المشاعر. الرغيف السعيد مرحٌ، الرغيف الكئيب كجثّة قنفذ، الرغيف الخارج من سكينة يديَّ يخرجُ هادئًا، يمتصّ الخبزُ مشاعري ويجسّدها أمامي. كنتُ آكل رغيف الكآبة ناسيًا إضافة الملح إليه، ورغيف الشهوة بملح زائد، ورغيف الشكّ قاسيًا وجلفًا. تأثّر اختياري الرغيفَ الذي أعمل عليه بمزاجي العامّ، كما تأثّر عملي على الخبز بفصول السنة”.

هكذا يلوح الخبز كمرادف لميلاد، يعبّر عنه ويترجم مشاعره ويتتبعه طيلة مسار حياته، منذ الطفولة عندما بدأ في معرفة أسرار صناعة الخبز من والده مرورًا بمرحلة المراهقة عندما اشتغل في محل للبيتزا والمعجنات ومن ثم بعد زواجه وتفرغه لشؤون المنزل أو عندما بدأ في تعليم المدام أسرار صناعة الخبز. 

الرواية تقدّم سردية واحدة، هي شهادة ميلاد الأسطى باعتبارها شهادة خالصة وصادقة حاولت أن تخلق له مبررات لكل ما فعله، وبدل أن تنتصر الرواية للضحيّة، قدّمت شهادة الجلاد، وبدل أن تنتصر للحريّة انتصرت هي نفسها للرجل وجعلت من حكايته تغطي على حكاية البقية، لقد جعلت الرواية من أخوات ميلاد وزوجته والمدام مجرّد هوامش تتحرك في تخوم سرده للأحداث

ميلاد الأسطى، ليس الخال ميلاد

إن الفكرة النموذجية التي من أجلها كتبت الرواية هي المثل الشعبي الرائج “عائلة وخالها ميلاد” حيث سبق وصرّح الكاتب خلال أكثر من مقابلة صحفية “بأنّ الموروث اللسانى فى ليبيا لا يحتفي إلا بصورة الرجل المثالي، فتارة هو الذي مات فى المعارك التاريخية، وتارة هو الذي يربي زوجته على يده، وتارة هو الديك المسيطر على دجاجاته، وهو الفارس الذى يكبح جماح زوجته، وهكذا تتوالى حتى يمكنك رسم صورة واضحة لذلك الرجل. ولكن مثل عائلة وخالها ميلاد هو المثل الوحيد الذي يرسم صورة الرجل الضدّ أو اللارجل”.

إن المثل الذي يصيغ صورة الرجل “الديوث” والذي لا يسيطر على المرأة لا يتحدثّ بالضرورة عن ميلاد الأسطى، فميلاد الاسطى في الرواية لا يمنح زوجته حريتها ولا يتدخل في شؤون أخواته أو يمارس سيطرته على بناتهن لأنّه يؤمن بحرية المرأة أو انطلاقا من قيم تحررية وثقافة تنشد التغيير، بل يعود كل هذا إلى الهشاشة التي يعيشها وعندما سنحت له الفرصة صفع زوجته وضرب أخته، هذه الهشاشة لا تكون فقط في مواجهة الأنثى، بل حتى أمام عمّه والمادونا وأصدقائه، وبعد فشله في الهروب قام بقتل زوجته دون أدنى ندم.

لطالما أفلح ميلاد في الهروب، من “الكوشة” طيلة شبابه، ومن المدرسة والعسكرية والبراكة، وحتى من نفسه، أيضًا الهروب من عمه الذي سرق منه حياته وشغفه، والحي الذي استصغره، وزوجته التي خانته، حالمًا بالخلاص، وعندما حاول الإلتحاق بركب الرجولة، كانت المرأة الحلقة الأضعف أمامه ليحاول التسيّد أمامها.

شهادة ليبية.. وعربية

طيلة كتابة هذه المقالة، قرأت مراجعات لكتّاب ونقاد عرب اجمعوا جميعهم على أنّ ميلاد ينتصر للحرية في وجه أفكار المجتمع القاتلة، ولكن خلافًا لذلك، فإن ميلاد نفسه يدعّم سردية الذكورية والرجولة وأفكار المجتمع؛ نفس المجتمع الذي كان ميلاد ضحيته طيلة حياته انخرط معه ليتحوّل من ضحية إلى جلّاد، وبرغم هامش الجرأة في مقاربة قضية المرأة بالرجل في المجتمع الليبي، فإنّ الرواية تقدّم سردية واحدة، هي شهادة ميلاد الأسطى باعتبارها شهادة خالصة وصادقة حاولت أن تخلق له مبررات لكل ما فعله، وبدل أن تنتصر الرواية للضحيّة، قدّمت شهادة الجلاد، وبدل أن تنتصر للحريّة انتصرت هي نفسها للرجل وجعلت من حكايته تغطي على حكاية البقية، لقد جعلت الرواية من أخوات ميلاد وزوجته والمدام مجرّد هوامش تتحرك في تخوم سرده للأحداث. هذه الرواية هي بمثابة شهادة على الرجولة والجندر والعلاقة بين المرأة والرجل لا في ليبيا فقط ولكن في كامل المنطقة العربية.

(*) محمد النّعاس، قاص ليبي وُلِدَ في 31 مارس/آذار 1991 بـقرية بـئر حسيـن بتـاجوراء – طرابلس. بدأ في كتابة القصة القصيرة سنة 2010. مجالات الكتابة: القصة، القصة القصيرة، الرواية، المقالة، المقالة الساخرة.. صدرت له المجموعة القصصية “تاجوريا”. فاز بالترتيب الأول في القصة القصيرة في مسابقة خليفة الفاخري وعبدالله القويري. فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” 2022 عن رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد”.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  قطر "تقتحم" لبنان بالرئاسة والغاز.. و"ترتيبات الجنوب"!
أسامة سليم

كاتب ومترجم تونسي

Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
online free course
إقرأ على موقع 180  «تعبَ طينُك... يا مولاي».. سيرة الخال، سيرة الطين