فرضيّة “المؤامرة العبّاسيّة” في الإسلام.. “فانتازم” أو حقيقة؟ (3)

من الواضح أنّ على المُسلم بشكل عامّ، وعلى المثقّف المسلم بشكل خاصّ أن يكونا مُستعدَّين ومُهيّأَين للاطّلاع ثمّ للإجابة على من يُقدّمون أنفسهم على أنّهم ناقدون للسّرديّة التّاريخيّة الاسلاميّة التّقليديّة بشكل عامّ.. وللسّرديّة التّاريخيّة المحمّديّة التّقليديّة - ان صحّ التّعبير - بشكل خاصّ.

التّصوّرات والسّيناريوهات “البديلة”، عن سيرة النّبيّ العربيّ تحديداً، تنتشر بشكل متسارع. بعضها ينتشر باللّغة العربيّة، حتّى على منصّات التّواصل الاجتماعيّ. كما سنرى، في ما يلي، فانّ التّشكيك في تاريخيّة شخصيّة “محمّد” في ذاتها بات يضعف أكثر فأكثر، وذلك بسبب عدد من الاكتشافات الحديثة (جدّاً) نسبيّاً. ولكنّ فانتازم (Fantasme) أو خيال “المؤامرة العبّاسيّة” لا يزال قويّاً نسبيّاً، ويُمكن ملاحظة ذلك بوضوح عند عدد من الباحثين وعند عدد من المهتمّين بشكل عامّ.

في ما يلي، وعلى سبيل التّصوير والمثال لا الحصر، لنعرض سويّاً، إذن، أهمّ الخطوط العريضة لنموذجٍ-مثاليٍّ (Ideal-type) مُعيّن، يبدو أنّه لم ينفكّ يتحرّك ويتطوّر في أذهان وفي مختبرات وفي كتب وفي مقالات وفي ندوات البعض:

(لنتذكّرْ سويّاً كيف وصلنا إلى هذا الحدّ من النّقاش والعرض، انطلاقاً من الجزئين السّابقين، بالإضافة إلى المدارس والمراجع المذكورة سابقاً بطبيعة الحال. في المحصّلة، هذا النّموذج-المثاليّ – وغيره من التّصوّرات – مستندٌ إلى عددٍ من المعطيات والأدلّة النّصّيّة والأركيولوجيّة – وما يشبه هذه الأخيرة – كما سبق وأشرنا.

أرجو من القارئ العزيز، إذن، التذكّر، على الدّوام:

(١) أننّا في معرض نقاش من النّوع العلميّ لا الأيديولوجيّ ولا السّياسيّ؛

(٢) أنّ هدف هذه السّلسلة – في نهاية الأمر – هو نقد النّقد إن جاز التّعبير، لا التّرويج لهذا النّوع من النّقد للتّراث الاسلاميّ ولا لغيره حتّى؛

(٣) أنّ طريقة أو منهج النّموذج-المثاليّ قد تمّ تفصيلها في كتابات سابقة، والنّموذج-المثاليّ هدفه – بشكل أساسيّ، ضمن أبحاث كهذه خصوصاً – هو دراسة التّصوّرات/الفرضيّات ثمّ مقابلتها بالتّجربة وبالأدلّة وبالوقائع.. لا تبنّيها أيديولوجيّاً.

وسأحرص، في ما تبقّى من هذه السّلسلة، على عدم ذكر أسماء أو مراجع مُعيّنة، قدر الأماكن: تجنّباً لأيّ مساهمة – ولو غير مباشرة – في أيّ ترويج فكريّ كان، مع أنّي أؤيّد الرّأي القائل بعدم رفض ولا إخفاء أيّ رأي من الآراء.. مهما اختلف مع بعض تصوّراتنا ومعتقداتنا ومسلّماتنا.. والله المستعان على كلّ أمر).

إذن، حسب التّصوّر النّموذجيّ العامّ المذكور:

  • الأرجح، حسب كلّ ما سبق عموماً، أنّ الفاتِحين العَرَب الجُدد لبلاد الشّام (النّصف الأوّل من القرن السّابع الميلاديّ) كانوا يتحرّكون بقيادة “نبيّ عربيّ” مُعيّن، أو بقيادة خلفائه: والأرجح أنّه، أي هذا القائد-النّبيّ، قد خرج بجيوشه من الحجاز أو من شمال شبه الجزيرة العربيّة على كلّ حال، برغم أنّ الرّأي المشكّك “بعروبة” القائد-النّبيّ لا يزال متواجداً في الأدبيّات المعنيّة، وسنعود إلى هذه النّقطة في ما يلي. ثمّ إنّ بعض الآراء، ضمن الإطار عينه، ما زالت مُشكّكة باسم “مُحمّد”: على أنّه الاسم التّاريخيّ الصّحيح لهذه الشّخصيّة، وهذا بحث آخر وان كنّا قد بدأنا بالإشارة إليه في ما سبق؛
  • الأرجح أيضاً أنّه كان، بين يديّ هذا القائد-النّبيّ وأصحابه: “صُحُفٌ” مُعيّنة، ستمثّل الأساس للمصحف القرآنيّ العثمانيّ لاحقاً (راجع ما يلي)؛
  • دخلت الجيوش العربيّة (أو الاسماعيليّة-الهاجريّة كما يسمّيها البعض) فاتحةً لدمشق ولبلاد الشّام إذن، ثمّ توسّعت الأراضي التي تحت سيطرتها تدريجيّاً وبشكل سريع جدّاً نسبيّاً.. ولكن، ربّما بسبب انقلابات داخليّة (لاحظ حساسيّة هذه النّقطة بالنّسبة إلى ذاكرتنا الاسلاميّة): سرعان ما انتقلت السّلطة السّياسيّة المهيمنة لدى هؤلاء الفاتحين، من هذا النّبيّ وأقرب أصحابه.. إلى سلالة ملكيّة أو شبه ملكيّة، مركزها الشّام. واللّافت للانتباه، أنّ مثل هذا التّصوّر يُشدّد على الطّابع النّصرانيّ-المسيحيّ لهذه السّلالة! إذ يُشار أو يُذكّر عادةً، وعند هذا الحدّ: بأنّ أحد أهمّ مؤسّسي هذه السّلالة هو “مُعاوية الأمويّ” طبعاً. ويورد عددٌ كبير نسبيّاً من هؤلاء الباحثين: شكوكاً تاريخيّةً – جدّيّة بحسب رأيه – في كون مُعاوية.. لم يكن على – أو لم يمت على – دينٍ آخر، أصلاً، غير الدّين النّصرانيّ أو المسيحيّ (دون لزوم هنا لتحليل الفرق بين التّسميَتَين). فرضيّة “نصرانيّة” معاوية – وعدد من الملوك أو الأمراء الأمويّين – معروفة بين المتخصّصين واقعاً، ولا يزال عدد منهم يُدافع عنها بجدّيّة، مستنداً إلى شواهد من الحوليّات المارونيّة المعروفة أو من كتب سريانيّة أخرى أو من النّقوش والنّقود المعدنيّة أو من بعض المخطوطات وما إلى ذلك[1]. وأحيل القارئ العزيز مجدّداً: إلى المراجع السّابقة الذّكر، وإلى ملاحظاتي في بداية هذا الجزء؛
  • بحسب أدلّة معاصرة واضحة (نسبيّاً)، تمكّن “مُعاوية” هذا، الغريب على فهمنا الاسلاميّ التقليديّ لسيرة من يُسمّى عادةً بمعاوية بن أبي سفيان الأمويّ القريشيّ التّهاميّ: تمكّن معاوية هذا إذن.. من بسط سلطته على الشّام، ثمّ على العراق، بعد انتصاره على “أبي تراب” وهو، على ما يظهر، أحد حكّام مملكة الحيرة جنوب العراق (هنا أيضاً: بحسب هؤلاء، يُصبح أبو تراب هذا أو “إيليّا” – النّصرانيّ أو النّسطوريّ.. عليّ بن أبي طالب الهاشمّي القريشيّ لاحقاً!)؛
  • هل “أبو تراب”، إذن، المذكور في بعض الأدلّة التّاريخيّة المُعتبرة بالمعنى الحديث.. هو “عليّ بن أبي طالب” المذكور في كتب السّيرة والتّراث الاسلاميّ التّقليديّ؟ نحن هنا أمام نقطة نقاش مهمّة، تجعل بعض هؤلاء الباحثين يميل إلى رأي يقول، باختصار: بأنّ صراع معاوية-عليّ المعروف في التّراث.. ما هو إلّا ترميز “عبّاسيّ” لاحق للصّراع ما بين غساسنة وأمويّي الشّام الموالين للقسطنطينيّة عموماً، من جهة؛ وبين مناذرة ولخميّي الحيرة الموالين لملوك الفرس عموماً، من جهة ثانية.

وبالتّالي يسأل بعضهم (استناداً، أيضاً، إلى بعض “المعطيات” الواردة هنا وهناك حول هذه النّقاط تحديداً): ماذا لو أنّ “أبا تراب” – أو “إيليّا/عليّ” عند بعضهم – ما هو إلّا أميرٌ قريبٌ من الحُكم الفارسيّ.. تمّ خلطه لاحقاً – أو ربّما دمجه أو ما إلى ذلك – بشخصيّة عربيّة حقيقيّة أو مُتخيّلة.. هي شخصيّة عليّ بن أبي طالب الهاشميّ؟

أُحيل القارئ العزيز إلى ما يلي من نقاط، بهدف الوصول إلى فهم أكثر تعمّقاً لمنطلقات ولسياق.. وللآثار العميقة المحتملة لتصوّرات مُفترضة كهذه (تخيّل هنا مجرّد هذا السّؤال أمامك، في ضوء ما سيلي من عرض: ماذا لو كانت “مظلوميّة آل محمّد” من قبل الأمويّين.. هي ترميز معيّن لاحق “لمظلوميّة آل ملوك الفرس – أو الأمراء من حلفائهم العرب” – من قِبل العرب؟ أرجو أن نكون نقترب سويّاً من فهم النّقاط الجوهريّة للنّموذج-المثاليّ قيد العرض..)؛

  • نبقى في إطار العرض الموجز نفسه إذن: لا نعرف الكثير بالمناسبة، أو نكاد لا نعرف شيئاً عن حياة هذا “القائد-النّبيّ” المذكور آنفاً، بحسب هذه الآراء النّموذجيّة وبشكل عامّ. وبالأخصّ، نكاد لا نعرف شيئاً يُذكر عن شبابه وعن طفولته الأولى وعن نسبه الحقيقيّ. لنتذكّر على الدّوام، قارئي العزيز، أنّنا خارج نطاق السّيرة التّقليديّة كلّيّاً أو شبه كلّيّاً. وما سيلي حول “خيال المؤامرة العبّاسيّة” كما سمّيناه، إمّا أن يأتيَ بمعطيات اضافيّة مفيدة بحسب هؤلاء، أو أن يزيد ربّما.. في الغموض غموضاً حول شخصيّة “محمّد النّبيّ العربيّ”؛
  • بعد أن ثبّت الحكم “الأمويّ” نفسَه في الشّام إذن، وبعد أن قام بتوسيع فتوحاته، وبعد أن عالج بعض الفتن والثّورات الدّاخليّة (منها مثلاً: مشكلة عبدالله بن الزّبير الكبرى).. وبعد أن بدأ بتثبيت بعض الأعمدة “للدّين الجَديد” خصوصاً أيّام الملك أو الخليفة عبد الملك بن مروان (كما أشرنا، فهؤلاء يشكّكون بكون معاوية “مُسلماً” بالمعنى الذي نعرفه اليوم).. وبعد – أو عند – انشغال هذا الحكم وجيوشه بالتّصدّي لثورات متصاعدة جهة المغرب العربيّ تحديداً..
إقرأ على موقع 180  في معنى السياسة ومعهودها.. عربياً!

في هذه اللّحظة المفصليّة من تاريخ منطقتنا العجيبة إذن (نصف القرن الثّامن الميلاديّ تقريباً): حصل غزوٌ أعجميّ-فارسيّ-خراسانيّ مُبين من جهة الشّرق، بقيادة قومٍ خراسانيّين بشكل خاصّ، منهم القائد المعروف أبو مسلم الخرسانيّ (ت. ٧٥٤ م) طبعاً. وقضى هذا الغزو بالتّالي على حكم “آل أميّة” وأتباعهم وأنصارهم في العراق ثم في الشّام ثمّ في أغلب باقي الأمصار. بعد ذلك، قام “مُلكٌ” جديد، أو “خِلافةٌ” جديدة أعجميّة-خراسانيّة الرّكن والعماد (والمضمون على الأرجح)، وادّعى ملوكها نسباً عربيّاً “قريشيّاً” يُقرّبهم من القائد-النّبيّ ذاك.. ويعطيهم شرعيّة أمام أعدائهم الأمويّين وتجاه شعوب المنطقة من ذوي النّزعة العربيّة والسّاميّة القويّة جدّاً.

طبعاً، سمّى هؤلاء الملوك أنفسَهم.. ببني العبّاس أو بالعبّاسيّيّن، نسبة إلى “عمّ النّبيّ”. وفي أسوأ الأحوال، بحسب هذا التّصوّر كذلك، فنحن أمام نسبٍ مُدّعى. وفي أفضلها، فنحن أمام مُجرّد عنوان عبّاسيّ-قريشيّ لهذا المُلك الجديد، والمضمون هو بالتّأكيد خراسانيّ-ايرانيّ-فارسيّ مُبين؛

  • إذن؛ انهيار الدّولة الأمويّة، ونشوء الدّولة العبّاسيّة (صوب ٧٥٠ م): في حقيقة الأمر، بحسب هذا التّصوّر قيد النّقاش إذن، وعموماً، ما حدث هو عودة للحُكم الفارسيّ – وربّما السّاسانيّ نفسه – إلى العراق ثمّ إلى المنطقة ككلّ.. لكن بلباسٍ جديد، يناسب حُكم شعوب منطقتنا بشكل أفضل: أي بلباس عربيّ “عبّاسيّ” مدّعىً عمليّاً؛
  • وهنا نصل إلى نقطة النّقاط في ما يخصّ هذا العرض وفي ما يخصّ موضوعنا الرّئيسيّ: عاد الحُكم الفارسيّ إذن؛ ليس فقط بلباس اثنيّ-عربيّ جديد؛ ولا فقط بلباس اداريّ وعسكريّ واقتصاديّ وفلسفيّ – وصوفيّ! – جديد.. بل جاء أيضاً بلباسٍ دينيّ جديد.. بالمعنى الأكثر “ضيقاً” إن جاز التّعبير.

وبطبيعة الحال: جاء بسرديّة خاصّة إذن حول.. “النّبيّ العربيّ – مُحمّد” وأهل بيته وأصحابه وعائلته ونسبه وسيرته! (نُكرّر أنّنا، عند هذا الحدّ، في صدد عرض هذا النّموذج-المثاليّ، لا في صدد اثبات صحّته أو عدم صحّته)؛

وهكذا، بحسب هؤلاء، يُصبح فهم الاشكاليّات الكبرى في ما يخصّ التّأريخ الاسلاميّ التّقليديّ عموماً، وفي ما يخصّ التأريخ “المحمّدي” خصوصاً: يصبح فهمها أقرب منطقيّاً وتاريخيّاً – في المبدأ[2].

وهنا نفهم، أيضاً، وبوضوح أكبر نسبيّاً، بحسب هؤلاء:

(١) لماذا تمّ التّدوين النّقليّ الحديثيّ وذلك المتعلّق بالسّيرة، في أعمّه الأغلب كما يقولون، خلال العصر العبّاسيّ الأوّل؛

(٢) لماذا نحن أمام هذه “الفجوة الكبرى” التي تمّ تعريفها في ما سبق، أي الفجوة الزّمنيّة قبل بدء تدوين السّيرة تحديداً – أقلّه بشكل ممنهج؛

(٣) لماذا نحن أمام هذا العدد الهائل نسبيّاً من الخراسانيّين – ومن بعض جيرانهم – في مجالات العلوم التّقليديّة الاسلاميّة كلّها تقريباً (مُفسّرون؛ أئمّة مذاهب فقهيّة؛ علماء كلام؛ جامعو ومصحّحو أحاديث نبويّة.. بل أيضاً فلاسفة ونسّاك ومتصوّفون إلخ.![3]

(٤) لماذا، وهذه النّقطة الأشدّ اشكاليّة واقعاً، يتوجّب النّظر إلى التّراث الحديثيّ و”السّيرتيّ” عموماً، وإلى “سيرة ابن هشام” خصوصاً، بعين ناقدة؛ بل وبعين مُشكّكة بالنّسبة إلى البعض.. لأنّه ربّما – بحسب هذا الرّأي – هو الذي قام بتشييد هذه “السّيرة المحمّديّة” – بشكل أو بآخر – تحت تأثير السّلطة العبّاسيّة الجديدة..

ويُمكننا أن نتخيّل، بسهولة نسبيّة، الآثار المحتملة لكلّ ما سبق، وأن نُخمّن عواقبه على فهمنا لتاريخنا الاسلاميّ، ولكيفيّة نشوء هذا التّراث.. وصولاً إلى مسألتنا المركزيّة، أي مسألة “من هو، إذن، محمّد الحقيقيّ”؟

سنقوم، في ما بقي من هذه السّلسلة، بمحاولة عرض للنّقاط الأساسيّة التي تضع الأسس، برأينا، لنقد هذا النّقد كما عبّرنا.. خصوصاً من الزّاوية المنهجيّة كما سبق وشرحنا. ولكن، من الواضح أنّه، لو صحّ هذا النّموذج-المثاليّ ولو في خطوطه العريضة، فإنّ “محمّداً في حقيقته التّاريخيّة”:

(١) إمّا أن يكون شخصيّة مُتخيّلة بالكامل (وهذا رأي ضعيف جدّاً كما يذهب أغلب هؤلاء الباحثين أنفسهم، وكما سنرى في الجزء الأخير)؛

(٢) أو أن يكون خليطاً بين شخصيَّتَي القائد-العربيّ المذكور آنفاً، وشخصيّة قياديّة أو روحيّة فارسيّة – أو عربيّة صديقة للفرس، حقيقيّة أو مُتخيّلة بدورها (وهذا أيضاً رأي ضعيف عموماً برأيي كما سنرى)؛

(٣) أو أن يكون، فعلاً، شخصيّة تاريخيّة، عربيّة حجازيّة أو من شمال الجزيرة – كما يُرجّح أغلبهم حتّى الآن – ولكنّ التّدوين العبّاسيّ قد وضع بعض “اللّمسات” – أو كثيراً منها – ذات الطّابع السّياسيّ على سيرته، بهدف تمجيد بني العبّاس وتمجيد حكمهم وتدعيم فهمهم للدّين الجديد هذا.. وبهدف تبخيس أعدائهم من الأمويّين (وربّما من العرب، أو من العرب “غير الخراسانيّين”).. وصولاً إلى “أبناء عمومتهم” من بني عليّ والعلويّين.. وشيعتِهم وأنصارِهم أجمَعين.

(يتبع)

[1] مع الالتزام بوعود بداية هذا الجزء، إلّا أنّني أنصح القارئ العزيز بالعودة إلى هذا الشّرح لمحمّد المسيّح مثلاً وهو مفيد جدّاً في هذا الاطار:

هل صحيح ان الإمبراطورية الأموية كانت مسيحية، هل كان معاوية بن ابي سفيان مسيحي؟ #سعيدـشعيب

من المهمّ الاستماع أيضاً إلى رشيد أيلال وكلّ مداخلاته وأبحاثه حول “دين معاوية التّاريخيّ”. مثلاً لا حصراً:

بالبرهان معتقد معاوية – YouTube

[2] حول “الفرضيّة الخراسانيّة-العبّاسيّة” هذه، وأيضاً على سبيل تقديم مثالٍ هادئ ومتوازن، إليكم كذلك هذه المداخلة للأستاذ رشيد أيلال:

الدولة العباسية دولة عجمية وليست عربية

[3] بالمناسبة، هناك فرضيّة في هذا الاطار تتحدّث عن وجود سابق لجالية عربيّة – عدنانيّة خصوصاً – في خراسان، وفي ذلك الزّمان. وقد تمّ تهجيرها – قسراً على الأرجح – من قبل السّلطات الفارسيّة “قبل الاسلام”. والبعض يدّعي، انطلاقاً من هنا إذن، أنّ مفتاح المفاتيح قد يكون كامناً في هذا المعطى وفي ما يعني كثيراً من أسئلتنا (ومن هنا أيضاً، يذهب بعضهم إلى أنّ “محمّداً” نفسه هو عربيّ بالتّأكيد، ولكنّه على الأرجح من عائلة عربيّة-خراسانيّة إلخ. – راجع ما يلي).

(*) راجع الجزء الأول بعنوان: “مُحمّدٌ نبيّ العرب”.. هل هو فعلاً شخصيّة “حقيقيّة”؟  

 (*) راجع الجزء الثاني: “لغز الإسلام” المزعوم.. من هو “محمد الحقيقي”؟

Print Friendly, PDF & Email
مالك أبو حمدان

خبير ومدير مالي، باحث في الدراسات الإسلامية، لبنان

Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  "صدمة الطوفان".. ثقافةً وأسئلةً وتحولات