رون بن يشاي: الرد الإيراني “سيكون مدروساً وليس.. مُدمّراً”!

Avatar18007/08/2024
"الرد (الإيراني) سيكون مدروساً، وليس شديد التدمير". هذا ما يستخلصه المراسل العسكري رون بن يشاي في مقالة كتبها لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمتها "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" من العبرية إلى العربية وهذا نصها كاملاً:

“أخاطر بالقول إن في الإمكان خفض منسوب الخوف والهلع اللذين يسيطران على أقسام كبيرة من الجمهور في إسرائيل. صحيح أن إيران ووكلاءها راكموا قدرات كبيرة لإطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز وحوامات ناسفة ومسيّرات انقضاضية علينا، وقد يهاجمون مستوطنات على الحدود، وفي الجولان والجليل، وربما أيضاً يحاولون استهداف مؤسسات وشخصيات إسرائيلية ويهودية في الخارج. لكن في المقابل، هناك مجموعة من القيود الثقيلة التي تكبح رغبتهم في الانتقام، وتحدّ من خططهم التدميرية.

ويمكن الافتراض، في ضوء الجهود التي تبذلها إيران حالياً على الساحة الدولية والتصريحات العالية النبرة الصادرة عن قادة الحرس الثوري وكبار السياسيين في إيران، أن طهران تخطط لبدء “معركة مفتوحة” ضد إسرائيل، قد تستمر يومين أو ثلاثة، سيشارك فيها وكلاؤها الذين سيحاولون تحدّي منظومة الدفاع والاعتراض الإسرائيلية، وكذلك المنظومة التابعة للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن الرد سيكون مدروساً، وليس شديد التدمير.

أساس هذا التقدير الاعتقاد أن إيران دولة ضعيفة، والنظام الجديد فيها يتخوف من زعزعة استقراره. إذا وجّهت إيران ضربة مدمرة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فلن تضطر إسرائيل إلى بذل كثير من الجهد، ولن تكون بحاجة إلى الولايات المتحدة من أجل ضرب 30%، على الأقل، من صناعة النفط الإيرانية. ولن يكون صعباً على إسرائيل تدمير جسور في إيران، حينها، لن يحدث جفاف فحسب، بل سيضطر السكان إلى الحصول على حصص فردية من المياه. المرافىء في إيران هي في الواقع المنفذ الاقتصادي للدولة إلى الخارج، وهي كبيرة، وعرضة للهجوم أكثر من مرفأَيْ حيفا وأشدود. المنشآت النووية الإيرانية ليست كلها تحت الأرض، وكذلك منشآت الصناعة العسكرية ومصانع إنتاج المسيّرات، فهي ليست تحت الأرض. وبهذه الطريقة، لن يكون صعباً على الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى الجيش، وخصوصاً سلاح الجو، التسبب بالأذى للنظام بصورة تهدّد استقراره، وهذا هو العامل الكابح الأساسي.

العامل الكابح الثاني من حيث الأهمية، هو منظومتنا للدفاع الجوي المتعدد الطبقات، وكذلك المنظومات التابعة للولايات المتحدة وحلفائها. هذه المنظومات تشمل أجهزة كشف واعتراض أثبتت قدرتها المذهلة على صدّ 99% من الهجوم الإيراني السابق في 14 نيسان/أبريل من هذا العام.

لقد كان هدف الهجوم الإيراني التلميح إلى إسرائيل بأن إيران لن تتردد في الدخول في حرب مباشرة. وهذا التلميح التقطته إسرائيل، لكن الأذى الذي لحِق بنا كان صفراً. هذه المرة، لن يخبرنا الإيرانيون مسبقاً بما يخططون للقيام به ومتى. هم ما زالوا يخفون أوراقهم، لكن يمكن التقدير أنهم يحاولون تضليل المنظومة الاعتراضية بمساعدة مبدأين: المبدأ الأول، إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ والمسيّرات؛ والثاني، إطلاق الصواريخ من كل الاتجاهات، ومن كل الأنواع، القصيرة والبعيدة المدى، بصورة تضطر منظومة الاعتراض إلى العمل بسرعة لتحديد أيّ هدف يجب مواجهته، وبأيّ وسيلة اعتراض، وهو ما قد يؤدي إلى أخطاء وهفوات تسمح باختراق عدد من الصواريخ والمسيّرات. وعلى الرغم من ذلك، فإن المقصود منظومة اعتراض ودفاع لا مثيل لها في العالم، والإيرانيون يخافون من الفشل هذه المرة أيضاً.

يجب أن نتذكر أن الهجوم الذي يجري التخطيط له ضد إسرائيل هو ليس فقط نتيجة رغبة إيرانية في الانتقام، بل هو ضرورة من أجل بقاء النظام، ولكي يثبت لمواطنيه أن اغتيال هنية، والمنسوب إلى إسرائيل، ليس دليلاً على ضعفه. إن فشل الهجوم المخطط له يمكن أن يُفاقم التأثير الناجم عن اغتيال هنية في قلب طهران ووسط المواطنين الإيرانيين.

إيران تستخلص الدروس

من المحتمل جداً أن يُخطّط الإيرانيون ووكلاؤهم لضربتهم بعد استخلاصهم دروس فشل الضربة في نيسان/أبريل. لقد نجح في تلك الضربة عدد قليل من الصواريخ الباليستية في اختراق منظومة الدفاع في إسرائيل والائتلاف الدولي الذي وقف إلى جانبها. ولم تصل أيّ مسيّرة، أو صاروخ كروز، إلى الهدف في الأراضي الإسرائيلية.

لقد أصيبت قاعدة “نفاطيم” بأربعة رؤوس حربية من صواريخ من طراز “عماد”. الرأس الحربي لهذا الصاروخ منفصل عن جسده، وبمساعدة الأجنحة ونظام الملاحة الجوية المقاوم للتشويش/ والمناورة والطريق المتعرج، كل ذلك سيجعل عملية اعتراضه صعبة للغاية.

تملك إيران نحو 2000 صاروخ باليستي طويل المدى تتحدى بها إسرائيل، لكن منصات الإطلاق أقل من ذلك كثيراً، وهو ما يحدّ من عدد الصواريخ البعيدة المدى الذي تستطيع إيران إطلاقه في آن معاً. وللتغلب على ذلك، سيحاولون إشراك الميليشيات الشيعية في العراق، لكي تطلق صواريخ من الحدود العراقية  – السورية من على بُعد 500 إلى 600 كلم مع الصواريخ البعيدة المدى من إيران من أجل إرباك منظومة الاعتراض.

متى سيحدث هذا كله؟ هذا لا يزال غير واضح، لكن التحضير لمثل هذه العملية هو أمر معقد، ويتطلب وقتاً وجهوداً تقنية وتكنولوجية، وهو ما يفرض جهوداً كبيرة للتنسيق بين إيران ووكلائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

إقرأ على موقع 180  "هآرتس": "المحور" من "وحدة الساحات" إلى "جبهة المساندة"!

هجوم حزب الله

وماذا بشأن حزب الله في لبنان؟ لا نعرف ما إذا كان حزب الله سيشارك في إطلاق مسيّراته الانقضاضية الخفيفة، التي يتباهى بها، على إسرائيل في الهجوم الشامل. ويبدو من خطاب (السيد حسن) نصرالله، ومن تصريحات شخصيات في إيران، وفي لبنان، أن الإيرانيين لا يريدون أن يستخدم حزب الله كامل قوة ترسانته الآن. يريد الإيرانيون من حزب الله، الذي يشكل ذراعهم الاستراتيجية الطويلة، أن يحتفظ بقدراته إلى اليوم الذي ستتعرض فيه إيران ومنشآتها النووية لهجوم قوي.

هناك سبب إضافي قد يجعل حزب الله لا يستخدم كل قوته الآن، هو الوضع الاقتصادي الخطر في لبنان وخوف اللبنانيين من أن يكون مصيرهم ومصير دولتهم مثل مصير غزة. لذلك، من المحتمل أن يتحرك حزب الله بصورة منفردة للانتقام لاغتيال فؤاد شُكر في بيروت، الذي كان من الشخصيات الرفيعة المستوى في الحزب.

عدد كبير من دول العالم دعت مواطنيها إلى مغادرة لبنان بسرعة، ولم تدعوهم إلى مغادرة إسرائيل. لقد فعلت ذلك، ليس خوفاً من إصابة هؤلاء المواطنين على يد اللبنانيين، بل من ضربة إسرائيلية مضادة، وهذا يدل على كثير.

يمكن الافتراض أن الإيرانيين ينوون تضليل منظومات الاعتراض. ومع ذلك، هم يتخوفون من فشل كبير، هذه المرة أيضاً”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Best WordPress Themes Free Download
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  جدعون ليفي: خضر عدنان محارب حرية مات بكرامة.. واحترام!