من أنطون سعادة إلى اللبنانيين: نعم، أنتم شعبٌ واحدٌ! (٢)

لا يمكنُ تجاهلُ الفرضيّة - الظّاهرة والباطنة - التي يتبّنّاها كثيرون من اللّبنانيّين، مواطنين وقادة سياسيّين ودينيّين، والتي تقومُ على اعتبار أنّنا، في هذا البلد، لسنا شعباً واحداً أبداً، وإنّما نعيشُ مع بعضنا البعض اضطراريّاً.

حسب هذا الاعتقاد السّائد، المموّه بشعارات “العيش المشترك” و”الوحدة الوطنيّة” التي نُقصف بوابلٍ من دجَلِها في كلّ يوم، فإننا مجموعة شعوب وهويّات تعيش “بالقوّة” إلى جانب بعضها البعض. إنّ مناقشة هذا الاعتقاد هو برأيي لشديدُ الأهمّيّة، ويأتي في الزّمان المناسب، تحت ضغط ما يمكن تسميته بالأزمة اللّبنانيّة الكبرى. فهل نحن شعبٌ واحدٌ فعلاً؟

الجوابُ الأيديولوجيُّ الصّريحُ عند أنطون سعادة (ت. ١٩٤٩ م) – المدعّم ببعض الجوانب العلميّة القويّة كما رأينا في الجزء الأول من هذه المقالة – هو أنّنا بالتأكيد، فوق هذه الأرض (التي تشمل لبنان الحالي)، شعبٌ واحدٌ ولا رَيبَ في ذلك. والطّائفيّون – من سياسيّين ورجال دين ونُخب – إنّما يوهِمونَنَا بخلافِ ذلك بهدف الحفاظ على مصالحهم المؤسّساتيّة والحزبيّة والشّخصيّة. إنّ الأطروحة الطّائفيّة هي ضربٌ من الخداع والتّغرير، حسب هذه النّظرة. والحجّة الرئيسيّة لدى “الزّعيم”، ومؤسّس الحزب السّوري القومي الاجتماعي، هيَ كما رأينا في الجزء السّابق: مسألة أنّنا نعيشُ على أرضٍ واحدة وضمن بيئة طبيعيّة واحدة، مع ما يعنيه ذلك – كما رأينا أيضاً – على المستوى الاجتماعي والثّقافي والحضاري.

فالبعضُ عندنا يفكّرُ ويعملُ مع تجاهلٍ شبه كاملٍ لمعطى أنّنا في النّهاية نعيشُ.. على الأرض ذاتها! نتشارك مناخها، ونتشارك هواءها وماءها وثرواتها وتقلّباتها وميّزاتها، ونتأثّر جميعاً.. ببيئتها الطّبيعيّة. هل يُمكن لجماعةٍ من النّاس أن تعيشَ على الأرض ذاتها لعشرات ومئات السّنين، وأن تتجنّبَ التّطبّعَ ببيئتها بشكلٍ أو بآخر؟ هل يُمكن القبول بسهولة بفكرة أن يكون الفرد الشّيعيّ في منطقة جُبيل مثلاً، ذا هويّة قوميّة معيّنة، وأن يكون جارُهُ المارونيُّ الذي يعيش على نفس الأرض معه (وكذلك الأمر بالنّسبة إلى أجدادهما منذ مئات السّنين) ذا هويّة قوميّة أخرى؟ عندما نطرحُ القضيّةَ من هذه الزّاوية “البيئيّة الطّبيعيّة” (مع ما تعنيه طبعاً على المستويات الاجتماعيّة والثّقافيّة والحضاريّة الآنفة الذّكر – والتي تتضمّن بالضّرورة الاشتراك في التّاريخ بسبب الاشتراك في الأرض) نرى أنفسَنا نقترب سريعاً من تحسّس وإدراك الوهمِ والخديعةِ اللّتين تعيش شعوبُنا ضمنهما منذ مئات السّنين.

من هنا، مجدّداً، تأتي أهمّيّة استذكار هذه الأطروحة القويّة لأنطون سعادة حول الهويّة القوميّة للشّعوب، وفي هذا التوقيت بالذّات، مع قرائنها وحججها ومنهجيّتها الشّديدة القوّة حقيقةً.

ماذا عن الدّينِ واللّغة؟

من مكوّنات الهويّة التي يتطرّق إليها الباحثون عادةً: اللّغةُ والدّينُ والثّقافةُ والتّاريخُ المشترك.. وطبعاً، المكّون المذكور آنفاً وهو البيئة الطّبيعيّة والذي يشكّل أحد أهم ميّزات طرح أنطون سعادة. تأمّل معي: بين هذه المكوّنات أو العوامل، أيّ منها هي الأقرب إلى الطّبيعة بما هي هي أو للواقع بما هو هو (كما يحلو التّعبيرُ لبعض الفلاسفة المسلمين)؟

من السّهل ملاحظة أنّ الأرض والبيئة الطّبيعيّة هما الأقرب إلى الواقع “الموضوعي” والأبعد عن عالم التّركيبات الذّهنيّة والمفاهيم. قد تأتي اللّغة بعدهما مباشرة، والنّقاش محتدمٌ إلى الآن حول الأولويّة بين العوامل الأخرى وبين العلاقات السّببيّة في ما بينها جميعاً.

أيّ من هذه المكوّنات والعوامل أهمّ من الأخرى؟ “مَن” أهمّ مِن “مَن”؟ “مَن” يُسبّب “مَن”؟ الثّقافة تُسببّ الدّين أو العكس؟ هل اللّغة هي أساس التّركيبات الفكريّة أصلاً، وبالتّالي هي التي “تُسببّ” الثّقافة (كما ذهب الكثير من أهل المدارس الفيلولوجيّة وأخواتها، لا سيّما في أوائل القرن العشرين)؟ هل “التّاريخ” هو الذي يسببّ الدّين والثّقافة.. أو العكس (إلخ.)؟

في لبنان ربما نُغفلُ العامل الأهم في تكوين هويّتنا، وهو عامل وحدة الأرض والبيئة الطّبيعيّة التي شدّد عليها أنطون سعادة، وقد يكون معظم قادتنا الدّينيّين والسّياسيّين الحاليّين مستمرّين بارتكاب خطأ جسيم بحقّ هذا الشّعب وبحقّ هذا الوطن، من خلال الإصرار على اعتبارنا شعوباً وهويّات مختلفة تعيشُ على هذه الأرض صدفةً أو اضطراراً

بعيداً عن هذه النّقاشات التي لم تنتهِ، ولن تنتهيَ حتّى ينتهيَ عالمُ الضدّ (الذي ذكرناه في مقالاتنا السّابقة حول التّصوّف والعرفان)، وبعيداً عن لعبة السّببيّة الظّاهريّة التي لن نجد منها مخرجاً إذا ما وقعنا في فخّها وأوهامها.. يبقى هناك عاملٌ ثابتٌ و”موضوعيٌّ” وواضحٌ بين كل هذه العوامل: الأرض التي نعيشُ عليها والبيئة الطّبيعيّة التي نعيشُ ضمنها. فمن السّهل تقبّل فكرة أنّ اللّغة ما هي إلّا تركيب من تركيبات الذّهن الإنساني، وهي أقرب إلى عالم الأفكار والمفاهيم من عالم الحقيقة في ذاتها (حسب التّعبير الكانطي) أو من عالم الحقيقة بما هيَ هيَ (حسب تعبير أهل العرفان النّظري الإسلامي). لكن من الصّعب طبعاً تقبّل فكرة أنّ البيئة الطّبيعيّة “لسورية” (أو “للبنان” في موضوعنا الرّاهن) هي من صُنع الذّهن الإنساني في عالم الخيال والمفاهيم والأفكار. الأرضُ هي الأرض، والبيئة الطّبيعيّة هي البيئة الطّبيعيّة.. بنى الإنسانُ المفاهيمَ والنّظريّاتِ حولها أو لم يبنِ!

ولذلك، على سبيل المثال حصراً: يستطيع جارُنا الكبير من زحلة، الشّاعر والمفكّر سعيد عقل (ت. ٢٠١٤ م) أن يقترح لُغةً جديدة يتحدّث بها مع محيطه القريب، وأستطيع من جهتي ـ في تعلبايا المجاورة ومحيطها مثلاً – أن أصرّ على التحدّث مع محيطي القريب باللّغة العربيّة الفصحى حصراً، ولا أقبل فيها أيّ تبديل ولا تطوير من أيّ نوع.. ويستطيع أهلنا في القرى المتنيّة المجاورة أن يخترعوا ديناً جديداً مثلاً، أو أن يبنيَ بعض أهل بعلبك سرديّةً جديدة كلّيّاً حول تاريخ البقاع وأن يصرّوا على تبنّيها.. يمكن لكلّ هذه السّيناريوهات المجنونة أن تحصل، وحتّى أن يدّعيَ بعضنا أنّه أمريكي الثّقافة حصراً، ويبدأ بالتّصرّف على أساس هذا الاعتقاد المجنون.

ولكن، سرعانَ ما ستُعيد الطّبيعةُ كلَّ هؤلاء المتخيِّلين (“الفينيقيّين” منهم و”العرب الأقحاح” و”اليونانيّين” و”الرّوم البيزنطيّين” و”الفرنسيّين” والأمريكيين”.. على اختلافهم واختلاف تخيّلاتهم) إلى الواقع الذي لا نقاش فيه: واقع أنّهم يعيشون، شاؤوا أم أبَوا، ضمن بيئة طبيعيّة واحدة. وكذلك، كما شرحنا في الجزء السّابق، سرعانَ ما سيرضخُ كلّ هؤلاء، عاجلاً أم آجلاً، لما يترتّب على العيش ضمن بيئة طبيعيّة واحدة: من اشتراكٍ في البنية الاجتماعية العميقة، وفي التّركيبات الثّقافيّة والحضاريّة، عداك عن الاضطرار إلى المشاركة في تفاصيل الحياة اليوميّة وفي مجريات السّياسة والاقتصاد والتّاريخ.

هذا على مستوى الأهميّة أو الأولويّة ما بين تلك المكوّنات أو العوامل المذكورة. أمّا على مستوى التّفكير “السّببي”، فمن السّهل تخيّل أنّ اللّغة تسبّب الثّقافة، أو أنّ اللّغة أيضا تسبّب الدّين (أو العكس؟)، أو أنّ المنظومة الأخلاقيّة تسبّب الديّن أو العكس، أو أنّ الثّقافة تسبّب المنظومة الأخلاقيّة والدّين معاً أو العكس، أو أنّ ما يسمّيه البعض بـ”التّاريخ الموضوعي” هو الذي يسببّها كلّها.. وما إلى ذلك من الادّعاءات والادّعاءات المعاكِسة.. لكن أيّ عاقلٍ يتجرّأ على الادّعاء بأنّ أيّاً منها “تسبّبُ” البيئة الطّبيعيّة (على الأقل إلى يومنا هذا)؟ من السّهل ملاحظة أنّ عامل البيئة الطّبيعيّة هو الأقوى والأمتن، تأثيراً وسببيّةً، بين جميع تلك العوامل.

إقرأ على موقع 180  بوتين في عرض النصر... بالراية السوفياتية نقاوم التزييف

وبالتّالي، يتّضحُ لنا، بسهولة، أنّنا في لبنان نُغفلُ ربّما العامل الأهم في تكوين هويّتنا، وهو عامل وحدة الأرض والبيئة الطّبيعيّة التي شدّد عليها أنطون سعادة (وعلينا إنصافه في ذلك حقيقةً). وقد يكون معظم قادتنا الدّينيّين والسّياسيّين الحاليّين مستمرّين بارتكاب خطأ جسيم بحقّ هذا الشّعب وبحقّ هذا الوطن، من خلال الإصرار على اعتبارنا – الظّاهري والضّمني – شعوباً وهويّات مختلفة تعيشُ على هذه الأرض صدفةً أو اضطراراً. نتحدّثُ هنا عن خطأ في الحُكم على الواقع طبعاً، ولكنّنا نتحدّث أيضا عن خطأ يحمّلهم مسؤوليّة عدم نهوض هذا البلد، ومسؤوليّة أزماته المتكرّرة، ومسؤوليّة تفويت فرصة كبرى – في هذا التّوقيت بالذّات – في سبيل بناء نظامٍ سياسيّ واقتصاديّ جديد.

خطورة النّظرة الأُحاديّة: الهويّةُ إرادةٌ أيضاً!

في ما يخصُّ موضوعَ تعريفِ الهويّة وبُنيَتِها ومكوّناتِها ومسبّباتِها، قد يكون الإسهامُ الأهمُّ والأخطرُ للكاتب والمفكّر اللّبناني-الفرنسي، الأديب العضو في الأكاديميّة الفرنسيّة، أمين معلوف، ومن خلال كتابه المرجِعي الهويّات القاتلة[1]: في تنبيهِنا إلى وهمِ “الهويّة الأُحاديّة” من جهة، وإلى ما يمكن تسميته بالحتميّة السّببيّة في المسألة من جهة أخرى. ليس هناك، حسب معلوف، هويّة واحدة ونقيّة للفرد (ولا حتّى للمجتمع في النّهاية)، وليس هناك حتميّة بين العوامل المسبّبة (كالتي ذكرناها أعلاه) وبين هويّة هذا الأخير (وحتّى مجتمعه). الأخذ بأُحاديّة الهويّة (كما فعلت بعضُ الأنظمة الفاشيّة مثلاً) أمرٌ يستندُ إلى وهمٍ، ويدفعُ بالإنسان نحو التّطرّف عاجلاً أم آجلاً. وكذلك بالنّسبة إلى بناء وتبنّي السّببيّات من النّوع الحتمي في ما يعني الهويّة، من قبيل: “كلّنا عربٌ صرفٌ لأنّنا نتكلّم اللّغة العربيّة”؛ أو “نحن لبنانيّون فقط لأنّنا نعيش ضمن هذه الحدود الجغرافيّة”؛ أو “نحن جميعاً سوريّون بسبب عيشنا في سوريا الطّبيعيّة وكفى”؛ أو “نحن فينيقيّون – كنعانيّون – وربّما آراميّون أيضاً – لأنّنا نعتبرُ أنّ هذه الشّعوب هي الشّعوب الأصليّة لهذه الأرض وكفى” إلخ.

ومن “المُوضات” الخطيرة موضة الفحوص الجينيّة التي درجت في حقبة ليست ببعيدة في لبنان. وهي تطرحُ أسئلة – تتضمّن أصلاً مشاكل منهجيّة ومفاهميّة مؤثّرة على نتائج البحث – من قبيل: إذا ما اعتبرنا أنّ الجينات الفُلانيّة تتناسب مع “الكنعانيّين”، وهذه الأخرى مع “العرب”، فكم نسبة كنعانيّتنا VS نسبة عروبتنا؟ بالطّبع، لا ينبغي التوقّف بجدّيّة عند هذه الدّراسات ذات الخلفيّة الأيديولوجيّة الواضحة – لبنانيّاً بشكل خاص – بالنّسبة إليّ. وأنا بصراحة أوافق أمين معلوف نظرَتَه إلى مسألة الهويّة، وأتبنّى المذهب القائل بتعدّد الهويّات وتعدّد مكوّنات الهويّة عند الفرد، لكن، مع الاستعانة بالعوامل الأساسيّة على المستوى الجماعي وذلك بهدف مساعدة الشّعوب على بناء أممِها ودولِها.

إنّ تبنّي مسألة المكوّن الأساسي أو العامل الأساسي للهويّة، عندي، له طابعٌ غائيٌّ وجماعيّ-سياسيّ. أمّا على مستوى الفرد، فلا أتوقّف كثيراً عند مسألة الهويّات التي تنبثقُ من عالم الضدّ المذكور في المقالات السّابقة حول البعد الصّوفي-العرفاني للدّين. لذلك، آخذ ما سلف من طرح أنطون سعادة ضمن غاية واضحة: نفيُ الادعاء القائل بأنّنا لا يمكن أن نُعتَبَر شعباً واحداً يستطيع أن يبنيَ دولة مواطنة حقيقيّة؛ والادّعاء، في مقابل هذا الادّعاء الأوّل، أنّ ما يوحّد بيننا – على المستوى الجماعي – هو بالتأكيد أكثر وأكبر ممّا يفرّق بيننا.

والقضيّة عندي تقفُ عند هذا الحدّ، ممّا يمنعُني ربّما من قبول الانخراط في أيٍّ من الأحزاب القوميّة. مسألة الهويّة لها غاية جماعيّة-سياسيّة واضحة ومحدودة. أمّا الذّهاب أبعد من ذلك فيتضمّن مخاطر أخلاقيّة وروحيّة لا ينبغي تجاهلها. ومن قبيل ذلك، تفضيل قومٍ على قوم (ولو بحجّة تفاضل البيئات الطّبيعيّة أو تفاضل الأديان أو تفاضل المنظومات الفكريّة إلخ. – مهما كانت الحجج)، أو إطلاق الأحكام التّعميميّة حول هويّة كلّ فرد (وكأنّ هويّة الجماعة تمسح تعدّد وتعقيد هويّة الفرد)، أو فرض نُظُم أخلاقيّة وأيديولوجيّات جامدة غير متحرّكة بحجّة الانتماء القومي وما إلى ذلك من مخاطر قد ننزلق إليها بحال إعطاء مسألة الانتماء القومي أكثر من حجمها أو من خلال تعميمها أبعدَ ممّا يلزم.

في النّهاية، قد يكون الفكر القومي الفرنسي المعاصِر مصيباً حين يشدّد – بشكل عام – على عاملٍ اعتبرَه أساسيّا في تكوين الانتماء القومي أو الوطني (يفضّل أغلب المتحدّثين الفرنسيّين في القضيّة استخدام مصطلح “الوطني” طبعاً بمعنى Patriotique): وهو عامل الإرادة المشتركة. إنّ شعباً، ولكي يستطيع العيش ضمن وطنٍ واحدٍ ودولةٍ واحدةٍ، عليهِ أن “يُريد” ذلك. إرادة العيش سويّا هي، في النّهاية، ما يدفعُ بالجماعات إلى تكريس هويّتهم الوطنيّة، وهو بالتّأكيد ما ينقصنا بشكل أساسيّ في لبنان. لذلك، فمن واجب كلّ من يؤمن ببناء الوطن الواحد ودولة المواطنة: أن ينبريَ لادّعاءات أغلب الحاكمين في لبنان (من رجال دين وسياسيّين) ويدحضَ أقاويلهم الهادفة إلى إبعاد فكرة تغيير النّظام اللّبناني والسّير نحو دولة المواطنة.

لأنّ هدف هؤلاء، الذين لا يمتّون إلى مفهوم “رجال الدّولة” و”القادة” بصلة، هو منعُ قيام هكذا إرادة من خلال نشر الأوهام والمفاهيم الخاطئة. قد تكون أفضل بداية للثّورة الحقيقيّة في لبنان هي مسألة بناء هذه الإرادة ضمن كلّ طائفة وضمن كلّ حزب، حتّى يأتيَ اللهُ بأمرٍ من عنده: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” (أو يغيّروا ضمنَ طوائفهم!).

أختم بإجابة أنطون سعادة الصّارخة والمدوية في وجه كلّ المشكّكين في إمكانيّة اعتبار أنّنا شعبٌ واحد في هذا البلد: نعم، أنتم شعبٌ واحدٌ!

[1] Maalouf, Amin, 2001, Les identités meurtrières, Paris : Le Livre de Poche, 1ère edition.

(*) الجزء الأول: سؤالٌ إلى أنطون سعادة في زمن الأزمة اللّبنانيّة الكبرى (1) 

Print Friendly, PDF & Email
مالك أبو حمدان

خبير ومدير مالي، باحث في الدراسات الإسلامية، لبنان

Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  لودريان في بيروت.. مهمة أبعد من إسم رئيس الجمهورية!