
"ندعو الحراك الداعم لفلسطين الى لقاء خاص، نناقش فيه أوجه المناصرة السلمية والبنّاءة والخلّاقة في النمسا" (أندرياس بابيلر، رئيس حزب "إس بي أو" (SPOe) الداعم لإسرائيل في النمسا).
"ندعو الحراك الداعم لفلسطين الى لقاء خاص، نناقش فيه أوجه المناصرة السلمية والبنّاءة والخلّاقة في النمسا" (أندرياس بابيلر، رئيس حزب "إس بي أو" (SPOe) الداعم لإسرائيل في النمسا).
جاع أبناء شعبي. بعضهم جاع حدّ النسيان. يَصلون إلى المشافي المتهالكة يشكون من احساس بالتيه – وهنٌ يخشون أنه يمس ذاكرتهم. يذهبون بما تبقى فيهم من حولٍ وقوّة لينقذوا ذاكرتَهم! أما نحن ها هنا ففي تيهِنا ممعنين، نُلهي الذاكرة بما يخفف عنا وطأة ضلوعنا في هذه المذبحة.
تُغفل تحليلات معاصرة في الشأن الإسرائيلي أن الدولة الإسرائيلية، برغم إدراكها أنها كيان وظيفي مصطنع وأن عملها كأداة إستعمارية يخدم مصالح تتجاوز محيطها الجغرافي المباشر، إلا أنها تسعى في الوقت ذاته لتحقيق مشروعها "الوطني" أو "القومي" الخاص. هذا المشروع يدخل اليوم مرحلة تاريخية جديدة يمكن تسميتها بـ"الصهيونية الجديدة".
صراخُ طفل فلسطيني يُخنق تحت لهيب عصيدة العدس الساخنة التي انسكبت من أوانٍ معدنية بين يدي أطفال جائعين، ليس نداء ألم، بل صرخة احتجاج ضد محاولة محوه القسرية. في كل انقباضةٍ عضلية تتلوى من جسده، يُقاوم أن يُمحى؛ يُحاول أن يحمل وحده عبء غزة في وعائه؛ إنّه لحظة من لحظات كثر يستوعب فيها طفل آخر ما يعنيه أن تكون فلسطينياً.
ذهب المحللون بعيداً في تحليلاتهم حول الانقلاب المفاجئ في الموقف الأوروبي، من لغة مُطبّعة مع فعل العقاب الجماعي، إلى لغة تدين الـ"تمادي" الإسرائيليّ وتبدي قلقاً ازاء مصير الجمع البشري المجوّع في قطاع غزة. يتفاعل الخطاب العام مع هذا التحوّل، تارة بإدانة تأخّره وتارة أخرى بالتصفيق له ودعوة الانظمة العربية أو كما يحب الكثيرون وصفهم بـ"الحكام العرب"، إلى استثمار هذا التغيير من أجل تخفيف بعض من المأسي التي يعيشها الفلسطينيون في ظل المقتلة المستمرة بحق وجودهم ببعديه المادي والوجداني. وبين هذا وذاك يبقى لسان حال الكتابات الصحفية والأكاديمية على حد سواء هو البحث عن معضلة "الحل العادل للقضية الفلسطينية"، بعيداً عن أي تحليل ماديّ أو أيديولوجي لراهنية البنية الفلسطينية من جهة والإسرائيلية من جهةٍ أُخرى.
انقسمت المواقف العربية من الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية بين من يرى الاعتراف "نصراً لنهج المقاومة"، وبين من يراه "إنجازاً معنوياً لا يمكن أن يكتمل لأسباب تتعلق بالبنية التحتية للسيادة و/أو لغياب أيديولوجية تستطيع القيام بالدولة ضمن البنية العالمية الحاضرة ورغماً عنها".
إن أول ما يفقده المرء لحظة الفاجعة هو لغتُه. تتشظى اللغة بين هول الواقع الآني وانقلاباته من جهة والمنطق الجمعي الذي يقود وجهة الفعل السياسي للخروج عن أحكام المفروض علينا من شروط المعركة من جهة أخرى.
"هاذا الي بيعملوا المستوطنين مش رد فعل، هذا نهج من 1948. إحنا بدنا ندافع عن حالنا ضد الدولة" (ابنة حيفا صباح 13 أيار/ مايو 2021).
يُعرّف الفلسطيني اللاجئ نفسه بفلسطينيته. إنه تعريف سياسيّ صرف. اللاجئ كائن سياسي وفاعل سياسي، فإن حرمته من حقوقه السياسية.. سلبته تاريخه. هو فلسطيني وليس مطلوبا منه إلا أن يعرّف عن حاله لاجئاً.